بإسم الله الرحمان الراحم السلام سلام قولا من رب راحم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حجة الله عليهم السلام و رحمة الله .


    باسم الله الرحمان الرحيم . أم عمارة عليها السلام

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 871
    تاريخ التسجيل : 04/09/2009
    العمر : 52

    باسم الله الرحمان الرحيم . أم عمارة عليها السلام Empty باسم الله الرحمان الرحيم . أم عمارة عليها السلام

    مُساهمة  Admin السبت يناير 03, 2015 12:25 pm

    باسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم أيها النبي و رحمة الله و بركته
    ام عمارة نسيبة بنت كعب
    السيدة التي سنتحدث عنها اليوم بطلة تركت بفضل جرأتها وبطولتها في ميادين القتال أثراً بالغاً على انتشار الإسلام في أيامه الأولى. وهي نسيبة بنت كعب بن عمرو بن ... مازن من بني النجار الأنصارية، وكنيتها أم عمارة، وهي مشهورة بكنيتها واسمها معًا. وكانت نسيبة قبل إسلامها تمارس الطب الشعبي، فتداوي المرضى بالأعشاب وغيرها.
    نسيبة صحابية اشتهرت بالشجاعة، تزوجها في الجاهلية زيد بن عاصم المازني، ومات عنها، فتزوجها غزية بن عمرو المازني. أسلمت حينما ظهر الإسلام، وشهدت بيعة العقبة الثانية التي بايع الرسول صلى الله عليه وسلم اثنان وسبعون رجلاً وامرأتان – هما نسيبة وأختها - ولقد كان انتصارًا للدعوة الإسلامية أن تدخلها المرأة، وأن تقف مع الرجل في ميدان الجهاد في صف واحد. وقد شهدت معارك أحد والحديبية، وخيبر وعمرة القضاء، وحنين وحرب اليمامة ضد مسيلمة الكذاب، وأثبتت في كل منها بطولتها وغيرتها على الإسلام.

    ففي غزوة أحد أبلت نسيبة بلاءً حسناً. قال البلاذري (صاحب كتاب فتوح البلدان): شهدت نسيبة يوم أحد وزوجها وابناها وخرجت معهم بقربة ماء تسقى الجرحى، فقاتلت وجرحت اثني عشر جرحاً، وكانت أول النهار تسقي المسلمين عندما كانت بشائر النصر لهم. ثم قاتلت حين كرَّ المشركون، وانحازت إلى رسول الله تذب عنه بالسيف وترمى عنه بالقوس. ولما قصد ابن قميئة الرسول قاصداً قتله، اعترضته هي ومصعب بن عمير، وضربته عدة ضربات، ولكنه لم يتأثر كثيراً لأنه كان عليه درعان، وضربها بالسيف فجرحها جرحًا عظيمًا، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- "لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان، ما التفت يمينًا أو شمالاً إلا وأنا أراها تقاتل دوني". وقالت أم عمارة عندما سمعت ثناء الرسول: ادع الله تعالى أن نرافقك في الجنة، فقال: "اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة"، فقالت: "ما أبالي ما أصابني من أمر الدنيا"، وبقي بلاءُ نسيبة يوم أحد ماثلاً في أذهان السابقين.

    ولما انكشف الناس عن الرسول وولوا الأدبار، ثبتت أم عمارة تدافع عنه دفاع الأبطال، وهي تقاتل دون ترس، فرأى رسول الله رجلاً مولياً معه ترس، فقال له: ألق ترسك إلى من يقاتل، فأخذته، وظلت تقاتل في شجاعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصيح: يا ابن أم عمارة أمك أمك، وكانت تقاتل وتداوي الجرحى. وجرح ابنها فشغلت بالقتال عنه فنهاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فربطت جرحه قائلةً له: بُنَيَّ انهض إلى القوم وقاتلهم، والنبي صلى الله عليه وسلم ينظر إليها، ويقول: ومن يطيق ماتطيق أم عمارة؟! ورأى النبيصلى الله عليه وسلم ضارب ابنها عبيد بن زيد، فقال لها: هذا ضارب ابنك فضربته حتى قتلته.
    يوم اليمامة

    بعد أن ترسخت دعائم الإسلام، اعتبر عدد من وضيعي النفوس أن الوقت قد حان للمشاركة في المغانم، فادعى عدد منهم النبوة، لكن زيفهم لم يلبث أن انكشف، وسقطت دعواتهم تحت سنابك خيول المسلمين. وكان أخطر هؤلاء واحد من زعماء بني حنيفة، حفظ التاريخ لنا اسمه على أنه مسيلمة الكذاب.

    وأراد الرسول (ًص) أن ينذر مسيلمة، فيختار لتلك المهمة حبيب ابن زيد (ابن أم عمارة)، وينطلق حبيب إلى اليمامة حاملاً الرسالة الكريمة. وكان الجميع يتخوفون عليه من غدر مسيلمة الذي لم يرع لله حرمة فكيف ينتظر منه أن يرعى للرسل حرمة؟
    ويدخل حبيب أرض اليمامة فيثب عليه رجال مسيلمة ويقيدونه بالسلاسل ويحضرونه بين يدي نبيهم الكذابوتنقل لنا كتب التاريخ صورة مشرقة عما يفعله الإيمان الراسخ، خاصة إن كان يستند لأرضية صلبة من حسن التربية.
    يقول مسيلمة : يا حبيب أتشهد أن محمداً رسول الله ؟
    فيجيب حبيب : بلى أشهد أن محمداً رسول الله.
    فيقول الكذاب : أفلا تشهد أني رسول الله ..؟
    فيصمت حبيب ولا يجيب.
    فيلكزه الكذاب بسيفه وهو يتفطر غضباً : ألا ترى أني رسول الله يا حبيب ..؟
    فلا يزيد حبيب أن يقول : بل أشهد أن محمداً رسول الله.

    فيمسك الكذاب ذراع حبيب ويهوي عليها بسيفه فيقطعها ثم يصرخ فيه: أفلا تشهد أني رسول الله يا حبيب ..؟
    فلا يزيد حبيب وقد أجهده النزف الغزير : بل أشهد أن محمداً رسول الله.
    ويطير عقل مسيلمة أمام ثبات حبيب وصبره فيعمل سيفه في أعضائه عضواً بعد عضواً فيقطع أذنه ويجدع أنفه ويستل لسانه ويفقأ عينيه وحبيب مع كل ذلك يأبى أن يشهد في الكذاب إلا الشهادة التي يستحقها.. شهادة تخزيه وتؤلمه وتزيد حنقه فيمضي في تنفيذ حقده حتى لا يبقى في حبيب رمق فيخر شهيداً في سبيل الله.

    وقل أن يتمكن الرسول (ص) من الانتقام، تدركه المنية. وعندها بدأت القبائل تخرج من دين الله أفواجا كما دخلته حتى لم يبقى على دين الإسلام إلا أهل مكة و المدينة والطائف وجماعات متفرقة هنا وهناك. فجهز الخليفة أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، أحد عشر جيشا وأرسلها في شتى أنحاء الجزيرة العربية ليعيدوا المرتدين إلى سبيل الهدى والحق. وكان أقوى المرتدين باسا وأكثرهم عددا على الإطلاق بنو حنيفة أصحاب مسيلمة الكذاب. فقد اجتمع تحت رايته أربعون ألفا من المحاربين الأشداء. وقد هزم مسيلمة أول جيش للمسلمين بقيادة عكرمة بن أبى جهل ورده على أعقابه. فأرسل إليه جيشا ثان بقيادة خالد بن الوليد حشد فيه وجوه الصحابة من المهاجرين و الأنصار. وكانت بينهم نسيبة بنت كعب التي أخذت تترصد وتتربص بمسيلمة الكذاب لتأخذ بثأر ابنها حبيب، وكان معها ابنها الثاني عبد الله الذي اشترك في قتل مسيلمة.

    وقد بدأت المعركة على غير ما توقع المسلمون، فأخذوا يتراجعون تحت ضغط هجوم كاسح من جانب الكفار حتى
    وصل أصحاب مسيلمة إلى فسطاط خالد واقتلعوه من أصوله وكادوا يقتلون زوجته. عند ذلك شعر المسلمون بالخطر الداهم و أدركوا أنهم إن هزموا ذلك اليوم لن تقوم قائمة للإسلام بعد اليوم. فانطلقوا يقاتلون كالأسود حتى زلزلوا مسيلمة وأصحابه، وأجبروهم على التراجع. فأمر مسيلمة أصحابه، فلجأوا إلى الحديقة التي عرفت فيما بعد بحديقة الموت لكثرة قتلاها، وهي واحد من أكبر بساتين اليمامة وأغزرها شجراً. لكن المسلمين نجحوا في تسلق أسوارها، وتدفقوا إليها، وسرعان ما وصلوا إلى مسيلمة فأردوه صريعا. وقد قطعت ذراع نسيبة في هذه المعركة، وأصيبت بعدة جروح مختلفة. كما أن المسلمين خسروا فيها أكثر من ألف شهيد بينهم ما يزيد عن 500 من الصحابة وحفظة القرآن. وكان من شهدائهم يومها زيد بن الخطاب وثابت بن قيس وغيرهما.

    وقد ظل أبو بكر يطمئن عليها ويعودها حتى شفيت وخرجت مع المسلمين لقتال الفرس. وعندما سقط إيوان كسرى وغنم المسلمون غنائم عظيمة بكت وتذكرت النبي وهو يشارك في حفر الخندق حول المدينة ويضرب بالمعول صخرة عظيمة وهو يصيح: الله أكبر أعطيت مفاتيح فارس. وكانت ضمن الغنائم قطيفة مرصعة بالجواهر واللآلئ كانت من نصيب أم عمارة، فاحتضنت القطيفة وهي تبكي لهذه المنزلة العالية بين الصحابة.

    روى ابن سعد عن موسى بن ضمرة بن سعيد عن أبيه قال: أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه بثياب حريرية فاخرة وفيها ثوب ثمين واسع، فقال بعضهم لو أرسلت به إلى زوجة عبد الله بن عمر (ابن الخليفة) صفية بنت أبي عبيد. قال: ابعثوا به إلى مَن هو أحق به منها إلى أم عمارة نسيبة بنت كعب، فإني سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: "ما التفت يمينًا ولا شمالاً يوم أحد إلا رأيتها تقاتل دوني".

    وقد روت أم عمارة عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أكثر من حديث، بينها حديث الصائم” إذا أكل أحد عنده صلت عليه الملائكة". قال ابن حجر: روى عنها ابنها عباد، ومولاتها ليلى، وعكرمة، والحارث بن كعب، وأم سعد بنت سعد بن الربيع، وحديثها ثابت في السنن الأربعة.

    كما روي عنها أنها أتت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقالت: " ما أرى كل شيء إلا للرجال وما أرى النساء يذكرون" فنزل " إِنَّ المُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً " (الأحزاب35)
    وقد توفيت أم عمارة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وذلك في عام 13 هـ الموافق 634 م.
    و سبحان الله و سلام على المرسلين و الحمد لله و الشكر لله الرحمان الرحيم .
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 871
    تاريخ التسجيل : 04/09/2009
    العمر : 52

    باسم الله الرحمان الرحيم . أم عمارة عليها السلام Empty رد: باسم الله الرحمان الرحيم . أم عمارة عليها السلام

    مُساهمة  Admin السبت يناير 03, 2015 12:34 pm

    باسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم أيها النبي و رحمة الله و بركته

    عمار بن ياسر
    رضي الله عنه


    " صبرا آل ياسـر فإن موعدكـم الجنـة "

    خرج والد عمار بن ياسر من بلده اليمن يريد أخا له ، يبحث عنه ، وفي
    مكة طاب له المقام فحالف أبا حذيفة بن المغيرة ، وزوجه أبو حذيفة إحدى
    إمائه ( سمية بنت خياط ) ورزقا بابنهما ( عمار ) ، وكان إسلامهم مبكرا0

    العذاب

    وشأن الأبرار المُبَكّرين أخذوا نصيبهم الأوفى من عذاب قريش وأهوالها ، ووُكل أمر تعذيبهم إلى بني مخزوم ، يخرجون بهم جميعا ياسر و سمية وعمار كل يوم الى رمضاء مكة الملتهبة ويصبون عليهم من جحيم العذاب ، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يخرج كل يوم الى أسرة ياسر مُحييا صمودها وقلبه الكبير يذوب رحمة وحنانا لمشهدهم ، وذات يوم ناداه عمار Sad يا رسول الله ، لقد بلغ منا العذاب كُلَّ مبلغ )000فناداه الرسول -صلى الله عليه وسلم- Sad صبرا أبا اليَقْظان ، صبرا آل ياسر فإن موعـدكم الجنة )000
    ولقد وصـف أصحاب عمار العذاب الذي نزل به 000فيقول عمـرو بن ميمون Sad أحرق المشركون عمار بن ياسر بالنار ، فكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يمر به ، ويُمر يده على رأسه ويقول : يا نار كوني بردا وسلاما على عمار كما كنت بردا وسلاما على إبراهيم )000و يقول عمرو بن الحكم Sad كان عمار يعذب حتى لا يدري ما يقول )000وقد فقد وعيه يوما فقالوا له Sad اذكر آلهتنا بخير )000وأخذوا يقولون له وهو يردد وراءهم من غيـر شعور000وبعد أن أفاق من غيبوبتـه وتذكر ما كان طار صوابـه ، فألفاه الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم- يبكي فجعل يمسح دموعه بيده ويقول له Sad أخذك الكفار فغطوك في الماء فقلت : كذا وكذا ؟)000أجاب عمار وهو ينتحب Sad نعم يا رسول الله )000فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهو يبتسم Sad إن عادوا فقل لهم مثل قولك هذا )000ثم تلا عليه الآية الكريمة

    باسم الله الرحمان الرحيم Sad إلا من أُكرِه وقلبه مطمئنٌ بالإيمان )000
    واسترد عمار سكينة نفسه ، وصمد أمام المشركين000

    حب الرسول لعمّار

    استقر المسلمون بعد الهجرة في المدينة ، وأخذ عمار مكانه عاليا بين المسلمين ، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يحبه حبا عظيما ، يقول عنه -صلى الله عليه وسلم- ( إن عمّارا مُلِىء إيمانا إلى مُشاشه -تحت عظامه- )000وحين كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه يبنون المسجد بالمدينة إثر نزولهم ، إرتجز علي بن أبي طالب أنشودة راح يرددها ويرددها المسلمون معه ،وأخذ عمار يرددها ويرفع صوته ،وظن بعض أصحابه أن عمارا يعرض به ، فغاضبه ببعض القول فغضب الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال Sad ما لهم ولعمّار ؟000يدعوهم الى الجنة ويدعونه الى النار ، إن عمّارا جِلْدَة ما بين عيني وأنفي )000وحين وقع خلاف عابر بين خالد بن الوليد وعمّار قال الرسول Sad من عادى عمّارا عاداه الله ، ومن أبغض عمّارا أبغضه الله )000فسارع خالد إلى عمار معتذرا وطامعا بالصفح000

    إيمانه

    لقد بلغ عمار في درجات الهدى واليقين ما جعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- يُزَكي إيمانه فيقول Sad اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ، واهتدوا بهدي عَمّار )000 كما أن حذيفة بن اليمان وهو يعالج سكرات الموت سأله أصحابه Sad بمن تأمرنا إذا اختلف الناس )000فأجابهم Sad عليكم بابن سمية ، فإنه لا يفارق الحق حتى يموت )000

    نبوءة الرسول

    أثناء بناء مسجد الرسـول -صلى الله عليه وسلم- أخذ الحنان الرسـول الكريـم الى عمار ، فاقترب منه ونفض بيده الغُبار الذي كسـى رأسه ، وتأمل الرسول -صلى الله عليه وسلم- وجه عمار الوديع المؤمن ثم قال على ملأ من أصحابه Sad وَيْحَ ابن سمية ، تقتله الفئة الباغية )000وتتكرر النبوءة حين يسقط الجدار على رأس عمار فيظن بعض إخوانه أنه مات ، فيذهب الى الرسول ينعاه ، فيقول الرسول -صلى الله عليه سلم- بطُمأنينة وثقة Sad ما مات عمار ، تقتل عماراَ الفئة الباغية )000

    يوم اليمامة

    بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- واصل عمار تألقه في مواجهة جيوش الردة والفرس والروم ، وكان دوما في الصفوف الأولى ، وفي يوم اليمامة انطلق البطل في استبسـال عاصف ، وإذا يرى فتـور المسلمين يرسل بين صفوفـهم صياحه المزلزل فيندفعون كالسهام ، يقول عبـد الله بن عمـر Sad رأيت عمار بن ياسر يوم اليمامة على صخـرة ، وقد أشرف يصيح Sad يا معشر المسلمين أمِـن الجنة تفـرّون ؟000أنا عمار بن ياسر هلُمّـوا إلي)000فنظرت إليه فإذا أذنه مقطوعة تتأرجح ، وهو يقاتل أشد القتال )000

    ولاية الكوفة

    لفضائله -رضي الله عنه- سارع عمر بن الخطاب واختاره والياً للكوفة وجعل ابن مسعود معه على بيت المال ، وكتب الى أهلها مبشرا Sad إني أبعث إليكم عمَّار بن ياسر أميرا ، وابن مسعود مُعَلما ووزيرا ، وإنهما لمن النجباء من أصحاب محمد ومن أهل بدر )000يقول ابن أبي الهُذَيْل وهو من معاصري عمار في الكوفـة Sad رأيت عمار بن ياسر وهو أميـر الكوفة يشتري من قِثائها ، ثم يربطها بحبـل ويحملها فوق ظهـره ويمضي بها الى داره )000كما ناداه أحد العامة يوما Sad يا أجدع الأذن )000فيجيبه الأمير Sad خَيْر أذنيّ سببت ، لقد أصيبت في سبيل الله )000

    عمار والفتنة

    وجاءت الفتنة ووقع الخلاف بين علي -كرم الله وجهه- ومعاوية ، فوقف عمار الى جانب علي بن أبي طالب مُذعنا للحق وحافظا للعهد ، وفي يوم صِفِّين عام 37 هجري خرج عمار مع علي بن أبي طالب وكان عمره ثلاثا وتسعين عاما ، وقال للناس Sad أيها الناس سيروا بنا نحو هؤلاء القوم الذين يزعمون أنهم يثأرن لعثمان ، ووالله ما قصدهم الأخذ بثأره ، ولكنهم ذاقوا الدنيا ، واستمرءوها وعلموا أن الحق يحول بينهم وبين ما يتمرّغون فيه من شهواتهم ودنياهم ، وما كان لهؤلاء سابقة في الإسلام يستحقون بها طاعة المسلمين لهم ولا الولاية عليهم ، ولا عرفت قلوبهم من خشية الله ما يحملهم على اتباع الحق ، وإنهم ليخدعون الناس بزعمهم أنهم يثأرون لدم عثمان ، وما يريدون إلا أن يكونوا جبابرة وملوكا )000ثم أخذ الرايـة بيده ورفعهـا عاليا وصـاح في الناس Sad والذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهأنذا أقاتل بها اليوم ، والذي نفسي بيده لو هزمونا حتى يبلغوا سعفات هَجَر ، لعلمت أننا على الحق وأنهم على الباطل )000

    تحقق نبوءة الرسول

    كان عمار بن ياسر وهو يجول في المعركة يؤمن أنه واحد من شهدائها ، وكانت نبوءة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أمام عينيه Sad تقتل عماراَ الفئة الباغية )000من أجل هذا كان يغرد قائلا Sad اليوم ألقى الأحبة محمدا وصحبه )000ولقد حاول رجال معاوية أن يتجنبوا عمَّارا ما استطاعوا ، حتى لا تقتله سيوفهم فيتبين للناس أنهم الفئة الباغية ، ولكن شجاعة عمار ابن الثالث والتسعين وقتاله كجيش لوحده أفقدهم صوابهم حتى إذا تمكنوا منه أصابوه ، وانتشر الخبر ، وتذكر الناس نبوءة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فزادت فريق علي بن أبي طالب إيمانا بأنهم على الحق ، وحدثت بلبلة في صفوف معاوية ، وتهيأ الكثير منهم للتمرد والإنضمام الى علي ، فخرج معاوية خاطبا فيهم Sad إنما قتله الذين خرجوا به من داره ، وجاءوا به الى القتال )000وانخدع الناس واستأنفت المعركة000

    الشهيد

    حمل الإمام علي عماراً فوق صدره الى حيث صلى عليه والمسلمـون معه ، ثم دفنه في ثيابه ، ووقف المسلمون على قبـره يعجبون ، فقبل قليـل كان يغـرد Sad اليوم ألقى الأحبة محمدا وصحبه )000وتذكروا قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- Sad اشتاقت الجنة لعمّار )
    و سبحان الله و سلام على المرسلين و الحمد لله و الشكر لله الرحمان الرحيم .

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 2:19 pm