بإسم الله الرحمان الراحم السلام سلام قولا من رب راحم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حجة الله عليهم السلام و رحمة الله .


    بإسم الله الرحمان الرحيم . آبائي عليهم السلام

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 871
    تاريخ التسجيل : 04/09/2009
    العمر : 52

    بإسم الله الرحمان الرحيم . آبائي عليهم السلام Empty بإسم الله الرحمان الرحيم . آبائي عليهم السلام

    مُساهمة  Admin الإثنين نوفمبر 08, 2010 4:32 am

    بإسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم أيها النبي و رحمة الله و بركته

    لقد كان لوفود الحجاج المغاربة الفضل في نقل التصوف إلى المغرب وذلك في القرن الحادي عشر الميلادي وكان ممن رحل إلى الشرق ودرس التصوف هناك أبو يعزى المكنى بابن العريف وكان فقيها محدثا بالأندلس وعلي ابن حرازهم وأبو شعيب الصنهاجي وكان هؤلاء على مذهب الغزالي فكان تصوفهم شرقيا قلبا وقالبا شديد الالتزام بالقرآن والسنة وفي الفترة الأخيرة من عهد الموحدين ظهر قطبي التصوف المغربي الذي على يديهما تغير طابع التصوف المغربي وأخذ مجرى مغايرا لما كان عليه بالشرق الإسلامي هذين الرجلين هما أبو مدين شعيب الملقب بالغوث الإشبيلي(1). درس بسبتة ومراكش وطنجة وفاس أخذ علوم الغزالي عن أبي الحسن حرازهم وجمع ما أمكنه جمعه من علوم الأندلس بالمغرب ثم ذهب إلى الشرق حيث التقى بالقطب عبد القادر الجيلالي فأخذ عنه علومه وطريقته ورجع إلى المغرب حيث استوطن ببجاية وتوفي وهو في طريقه إلى يعقوب المنصور الموحدي بمراكش. توفي بتلمسان ودفن بها برابطة العباد سنة 594 هـ.

    أما القطب الثاني في التصوف المغربي فهو الشيخ عبد السلام بن امشيش بن أبي بكر بن علي بن ادريس باني فاس. درس على يد الشيخ علي بن حرازهم وعلى يد أبي مدين الغوث. وعن عبد الرحمان العطار الزياتي الحسني المدني. واعتكف المولى عبد السلام بجبل العلم من شمال المغرب وإلى زهده كان يتعاطى الفلاحة.
    ومن نصائحهم عليهم السلام
    " احفظ نفسك من إرادة الدنيا وحب النساء وحب الجاه وإيثار الشهوات. واقنع من ذلك بما قسم الله لك.

    إذا خرج لك مخرج الرضى فكن لله شاكرا. وإذا خرج لك مخرج السخط فكن عليه صابرا. ورفض الدنيا قطب تدور عليه الخيرات. وأصل جامع لأنواع الكرامات وحصون ذلك كله أربعة: الورع. وحسن النية. وإخلاص العمل. ولا تتم له هذه الجملة إلا بصحبة أخ صالح أو شيخ ناصح " المرء على دين خليله فانظر من تخالل " بإسم الله الرحمان الرحيم و اتخذ الله الرحمان الرحيم إبراهيم عليهم السلام خليلا "

    وسبحان الله و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين .
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 871
    تاريخ التسجيل : 04/09/2009
    العمر : 52

    بإسم الله الرحمان الرحيم . آبائي عليهم السلام Empty رد: بإسم الله الرحمان الرحيم . آبائي عليهم السلام

    مُساهمة  Admin الأحد نوفمبر 28, 2010 7:46 am

    بإسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم أيها النبي و رحمة الله و بركته




    سلسلة التعريف بأعلام الجزائر



    أبو مدين شعيب بن حسين الأنصاري

    المعروف بـ" سيدي بومدين"

    (520 ـ 594 هـ)

    منزلته و أصوله العلمية ونبذة من حياته

    الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده.

    لأسباب كثيرة بعضها معروف وبعضها الآخر مجهول، على الأقل لا يعرفه إلاّ قلّة من الباحثين، يجهل كثير من إخواننا أبناء المشرق، وحتى بعض أبناء المغرب سير وتراجم بعض العلماء المرموقين، وأهل الصلاح والمعرفة من أبناء الجزائر، أو ممن استوطنوا بها بعد طول ترحال.

    وفي سياق التعريف بهؤلاء الأعلام، والتنويه بمساهماتهم في العلوم الإسلامية هذه سلسلة مختصرة لسيرهم، تعرف بهم، وتزيل اللثام عن بعض محاسنهم وإنجازاتهم.

    ومعلوم أنّ أشدّ ما يسيء إلى ذكرى العالم الرباني الذي سخّر علمه ووقته وجهده للدعوة إلى دين الله الحق، هو أن يضيع جهده بين الناس بمجرد موته، وأن يخمد ذكره ويتآكله النسيان.

    ومن أقوم المناهج، وأحسن طرق التربية والتعليم، تتبع سير الصالحين، ونشرها بين الناس، تعريفا بفضلهم، ودعوة للاقتداء بهم، فإنّ لذكر الصالحين حلاوة في القلوب لا مثيل لها.

    وأفضل الصالحين، وأحقهم بأن تنشر مزاياهم، ويهتف بكراماتهم، وتردد أقوالهم من كان منهم بالسنة النبوية معتصما، على طريق السلف الصالح سائرا، وبفهمهم للدين متقيدا، ومن أجل هؤلاء ببلاد المغرب شيخ العارفين، وإمام العابدين في عصره أبو مدين ـ رحمه الله ـ فقد كان على جانب كبير من المعرفة، اتّسمت طريقته بالاعتماد على العلم تعلما وتعليما.

    مولد الشيخ وبداية طلبه العلم:

    هو أبو مدين شعيب بن حسين الأنصاري، أصله من قطنيانة [CANTILLANA]، حصن صغير في الشمال الشرقي من أشبيلية [Séville]

    غادر الأندلس فارا من إخوته الذين استغلوا يتمه ليجبروه على رعي مواشيهم، وقصد العدوة طلبا للعلم، لأنه كان يتألم إن رأى الناس يصلون وهو لا يعرف كيف يصلي.

    وكان أميا في منتصف العقد الثاني من عمره عندما عبر إلى طنجة، ثم ذهب إلى سبتة حيث عمل أجيرا للصيادين، ثم انتقل إلى مراكش صحبة جماعة من أهل الأندلس إلاّ أنّه وقع في مكرهم، فقد أدخلوه معهم في جملة الأجناد، وكانوا يأكلون عطاءه.

    وفي مراكش قوت رغبته في العلم، فنصحه بعض الناس أنه إن كان يريد التفرغ للعلم فعليه بالانتقال إلى فاس(1) ، يقول أبو مدين:" فسرت حتى وصلت البحر، ووجدت خيمة فيها ناس، فخرج إلي منها شيخ، فسألني عن أمري فأخبرته، فجلست عنده، فإذا جعت رمى بخيط في طرفه مسمار فأخذ حوتا ويطعمه لي مشويا، ثم قال لي: انصرف إلى الحاضرة حتى تتعلم العلم فإنّ الله تعالى لا يعبد إلاّ بالعلم".

    قال الشيخ أبومدين عن أول أمره بفاس:"سرت إليها ولازمت جامعها، ورغبت من علمني أحكام الوضوء و الصلاة، ثم سألت عن مجالس العلماء،فسرت إليها مجلسا بعد مجلس، و أنا لا يثبت في قلبي شيء مما أسمعه من المدرسين إلى أن جلست إلى شيخ كلما تكلم بكلام ثبت في قلبي و حفظته".

    هذا الشيخ هو أبو الحسن علي بن إسماعيل بن محمد بن عبد الله بن حرزهم، وقد سأله الشيخ أبو مدين عن السر في ذلك، فقال له:" هم يتكلمون بأطراف ألسنتهم، فلا يتجاوز كلامهم الآذان، و أنا قصدت الله بكلامي فخرج من القلب".

    لازم أبو مدين شيخه ابن حرزهم2 {حرازم بالعامية}مدة كان يشتغل فيها في أوقات فراغه مع النسّاخين ليحصل على قوته، بينما يقضي ليله في المراجعة و العبادة.

    قال الشيخ أبو مدين:" سمعت رعاية المحاسبي عن أبي الحسن بن حرزهم".

    ومن شيوخ أبي مدين بفاس الفقيه المجاهد أبو الحسن بن غالب المتوفى سنة 592 هـ قرأ عليه أبو مدين كتاب السنن لأبي عيسى الترمذي.

    ومنهم الشيخ أبو عبد الله الدقاق السجلماسي الأصل المدفون بمقبرة باب الجيسة

    كذلك أخذ الشيخ أبو مدين عن أبي يعزى يلنور بن ميمون {438/572} دفين جبل أيروجان قرب قرية تاغية، الذي لم يكن يتقن التكلم باللغة العربية، ولم يحضر حلق علماء القرويين وإنما أخذ عن الشيخ أبي شعيب السارية مؤسس رباط أزمور، قال عنه أبو مدين:" طالعت أخبار الصالحين من زمن اويس القرني إلى زماننا فما رأيت أعجب من أبي يعزى، وطالعت كتب التذكير فما رأيت كالإحياء للغزالي".

    وقد امتحن أبو يعزى أبا مدين مرات، تارة بالإعراض عنه، وتارة باستبار صبره على الجوع، وتارة بإرساله إلى أماكن موحشة.

    ولما اشتاقت نفس أبي مدين إلى الرحلة، وبالضبط لأداء مناسك الحج استأذن شيخه أبا يعزى فأذن له، وفي عرفة تعرف بالشيخ عبد القادر الجيلاني، والمرجح أن ذلك كان فيما بين 550 و555هـ ، فقرأ عليه بالحرم، وكان أبومدين يعده أفضل مشايخه الأكابر " شجرة النور الزكية"

    وقد ذكر المقري في" النفح" أن أبا مدين كان يؤثر بعد عودته من المشرق العزلة للعبادة، والتأمل، قال مبينا عن نفسه ذلك: قال لي بعض الأولياء: رأيت في النوم قائلا يقول: قل لابن مدين بث العلم ولا تبال ترتع غدا مع العوالي، فإنك في مقام آدم أبي الذراري، فقلت له: كنت عزمت على الخروج للجبال والفيافي حتى أبعد عن العمران، ورؤياك هذه تعدل بي عن هذا العزم وتأمرني بالجلوس، فقولك:"ترتع مع العوالي" إشارة لحديث حلق الذكر مراتع أهل الجنة، و" العوالي" أصحاب عليين، ومعنى قوله "أبي الذراري" أن آدم أعطي قوة النكاح وأمر به، ولم يجعل له قوة على كون ذريته مطيعين مؤمنين، وكذا نحن أعطانا الله العلم وأمرنا ببثه وتعليمه، ولا قدرة لنا على كون أتباعنا موفقين".

    ومن المرجح أنه اتخذ هذا القرار وهو بالجزائر المغرب الأوسط آنذاك، وبالضبط عند عروس البحر عاصمة الحمادين بجاية3، وقد قال عنها:" معينة على طلب الحلال".

    مكث أبو مدين ببجاية أكثر من خمسة عشر سنة، و فيها تزوج بجارية حبشية، وأنجب منها ولدا، قال الشعراني في " الطبقات الكبرى"{156/1}:"وولده مدين هو المدفون بمصر بجامع الشيخ عبد القادر الدشطوطي، ببركة القرع، خارج السور، مما يلي شرقي مصر، عليه قبة عظيمة، وقبره يزار."

    وفي بجاية قرأ عليه الفقيه الصالح أبو عبد الله محمد بن حماد الصنهاجي القلعي سنة 581هـ كتاب " المقصد الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى" ولما قيد كلامه في الشرح في اليوم الأول، قال له الشيخ في اليوم الثاني :" لا أريد أن تقيد عني شيئا مما أقوله في هذا الكتاب" ـ" أنس الفقير"{92}.

    ونقل صاحب " عنوان الدراية"{ص:73} كلاما لأبي بكر بن العربي مفاده أنّ الشيخ الحافظ زين العلماء ورأس المحدثين أبا عبد الحق عبد الرحمان الإشبيلي4 كان آخى أبا مدين في بجاية وكان يأتي إلى حلقته و بيته هو والشيخ أبو علي المسلي".

    كما أنّ الشيخ أبا مدين درس بمدينة بجاية "الرسالة القشيرية" لأبي القاسم عبد الكريم القشيري.

    تلامذة الشيخ أبي مدين:

    ومن تلاميذ الشيخ أبي مدين المشهورين عبد الرزاق الجز ولي دفين الإسكندرية،قال ابن قنفذ في" الوافيات"{10/1}:" وهو من أشياخ الشيخ سيدي أبي محمد عبد العزيز المهدوي وأبي البقاء عبد الله".

    قال اليافعي في"مرآة الجنان وعبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان"{121/3}: وتخرج به جماعة من أكابر المشايخ الأصفياء، مثل الشيخ أبي محمد عبد الرحيم القنادي، والشيخ أبي عبد الله القرشي، والشيخ أبي محمد عبدالله الفارسي، والشيخ أبي محمد صاحب الدكالي، والشيخ أبي غانم سالم، والشيخ أبي علي واضح، والشيخ أبي الصبر أيوب المكناسي، والشيخ أبي محمد عبد الواحد، والشيخ أبي الربيع المظفري، والشيخ أبي زيدين هبة الله وغيرهم من العلماء. وتلمذ له خلق كثير من أهل الطريق، وقال بارادته جم غفير من أصحاب الأحوال، وانتهى إليه عالم عظيم من الصلحاء وتأدب بين يديه المشايخ والعلماء".

    ومن تلاميذ الشيخ أبي مدين المرموقين جعفر بن سيدبونة الخزاعي، ذكره لسان الدين بن الخطيب في"الإحاطة في أخبار غرناطة"{113/1}وقال عنه:"

    كان أحد الأعلام المنقطعي القرين في طريق كتاب الله، وأولى الهداية الحقة، فذ، شهير، شائع الخلة، كثير الأتباع، بعيد الصيت، توجب حقه حتى الأمم الداينة بغير دين الإسلام، عند التغلب على قرية، مدفنه بما يقضي منه بالعجب، قال الأستاذ أبو جعفر بن الزبير عند ذكره في الصلة: أحد أعلام المشاهير فضلاً وصلاحاً، قرأ ببلنسية، وكان يحفظ نصف المدونة وأقرأها، ويؤثر الحديث والتفسير والفقه، على غير ذلك من العلوم.

    أخذ القراءات السبع عن المقرئ أبي الحسن بن هذيل، وأبي الحسن بن النعمة، ورحل إلى المشرق، فلقي في رحلته جلة، أشهرهم وأكبرهم في باب الزهد وأنواع سنى الأحوال، ورفيع المقامات، الشيخ الجليل، الولي الصالح، العارف، أبو مدين شعيب بن الحسين المقيم ببجاية، صحبه وانتفع به، ورجع من عنده بعجايب دينية، ورفيع أحوال إيمانية، وغلبت عليه العبادة، فشهر بها حتى رحل إليه الناس للتبرك بدعائه، والتيمن برؤيته ولقائه، فظهرت بركته على القليل والكثير منهم، وارتوى زلالا من ذلك العذب النمير، وحظه من العلم مع عمله الجليل موفور، وعلمه نورٌ على نور. لقيت قريبه الشيخ أبا تمام غالب بن حسين بن سيدبونة حين ورد غرناطة، فكان يحدث عنه بعجائب."

    ومن أكابر تلميذ الشيخ أبي مدين عبد السلام بن مشيش شيخ العارف الصالح أبي الحسن الشاذلي ـ رحمهم الله أجمعين.

    وفاة الشيخ أبي مدين:

    ولما اشتهر الشيخ أبو مدين، وكثر رواده و طلبته، وشى به بعض الحاقدين عند يعقوب المنصور الموحدي بعد أن اتهموه بالزندقة، و قالوا:" أنا نخاف منه على دولتكم،فإن له شبها بالإمام المهدي، و أتباعه كثيرون في كل بلد" فبعث إليه السلطان ليختبره، و كتب لصاحب بجاية بالوصية و الاعتناء بحمله، فشق ذلك على أصحاب الشيخ،حتى قال لهم:" إن منيتي قربت، و لغير هذا المكان قدرت، فبعث الله من يحملني إليه برفق، وأنا لا أرى السلطان ولا يراني".

    فارتحل به موكب السلطان إلى أن وصل مدينة تلمسان، في ضواحي منطقة " العباد" فقال لأصحابه :" ما أصلحه للرقاد"، ومرض مرض موته، فتوفى هناك سنة 594 هـ وحمل إلى العباد و دفن فيه رحمه الله .

    قال الصفدي في " الوافي بالوفيات"{207/5}:" ، كان آخر كلامه: الله الحي، ثم فاضت نفسه؛ توفي نحو التسعين وخمسمائة."

    الخلاصة:

    أقام الشيخ أبو مدين طريقته على أسس قوية منها أن الشيخ الحقيقي هو الذي يربي تلامذته تربية أساسها القرآن و السنة،وكان مهتما بعلم التوحيد و الفقه ، قال ابن تيمية في " مجموع الفتاوى"{488/3}:"قال الشيخ أبو مدين رحمه الله : أشرف العلوم علم التوحيد، وأنفع العلم أحكام العبيد"5.

    وأن التوكل لابد أن يبنى على السعي الملائم و العمل الصالح، ويستخلص من سيرته أنه صاحب دعا لله.

    ومن أقواله المشهورة:

    ـ من لم يجد في قلبه زاجرا فهو خراب.

    ـ من عرف نفسه لم يغتر بثناء الناس عليه.

    ـ المروءة موافقة الإخوان فيما لا يحظره العلم عليك.

    ـ احذر صحبة المبتدعة اتقاء على دينك، و احذر صحبة النساء اتقاء على إيمان قلبك.

    ـ أبناء الدنيا يخدمهم العبيد و الإماء، و أبناء الآخرة يخدمهم الأحرار و الكرماء.

    ـ بفساد العامة تظهر ولاة الجور، و بفساد الخاصة تظهر دجاجلة الدين المفتاتون.

    ـ سنة الله استدعاء العباد لطاعته بسعة الأرزاق ودوام المعافاة ليرجعوا إليه بنعمته، فإن لم يفعلوا ابتلاهم بالسراء والضراء لعلهم يرجعون، لأن مراده عز وجل رجوع العباد إليه طوعاً وكراهاً.

    ـ انكسار العاصي خير من صولة المطيع.

    ـ من لم يمت لم ير الحق.

    ـ لا يكون المريد مريداً حتى يجد في القرآن كل ما يريد.

    ـ أغنى الأغنياء من أبدى له الحق حقيقة من حقه، وأفقر الفقراء من ستر الحق حقه عنه.

    ـ إذا ظهر الحق لم يبق معه غيره.

    ـ ليس للقلب سوى وجهة واحدة، فإلى أي جهة توجه حجب عن غيرها، وإذا سكن الخوف القلب أورثه المراقبة.

    ـ من تحقق بالعبودية نظر أفعاله بعين الرياء، وأحواله بعين الدعوى، وأقواله بعين الافتراء.

    ـ ما وصل إلى صريح الحرية من عليه من نفسه بقية

    ومن شعره:

    يا من علا فرأى ما في الغيوب وما ... تحت الثرى، وظلام الليل منسدل

    أنت الغياث لمن ضــاقت مذاهبه ... أنت الدليل لمن حـارت به الحيل

    إنا قصدناك والآمـال واثــــقة ... والكل يدعوك ملهـوف ومبتهل

    فإن عفوت فذو فضل وذو كــرم ... وإن سطوت فأنت الحـاكم العــدل

    قلت : إضافة إلى شهرة الشيخ في الآفاق عند أهل العلم و المعرفة، فإنا نستشف من كلاماته هذه التي تعبر عن طريقته في علم السلوك، أنه كان صاحب سنة ينفر من البدعة والمبتدعة، وقد أشاد بعلو مرتبته عند الأشياخ، وباستقامة طريقته ومنهجه شيخ الإسلام ابن تيمية، وحسبك بشيخ الإسلام حكما عدلا، ومنصفا عارفا فيما يحكم،فذكره في مواضع من كتبه مستشهدا به، قال ابن تيمية في " المجموع"{197/1}:"مشايخ الإسلام وأئمة الهدى الذين جعل الله  لهم لسان صدق في الأمة مثل سعيد بن المسيب والحسن البصري وعمر بن عبد العزيز ومالك بن أنس والأوزاعي وإبراهيم بن أدهم وسفيان الثوري والفضيل بن عياض ومعروف الكرخي والشافعي وأبي سليمان وأحمد بن حنبل وبشر الحافي وعبد الله بن المبارك وشقيق البلخي ومن لا يحصى كثرة . إلى مثل المتأخرين : مثل الجنيد بن محمد القواريري وسهل بن عبد الله التستري وعمر بن عثمان المكي ومن بعدهم - إلى أبي طالب المكي إلى مثل الشيخ عبد القادر الجيلالي والشيخ عدي والشيخ أبي البيان والشيخ أبي مدين والشيخ عقيل والشيخ أبي الوفاء والشيخ رسلان والشيخ عبد الرحيم والشيخ عبد الله اليونيني والشيخ القرشي وأمثال هؤلاء المشايخ الذين كانوا بالحجاز والشام والعراق ومصر والمغرب وخراسان من الأولين والآخرين".

    {293/1}:" وهذا هو سماع المؤمنين وسلف الأمة وأكابر المشايخ كمعروف الكرخي والفضيل بن عياض وأبي سليمان الداراني ونحوهم . وهو سماع المشايخ المتأخرين الأكابر كالشيخ عبد القادر والشيخ عدي بن مسافر والشيخ أبي مدين وغيرهم من المشايخ - رحمهم الله –"

    وقال أيضا{48/3}:"وكذلك أكابر الشيوخ المتأخرين مثل : الشيخ عبد القادر والشيخ عدي والشيخ أبي مدين والشيخ أبي البيان وغير هؤلاء ، فإنهم لم يحضروا " السماع البدعي " بل كانوا يحضرون " السماع الشرعي " سماع الأنبياء وأتباعهم كسماع القرآن . والله أعلم ."

    قال الذهبي في سير أعلام النبلاء"{219/21}:"

    قال محيي الدين بن العربي: كان أبو مدين سلطان الوارثين، وكان جمال الحفاظ عبد الحق الازدي قد آخاه ببجاية، فإذا دخل عليه، ويرى ما أيده الله به ظاهرا وباطنا، يجد في نفسه حالة سنية لم يكن يجدها قبل حضور مجلس أبي مدين، فيقول عند ذلك: هذا وارث  الحق.

    قال محيي الدين: كان أبو مدين يقول: من علامات صدق المريد في بدايته انقطاعه عن الخلق، وفراره، ومن علامات صدق فراره عنهم وجوده للحق، ومن علامات صدق وجوده للحق رجوعه إلى الخلق، فأما قول أبي سليمان الداراني (لو وصلوا ما رجعوا) فليس بمناقض لقول أبي مدين، فإن أبا مدين عنى رجوعهم إلى إرشاد الخلق، والله أعلم."

    هذه كانت نبذة موجزة من حياة وسيرة الشيخ العارف الرباني أبي مدين رحمه الله وألحقنا بهم صالحين بسنة المصطفى متأسّين آمين.

    والحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    أرزيو، الجزائر، في2009-02-12

    مختار طيــباوي



    الهامش:

    ------------------

    1ـ لقد كانت مدينة فاس في ذاك الوقت كما قال لسان الدين بن الخطيب:

    بلد أعارته الحمامة طوقها *** وكساه ريش جناحه الطاووس

    فكأنما الأنهار فيها مـدامة *** وكأن ساحات الديار كؤوس

    وقال القاضي المزدغى:

    يا فاس حيا الله أرضك من ثرى *** و سقاك من صوب الغمام المسبل

    وبجامع القرويين شرف ذكـره *** انـس بذكــراه يهيـج تململي

    وبصحنه زمن الصيف عجائب *** فمع العـشى الغرب فيه استقبل

    قال صاحب "الأنيس المطرب بروض القرطاس:" بلغت مدينة فاس في أيام المرابطين و أيام الموحدين من بعدهم من العمارة و الغبطة و الرفاهية و الدعة ما لم تبلغه مدينة من مدن المغرب".

    2- كان الشيخ علي بن حرزهم زاهدا في الدنيا سالكا في التصوف الذي أخذه عن عمه أبي محمد صالح بن حرزهم، وعن أبي الفضل يوسف بن محمد الحمادي ابن النحوي، وهم ممن اعتنوا بكتاب الغزالي"إحياء علوم الدين" وروجوا له بالمغرب.

    وقد كان لأبي الحسن مواقف مشرفة عندما كان بمراكش منها انه وقف في وجه الأمير اللمتوني علي بن يوسف عندما أمر بقتل الفقيه الصوفي أبي الحكم عبد الرحمان بن برجان و إلقاء جثته فوق مزبلة استنكر فعله على رؤوس الملا وخطب في الناس و أمرهم بالاهتمام بجنازة القتيل و أن يواروه في مقبرة المسلمين.

    3- وصف العلماء و الرحالة ما كانت عليه بجاية في القرن السادس من نشاط تجاري و علمي كبيرين :"كان الناس على اجتهاد و كان الأمراء لأهل العلم على ما يليق ويراد""عنوان الدراية ً:85".

    4- كان قاضي بجاية بعد سنة 550 ه ـ وتوفى بها بعد محنة نالته من الولاة سنة 581 هـ نترجمه لاحقا في هذه السلسلة.

    5- من كتب الشيخ :" مفاتيح الغيب لإزالة الريب و ستر العيب" {92 ورقة}موجود في شستربتي تحت رقم3259 ذكره الزر كلي في "الأعلام"{166/3}.

    كذلك له "انس الوحيد ونزهة المريد في علم التوحيد"، والحكم،مخطوط


    غادر الأندلس فارا من إخوته الذين استغلوا يتمه ليجبروه على رعي مواشيهم،وقصد العدوة طلبا للعلم ،لأنه كان يتألم إن رأى الناس يصلون وهو لا يعرف كيف يصلي.

    و سبحانك اللهم و بحمدك و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين .


    عدل سابقا من قبل Admin في الخميس يناير 08, 2015 11:18 am عدل 2 مرات
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 871
    تاريخ التسجيل : 04/09/2009
    العمر : 52

    بإسم الله الرحمان الرحيم . آبائي عليهم السلام Empty رد: بإسم الله الرحمان الرحيم . آبائي عليهم السلام

    مُساهمة  Admin الأحد نوفمبر 28, 2010 7:53 am

    بإسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم أيها النبي و رحمة الله و بركته
    وعزى بو النور عليه السلام

    الرابطة-جمال بامي
    في منطقة تاغيا بالأطلس المتوسط المغربي بين أبي الجعد وخنيفرة يرقد عارف كبير وشيخ جليل يعرف عند العامة باسم مولاي بوعزة، وهو الاسم الذي تعرف به البلدة دون غيره من الأسماء الجغرافية.. يتعلق الأمر بالشيخ الصوفي الشهير أبي يعزى يلنور الذي عاش في أواخر الحكم المرابطي وعاصر الموحدين لفترة طويلة وعَمر أكثر من مائة سنة يقول العباس بن إبراهيم المراكشي صاحب "الإعلام بمن حل مراكش وأغمات من الأعلام" عن مولاي بوعزة : "أبو يعزى يلنور بن ميمون، وقيل ابن عبد الله وقيل بن ميمون بن عبد الله بن عبد الرحمان. وقيل أنه أبو يعزى عبد الله بن عبد الرحمان بن ميمون الدكالي الهزميري". ويقول ابن الزيات التادلي في كتابه "التشوف إلى رجال التصوف" عن العارف أبي يعزى أنه: "من هزميرة إيروجان من بني صبيح من هسكورة ".

    ويعرف الأستاذ إبراهيم حركات صاحبنا أبي يعزى في كتابه المغرب عبر التاريخ (الجزء الأول) بقوله: "بربري من مصمودة ولد بناحية دمنات، وكان طويل القامة نحيفا أسود اللون"، أما المؤرخ المرحوم عبد الوهاب بن منصور فيقول في كتابه أعلام المغرب العربي: هو "أبو يعزى بن ميمون الهسكوري من صلاح المغرب المشاهير، اسمه يلنور، وأصله من هزميرة، وقيل من بني صبيح بطن من قبيلة هسكورة. اشتهر عند الخاصة بكنية أبي يعزى وعند العامة بأبي عزة، وهم يدعونه مولاي بوعزة على سبيل التعظيم".

    وقد خص الإمام أبو العباس العزفي أبا يعزى بتأليف ضمنه أخباره ومناقبه سماه "دعامة اليقين في زعامة المتقين"، وخصه كذلك الإمام أبو العباس أحمد الصومعي صاحب زاوية الصومعة ببني ملال بتأليف مشهور سماه "المعزى في مناقب الشيخ أبي يعزى" وقد طبع سنة 1996 بتحقيق الأستاذ علي الجاوي.

    يقول الأستاذ أحمد التوفيق في مقاله "التاريخ وأدب المناقب من خلال مناقب أبي يعزى"(ضمن كتاب التاريخ وأدب المناقب: منشورات الجمعية المغربية للبحث التاريخي، 1989): "فأبو يعزى، من نصوص مناقبه، ومن خلال غيرها، شخص تاريخي يحمل كنية صيغتها، بدخول "أبو" عليها، عربية، مما انتشر من صيغ الكنى العربية بالمغرب في ذلك العهد الموحدي(...)، أما الياء في أول "يعزى" فتحتها كسر، أصلا، لتخفيف همزة تحتها كسر في "إعزا" وهو العزيز، فأبو يعزى هو أبو العزيز اجتهد فيها معاصروه، وأضافوا لاسمه الذي هو يلنور "إلا النور" أي: أبو النور أو ذو النور أو النوري، وقد كني شيخ شيخه وهو عبد الله بن واكريس المدفون في وسط دكالة بأبي النور وتنطقه العامة فيها "سيدي بنور". أما لقب أبو يعزى عند نزوله من الجبل إلى الساحل الذي بين آسفي وبين أزمور حيث خدم أبا شعيب السارية أي في مرحلة الطلب والذل والخدمة قبل الشهرة، فهو "بو كرتيل" أي صاحب الحصير، تعييرا، والظاهر أن كنيته واسمه اللامعين: "أبو يعزى يلنور" متأخران عن تلك المرحلة الرثة.

    فهل كان اسمه "يلنور" ضربا من سوابق الأقدار أو كان له اسم آخر نسخ به قبل أن تلوح عليه الأنوار؟ وما هو؟ أسئلة تتيحها نصوص مناقب أبي يعزى لأنها إذ تقدم "الزينة" (أبو يعزى يلنور) ونقيضها (بوكرتيل) تبريرا أو تمريرا لا يمكن أن تنفي التناقض الذي يفرضه الترتيب المنطقي في زمن التاريخ...".

    وتسمية بوكرتيل التي سبقت "أبي يعزى يلنور" حسب ما استنتجه الأستاذ أحمد التوفيق وردت عند ابن الزيات التادلي في "التشوف" الذي نقل روايات تقول أن أبا يعزى كان يقول: "أقمت عشرين سنة في الجبال المشرفة على تينمل وليس بها إلا اسم أبو جرتيل (بوكرتيل) ومعناه بالعربية صاحب الحصير.ثم انحدرت إلى السواحل فأقمت بها ثمانية عشر عاما لا اسم لي بها إلا أبو ولنكوط؛ وهو نبات معروف يأكله"..
    يذكر أبو القاسم الصومعي في "المعزى" أن أبا يعزى لقي أبا شعيب السارية وخدمه وأخذ عنه طريق القوم، كما لقي الإمام أبي عبد الله أمغار وأبي موسى عيسى إيغور، ويضيف الصومعي في" المعزى" عن تلاميذ أبي يعزى:"واعلم عن هذا الإمام أن الأئمة الذين أخذوا عنه وظهرت عليهم عنايته وأشرقت لهم أسراره فانتفعوا به أكثر من أن يحصى عددهم والمشهور منهم جماعة. فأكبرهم قدرا وأفخمهم أمرا الشيخ العارف بالله الصديق الأكبر أبو مدين شعيب بن الحسين الأنصاري (أبو مدين الغوث) أصله من حصن قطيانة من عمل اشبيلية، ثم نزل بجاية وأقام بها إلى أن أمر بإشخاصه إلى حضرة مراكش (في زمن المنصور الموحدي) فمات وهو متوجه إليها"، ومن تلاميذ أبي يعزى أبو محمد يسكر بن موسى الجراوي وترجمته في "التشوف"، ومن أصحاب
    الشيخ أبي يعزى أبو زكرياء يحي بن محمد بن صالح المزطاوي من بلد هسكورة تلميذ أبو عبد الله بن أمغار، ومن أصحابه أيضا أبو يلبخت ياللتن الأسود كان بجبل دمنات من جبل هسكورة، ومن أصحاب الشيخ وتلامذته أبو يحلوا الصديني من أهل تادلا، ومنهم أبو الصبر أيوب الفهري السبتي، مات شهيدا في وقعة العقاب الشهيرة التي انهزم فيها الموحدون (زمن الناصر ابن المنصور)، ومنهم أبو علي مالك بن تامجورت من بلد نفيس.. ومن أصحاب الشيخ أبي يعزى ولده الولي الصالح أبو علي يعزى المدفون "بإم انتمد" موضع اسمه بالعربية "فم الكلتة" من عمل مراكش.. هذا ملخص ما أورده أبو القاسم الصومعي عن تلاميذ وأصحاب أبي يعزى في كتابه "المعزى"..
    و سبحانك اللهم و بحمك و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين .
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 871
    تاريخ التسجيل : 04/09/2009
    العمر : 52

    بإسم الله الرحمان الرحيم . آبائي عليهم السلام Empty رد: بإسم الله الرحمان الرحيم . آبائي عليهم السلام

    مُساهمة  Admin الأحد نوفمبر 28, 2010 7:56 am

    بإسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم أيها النبي و رحمة الله و بركته
    موضوع: سيرة الشيخ سيدي عبد القادر الجيلالي الثلاثاء 20 مايو 2008 - 0:58

    --------------------------------------------------------------------------------

    نسب الشيخ عبد القادر الجيلالي
    هو شيخ الاسلام تاج العارفين و سيد الطوائف أبو محمد محيي الدين عبد القادر الجيلالي الحسني الصديقي بن أبي صالح موسى جنكى دوست بن عبد الله بن موسى الجون بن عبد الله المحض بن أبي محمد الحسن المثنى بن سيدنا الإمام الحسن السبط بن الإمام الهمام الغالب فخر بنى غالب أمير المؤمنين سيدنا على بن أبى طالب ورضى الله عنهم أجمعين وهو صاحب الطريقة القادرية بشارتها الخضراء التى ترمز إلى حب آل البيت الطيبين الطاهرين.
    وكان الامام عبد الله المحض، ولد بالمدينة المنورة ونشأ فيها بين أهل البيت وهم أهل العلم والفضل والتقوى،وبعد ان نبغ واشتهر التف حوله عدد كبير من الناس ينتهلون من علمه وفضله، فوشى به بعض اهل الفتنة لدى الخليفة العباسي (ابي جعفر المنصور) فاسقدمه مع اسرته الى بغداد سنة (144-ه) وحبسهم في سجن فيها وعذ بهم ومات بعضهم بالتعذ يب ، ومات الامام عبد الله المحض في الحبس ودفن في ضاحية من ضواحي بغداد الجنوبية. وقبره هنالك يزار وقد انتشئ عنده مسجد صغير يسمى مزار السيد عبدالله وهو يقع على الضفة الجنوبية من قناة اليوسفية وعلى بعد عشر كليومترات الى الغرب من قرية ( اليوسفية) الكائنة على مسافة (20) كيلو مترا الى الجنوب من (جسر الخر) حيث يمر فيها الطريق الموصل بين بغداد والحلة.
    ولقد اقامت ذرية الامام عبد الله المحض في بغداد حتى زال الاضطهاد عن العلويين في عهد الخليفة العباسي (المأمون) حيث تفرق العلويون في الامصار ومنهم ذرية الامام عبد الله المحض ، فقد هاجر بعضهم الى الحجاز واليمن وقامت لهم امارات فيها وهم السليمانيون اولاد سليمان بن عبد الله المحض ، وهاجر بعضهم الى الغرب وقامت لهم فيه امارات لازالت قائمة وهم (الادارسة) ، اولاد ادريسى بن عبدالله المحض . وهاجر بعضهم الى بلاد فارس ومنهم من سكن جيلان وكانت لهم الامارة الروحية فيها وهم (الجونيون) اولاد موسى الجون بن عبد الله المحض.
    سميت الاسرة العلوية التي نشأت في جيلان باسم اشراف جيلان ، وقد نشأ الشيخ عبد القادر في كنف هذه الاسرة الطيبة ، فكان هذا المنشأ الكريم قاعدة لشخصية هذا الشيخ الجليل .

    مولده ونشأته
    ولد العارف بالله الشيخ عبد القادر الجيلالي في نيف وهي قصبة من جيلان سنة 470ه-1077م تقرأ بالجيم العربية كما تقرأ بالكاف الفارسية فيقال لها جيلان أو كيلان ، وهي اسم لبلاد كثيرة من وراء طبرستان ، ليس فيها مدن كبيرة وانما هي قرى ومروج بين الجبال.
    ولاتزال كيلان محتفظة باسمها القديم وهي ولاية ايرانية تقع في جبال البروز المتدة من الشرق الى الغرب موازية للساحل الجنوبي من بحر قزون.
    وقد نشأ الشيخ عبد القادر في اسرة كريمة جمعت شرف التقوى ، فقد كان والده ابو صالح موسى على جانب كبير من الزهد وكان شعاره مجاهدة النفس وتزكيتها بالاعمال الصالحة ولذا كان لقبه بالفارسية جنكي دوست اي محب الجهاد.
    وكانت للشيخ موسى اخت صالحة اسمها عائشة ، كان الناس يستسقون بها اذا حبس عنهم المطر ، وكان جده عبدالله بن يحى الزاهد من أهل الارشاد ، وينتهي نسب هذه الاسرة الى الامام عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي بن ابي طالب رضي الله عنهم.

    سفره الى بغداد
    وكان الشيخ الجيلاني رحمه الله قد نال قسطاً من علوم الشريعة في حداثة سنه على ايدي افراد من اسرته،فنشأ مولفا في طلب العلم وصار يبحث عن منهل عذب ينتهل منه زيادة المعرفة،فلم يجد خيرا من بغداد ، التي كانت عامرة بالعلماء ومعاهد العلم،وكانت محط انظار المسلمين في مشارقهم ومغاربهم،وكان رحمه الله قد عقد العزم على المضي في طلب العلم رغم الصعوبات التي كانت تكلف الطلاب في ذلك العهد.

    دخوله بغداد
    وكان الشيخ عبد القادر ، قد وصل بغداد سنة 488ه-1095م في عهد الخليفة العباسي المستظهر بالله ابو العباس أحمد بن المقتدي بأمرالله أبو القاسم عبد الله العباسي .
    وبعد أن استقر الشيخ عبد القادر في بغداد انتسب الى مدرسة( الشيخ أبو سعيد الُمُخَِرمي) التي كانت تقع في حارة باب الازج، في اقص الشرق من جانب الرصا فة، وتسمى الأن محلة باب الشيخ.وكان العهد الذي قدم فيه الشيخ الجيلاني الى بغداد تسوده الفوضى شملت كافة انحاء الدولة العباسية، حيث كان الصلبيون يهاجمون ثغور الشام،وقد تمكنوا من الاستيلاء على انطاكية وبيت المقدس وقتلوا فيهما خلفا كيثرا من المسلمين ونهبوا اموال كثيرة.وكان السلطان التركي (بركياروق) قد زحف بجيش كبير يقصد بغداد ليرغم الخليفة على عزل وزيره (ابن جهير) فاستنجد الخليفة بالسلطان السلجوقي (محمد بن ملكشاه) . ودارت بين السلطانين التركي والسلجوقي معارك عديدة كانت الحرب فيها سجالا، وكلما انتصر احدهما على الآخر كانت خطبة يوم الجمعة تعقد باسمه بعد اسم الخليفة.
    وكانت فرقة الباطنية التي الفه ( الحسن بن الصباح) قد نشطت في مؤامراتها السرية واستطاعت ان تقضي على عدد كبير من امراء المسلمين وقادتهم فجهز السلطان السلجوقي جيشا كبيرا سار به الى ايران فحاصر (قلعة اصفهان) التي كانت مقرا لفرقة الباطنية وبعد حصار شديد استسلم اهل القلعة فاستولى عليها السلطان وقتل من فيها من المتمردين ، وكان (صدقة بن مزيد) من امراء قبيلة بني اسد قد خرج بجيش من العرب والاكراد يريد الاستيلاء على بغداد فتصدى له السلطان السلجوقي بجيش كبير من السلاجقة فتغلب عليه .
    وكان المجرمين وغيرهم من العاطلين والاشقياء ينتهزون فرصة انشغال السلاطين بالقتال فيعبثون بالامن في المدن يقتلون الناس ويسلبون اموالهم فاذا عاد السلاطين من القتال انشغلوا بتأديب المجرمين.

    طلبه للعلم
    وفي غمرة هذه الفوضى كان الشيخ عبد القادر رحمه الله يطلب العلم في بغداد،وتفقه على مجموعة من شيوخ الحنابلة ومن بينهم الشيخ ابوسعيد المُخَرِمي ، فبرع في المذهب والخلاف والاصول وقرأ الادب وسمع الحديث على ايدي كبار المحد ثين.
    ولقد قاس الشيخ عبد القادر ماكان يقاسيه الغرباء من طلبة العلم في ذلك العهد المضطرب من شظف العيش.
    وكان قد امض من عمره النفيس ثلاثين عاما يدرس فيها علوم الشريعة اصولها وفروعها ، وقد كايد خلال هذه الفترة الطويلة ضيق العيش ومرارة الحرمان، بيد ان العناية الالهية كانت قد منحته عقلا راجحا وصبرا جميلا وهمه عالية،فاستطاع بهذه السجايا ان يحتمل الشدائد ويذلل الصعاب،فلم تجزع نفسه من الشدة ولم تفتر عزيمته عن المثابرة في طلب العلم .

    جلوسه للوعظ
    وحينما انس الشيخ ابو سعيد المُخَرِمي من تلميذه عبد القادر غزارة العلم ووفرة الصلاح عقد له مجالس الوعظ في مدرسته بباب الازج في بداية (521-ه) فصار يعظ فيها ثلاثة أيام من كل اسبوع،بكرة الاحد وبكرة الجمعة وعشية الثلاثاء.وحينما تصدى الشيخ عبد القادر للوعظ كانت الخلافة العباسية قد آلت الى المسرشد بن المستظهر، وكان شجاعاً بعيد الهمة،محباً للخير،اراد ان يظهر هيبة الخلافة فدعا الناس الى الجهاد وجمع جيشا كبيرا من المتطوعين أهل الفتوة وخرج بهم لمحاربة الامراء الاتراك الذين عاثوا في الارض فسادا،وكاد ان يخضع بشوكتهم لولا خيانة قائده السلجوقي (مسعود بن ملكشاه) الذي خرج عليه وهدد مؤخرته فأضطر الخليفة ان يعود بجيشه الى بغداد، بينما كان في الطريق اغتاله احد الباطنية فأفضت الخلافة الى ابنه الراشد، وزحف الامراء الاتراك بجيوشهم نحو بغداد.
    فحاصروها واستولوا عليها بعد قتال شديد واجتمعوا على خلع الراشد وتولية الخلافة من بعده الى عمه (المقتفي) ونهب الاتراك دار الخلافة وتنازعوا على السلطة فدب الشقاق بينهم ونشب بينهم معارك طاحنة أضرت بالبلاد.
    وكانت الاضطرابات التي اجتاحت ارجاء الدولة العباسية قد اسقطت هيبتها فكثر قطاع الطرق وانتشر السلب والنهب وتنافس الامراء على الملك، وكانت المؤمرات والدسائس تدبر في البلاط العباسي وفي قصور الامراء وفي سائر انحاء الدولة،وانتشرت الفرقة والبغضاء بين الناس وصاروا يتحيزون للامراء المتنازعين،وكلما انتصر أمير على أمير ساروا في ركاب المنتصر يمدحونه ويشتمون خصمه. وأستشرى بين الناس النفاق وضعف الوازع الديني في نفوسهم.
    وظهر عدد من دعاة الخير يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر،وكان في طليعتهم الشيخ عبد القادر الذي استطاع بالموعظة الحسنة ان يرد كثيرا من الحكام الظالمين عن ظلمهم وان يرد كثيرا من الضالين عن ضلالتهم،حيث كان الوزراء والامراء والاعيان يحضرون مجالسه،فيشتد في موعظتهم حتى تنتبه افئدتهم وتستيقظ ضمائرهم،فيتوبوا الى الله تعالى ويقلعوا عن المظالم، وكانت عامة الناس اشد تأثراً بوعظه،فقد تاب على يديه اكثر من مائة الف من قطاع الطرق واهل الشقاوة،واسلم على يديه مايزيد على خمسة الآف من اليهود والنصارى.
    وكان الشيخ عبد القادر قد حباه الله بشخصية فذة ونفوذ روحي فكان يسيطر على قلوب المستمعين الى وعظه ويستهوى نفوسهم في التذذ بحديثه،حتى انه استغرق مرة في كلامه وهو على كرسي الوعظ فانحلت طية من عمامته وهو لايدري فألقى الحاضرون عمائهم وطواقيهم تقليداً له وهم لاشعرون.

    تصديه للتدريس
    وبعد ان توفي الشيخ ابي سعيد المبارك المخزومي فوضت مدرسته الى خليفته بالحق الشيخ عبد القادر الجيلالي فجلس فيها للتدريس والفتوى،وكانت شخصيته الفذة وحبه للتعليم وصبره على المتعلمين جعلت طلاب العلم يقبلون على مدرسته اقبالا عظيما حتى ضاقت بهم فاضيف اليها ما جاورها من المنازل والامكنة ما يزيد على مثلها وبذل الاغنياء أموالهم في عمارتهم وعمل الفقراء فيها بانفسهم حتى تم بناؤها سنة528 (ه)-1133(م). وصارت منسوبة اليه وتصدر بها للتدريس والفتوى والوعظ مع الاجتهاد في العلم والعمل.
    كان الشيخ عبد القادر عالما متبصرا يتكلم في ثلاثة عشر علما من علوم اللغة والشريعة،حيث كان الطلاب يقرأون عليه في مدرسته دروسا من التفسير والحد يث والمذهب والخلاف والاصول واللغة، وكان يقرأ القرآن بالقراءات وكان يفتي على مذهب الامام الشافعي والامام أحمد رحمهم الله تعالى.

    تضلعه في الكتاب
    وكان الشيخ عبد القادر رحمه الله في طليعة الداعين الى التوسع في الفهم القران الكريم والاحاديث النبوية والتفهم على استنباط الدلائل المتعلقة بالعقائد والاحكام الفقهية منها ولذا كان على جانب كبير من المعرفة في علوم القران وعلوم الحديث حتى انه فاق علماء عصره في هذه العلوم الشريفة.
    ومما يدل على سعة معرفة الشيخ بالكتاب الكريم.مااخبره به الشيخ يوسف بن الامام ابي الفرج الجوزي العلامة البغدادي الشهير فقال:-
    قال لي الحافظ احمد البندلجي حضرة ووالدك رحمة الله يوما مجلس عبد القادر رحمه الله ، فقرأ القارئ آية،فذكر الشيخ في تفسيرها وجها فقلت لوالدك اتعلم هذا الوجه؟ قال نعم،ثم ذكر الشيخ وجها اخر،فقلت لوالدك اتعلم هذا الوجه؟قال نعم،فذكر الشيخ فيها احد عشر وجها،وانااقول لوالدك اتعلم هذا الوجه؟وهو يقول نعم.ثم ذكر الشيخ وجها آخر،فقلت لوالدك أتعلم هذا الوجه قال لا حتى ذكر فيها كمال اربعين وجها يعزو كل وجه الى قائله ووالدك يقول لااعرف هذا الوجه واشتد تعجبه من سعة علم الشيخ.
    وكان الشيخ عبد القادر رحمه الله لايروي في كتبه وخطبه غير الاحاديث الصحيحة وكان له باع طويل في نقد الحديث وكان يشرح الحديث في معناه اللغوي،ثم ينتقل الى شرح مغزاه ، ثم ينتقل الى استنباط المعاني الروحية منه، وهكذا كان قد جمع بين ظاهرية المحدثين وروحانية الصوفية.
    وكان الشيخ عبد القادر لايشجع طلابه على دراسة الفلسفة او علم الكلام، لانه لا يرى انهما ليسا من العلوم الموصلة الى الله ، ثم انه يخشى ان ينصرف طلابه اليهما فيقعوا في مهاوي الاراء الفلسفية او الكلامية البعيدة عن العقيدة الشرعية.
    قال الشيخ منصور بن المبارك الواسطي الواعظ دخلت وانا شاب على الشيخ عبد القادر رحمه الله عنه ومعي كتاب يشتمل على شيئ من الفلسفة وعلوم الروحانيات فقال لي من دون الجماعة وقبل ان ينظر الى كتاب او يسألني عنه ،يا منصور بئس الرفيق كتابك قم فاغسله وناولني بدله كتاب فضائل القرآن لمحمد بن العريس.
    ولقد روى الشيخ تقي الدين بن تيمية عن الشيخ احمد الفاروقي انه سمع الشيخ شهاب الدين عمر السهرودي يقول:
    كنت قد عزمت ان اقرأ شيأ من علم الكلام وانا متردد هل اقرأ كتاب الارشاد الامام الحرمين او نهاية الاقدام للشهرستاني او كتاب اخر،فذهبت مع خالي ابي النجيب وكان يصلي بجنب الشيخ عبد القادر،فالتفت الي الشيخ عبد القادر وقال ياعمر ماهو من زاد القبر.فعلمت انه يشير الى دراسة علم الكلام فرجعت عنه.



    chikh
    مدير المنتدى



    عدد الرسائل: 2357
    الموقع: الأبيض سيدي الشيخ/ الجزائر
    نقاط: 2826
    تاريخ التسجيل: 11/04/2008

    موضوع: سيدي عبد القادر الجيلالي...تابع الثلاثاء 20 مايو 2008 - 0:59

    --------------------------------------------------------------------------------

    مؤلفات الشيخ عبد القادر الجيلالي
    ان تأليف الشيخ عبد القادر الجيلالي في الغالب كتب مواعظ وارشاد والموجود منها في المكتبة القادرية
    لمطبوعات
    1.الغنية لطالبي طريق الحق عز وجل.
    02فتوح الغيب: وهو يحتوي على ثمان وسبعين موعظة مختلفة جمعت من قبل ولده الشيخ عبد الرزاق وفيها بعض المعلومات التي استخلصها من أبيه الشيخ عبد القادر الجيلاني لما كان على فراش الموت، ومنها مايخص نسبه من أبيه.
    3. الفتح الرباني: وهو يحتوي على اثنتين وستين موعظة ألفت خلال سنة 545ه وسنة 546ه -1150م وسنة 1152م.
    4. سر الاسرار فيما يحتاج اليه الابرار- في التصوف.
    5. الدلائل القادرية.
    6. الحديقة المصطفوية-مطبوعة بالفارسية والاردية.
    7. الحجة البيضاء.
    8. الرسالة الغوثية.
    9. عمدة الصالحين في ترجمة غنية الصالحين- بالتركية.
    10. الفيوضات الربانية في المأثر والاوراد القادرية.
    11. بشائر الخيرات.

    المخطوطه
    1. الغنية لطالبي طريق الحق عز وجل.
    2. ورد الشيخ عبد القادر الجيلاني.
    3. حزب لابتهال.
    4. كيمياء السعادة لمن أراد الحسنى وزيادة.
    5. جلاء الخاطر من كلام الشيخ عبد القادر.
    6. سر الاسرار فيما يحتاج اليه الابرار.
    7. تنبيه الغبي في رؤية النبي-نسخة مصورة بالفوتوغراف من مخطوطات مكتبة الفاتيكان.
    8. المختصر في علم الدين-نسخة مصورة بالفوتوغراف.
    9. مجموعة خطب.
    أما مؤلفاته الاخرى التي وردت في كشف الظنون وهدية العارفين ومعجم المؤلفين وايضاح المكنون وغيرها من المراجع الاخرى فهي :
    1. تفسير القرآن بخط يده.
    2. تحفة المتقين وسبيل العارفين.
    3. الكبريت الاحمر في الصلاة على النبي ((صلى الله تعالى عليه وسلم)).
    4. مراتب الوجود.
    5. مواقيت الحكم.
    6. الطقوس اللاهوتية.

    وفاته ومرقده
    واستمر الشيخ عبد القا در رحمه الله عنه مثابرا في دعوته الى الله تعالى وجهاده في سبيله،حتى وافاه الاجل المحتوم ليلة السبت العاشر من ربيع الاخر سنة (561ه)،فرغ من تجهيزه ليلا وصلي عليه ولده عبد الوهاب في جماعة من حضر من اولاده واصحابه، ثم دوفن في رواق مدرسته ، ولم يفتح باب المدرسة حتى علا النهار واهرع الناس للصلاة على قبره وزيارته وكان يوما مشهودا، وبلغ تسعين سنة من عمره .

    أولاده
    كان الشيخ عبد القادر رحمه الله قد انجب عددا كبيرا من الاولاد ، وقد عنى بتربيتهم وتهذيبهم،وتخرجوا على يديه في العلم وكان معظمهم من اكابر الفقهاء والمحدثين ، واشتهر منهم ثمانية، وكان في طليعتهم الشيخ عبد الوهاب الذي درس بمدرسة والده في حياته نيابة عنه ،وبعد والده وعظ وافتى وتخرج عليه جماعة من الفقهاء،وكان عالما كبيرا حسن الكلام في مسائل الخلاف له لسان فصيح في الوعظ وكان ظريفا لطيفا ذا دعابة وكياسة وكانت له مرؤة وسخاء وقد جعله الامام الناصر لدين الله على المظالم فكان يوصل حوائج الناس اليه،وقد توفي سنة (573ه) ودفن في رباط والده في الحلبة.
    وكان منهم الشيخ عيسى الذي وعظ وافتى وصنف مصنفات منها كتاب ((جواهر الاسرار ولطائف الانوار)) في علم الصوفية ، قدم مصر وحدث فيها ووعظ وتخرج به من اهلها غير قليل من الفقهاء ،ثم توجه نحو المغرب . ومنهم الشيخ عبد العزيز وكان عالما بهيا متواضعا وعظ ودرس وخرج على يديه كثير من العلماء وكان قد غزا الصلبين في عسقلان وزار القدس الشريف ورحل جبال الحيال وتوفي فيها سنة (602ه) وقبره في مدينة (عقره) من اقضية لواء الموصل في العراق.
    ومنهم الشيخ عبد الجبار تفقه على والده وسمع منه وكان ذا كتابة حسنة سلك سبيل الصوفية ودفن برباط والده في الحلبة.
    ومنهم الشيخ عبد الرزاق وكان حافظا متقنا حسن المعرفة بالحديث فقيها على مذهب الامام احمد بن حنبل ورعا متدنيا منقطعاً في منزله عن الناس،لايخرج الا في الجمعة مقتنعا باليسير منتفعا عما في أيدي الناس، وتوفي سنة (603ه). ودفن بباب الحرب في بغداد.
    ومنهم الشيخ ابراهيم تفقه على والده وسمع منه ورحل إلى المغرب.
    ومنهم الشيخ يحيى وكان فقيها محدثا انتفع الناس به،ورحل الى مصر ثم عاد الى بغداد وتوفي فيها سنة (600ه) ودفن برباط والده في الحلبة.
    ومنهم الشيخ موسى تفقه على والده وسمع منه ورحل الى دمشق وحدث فيها واستوطنها وعمر بها على يديه غير واحد من الفقهاء، ثم انه رحل الى مصر ثم إلى المغرب .

    المدرسة القادرية والمسجد الجامع
    ولقد امتدت ايدي التخريب والتعمير الى مدرسة باب الازج ومسجدها مرارا عديدة خلال العصور المتعاقبة ، فقد نالها التخريب على ايدي المغول عند غزو بغداد من قبلهم في القرن السابع الهجري، وعمرت بعد ذلك على ايدي من اسلم من سلاطين المغول،ونالها التخريب مرة أخرى على ايدي الصفويين من شاهات ايران بعد استيلائهم على بغداد في القرنين العاشر والحادي العشر الهجريين وعمرت بعد ذلك على ايدي السلاطين العثمانين بعد استعادتهم لبغداد من ايدي الصفويين.
    وقد بنيت المدرسة والمسجد مجددا واتخذا وضعهما الاخير في عهد السلطان مراد الرابع العثماني سنة (1048-ه) واطلق عليها اسم جامع الشيخ عبد القادر الكيلاني.

    المكتبة القادرية
    مكتبة المدرسة القادرية العامة ، خزانة من خزائن كتب العهد العباسي في بغداد ، يرتقي تاريخها الى أوائل القرن السادس الهجري وأوائل القرن الثاني عشر الميلادي ، حيث انشئت لاول مرة ضمن مدرسة علمية على المذهب الحنبلي ، وكان قد وضع نواتها الاولى مؤسس المدرسة أبوسعيد المَخُرِمي وعرفت باسم (مدرسة المَخُرِمي) ثم زاد عليها أهل العلم من بعده ، منهم أبوالحسن علي بن عساكر بن المرحب بن العوام البطائحي الذي عاش مابين سنة 489وسنة 572ه ومابين سنة 1095و1176م.
    وفعل مثله الشيخ أبو الحسن أيوب الحارثي المتوفي سنة 572ه-1176م.وهذه المدرسة هي أقدم مدارس الحنابلة ببغداد ، وأعظمها شأناً ، وأكثرها أوقافا ، وأطولها عمرا.
    وبهذا يمكننا القول بأن أول من وضع نواة هذه المكتبة هو المبارك بن علي بن الحسن أبوسعيد المَخُرِمي ولد سنة 446ه-1054م ، سمع الحديث من أبي الحسين ابن المهتدي وافتى ودرس وجمع كتباً كثيرة لم يسبق ان جمع مثلها وناب في قضاء بغداد كان حسن السيرة ، جميل الطريقة شديد الأقضية ، بنى مدرسة بباب الأزج شرقي بغداد ثم عزل عن القضاء سنة 511ه-1117م وتوفي في 12 محرم سنة513ه-1119م وصلي عليه في عدة مواضع ودفن قبل صلاة الجمعة الى جانب أبي بكر الخلال قرب تربة الامام أحمد بن حنبل بباب حرب بالجانب الغربي من بغداد.
    برغم اننا قلنا بأن وا ضع نواة المكتبة القادرية هو المبارك بن علي المخرمي-الا ان الشيخ عبد القادر رحمه الله ليعتبر المؤسس الحقيقي لهذه المكتبة لهذه المكتبة لما كان له من أثر بالغ ي نفوس الناس واقبالهم على رفد هذه المكتبة بما لديهم من الكتب والمؤلفات والوقفيات في حياته وبعد وفاته.

    مما أثر عنه
    كان يقول ياربى كيف أهدى إليك روحى وقد صح بالبرهان أن الكل لك...وكان يقرأ القرآن بالقراءات بعد الظهر...وكان يفتى على مذهب الإمام الشافعى والإمام أحمد بن حنبل رضى الله عنهما...وكانت فتواه تعرض على العلماء بالعراق وتعجبهم أشد الاعجاب ويقولون سبحان من أنعم عليه، ورفع إليه سؤال فى رجل حلف بالطلاق أن يعبد الله عز وجل عباده ينفرد بها دون جميع الناس فى وقت تلبسه بها فماذا يفعل من العبادات...فأجابه على الفور بأن يأتى مكة ويخلى له المطاف ويطوف سبع وحده وينحل يمينه...فأعجب علماء العراق وكانوا قد عجزوا عن الجواب عنها.
    وكان يقول لأصحابه اتبعوا ولا تبتدعوا وأطيعوا ولا تخالفوا واصبروا ولا تجزعوا واثبتوا ولا تتمزقوا وانتظروا ولا تيأسوا واجتمعوا على الذكر ولا تتفرقوا وتطهروا من الذنوب ولا تتلطخوا وعن باب مولاكم لا تبرحوا.توفى سنة 561 هـ ودفن ببغداد.
    من حكمه ومواعظه :"إذا علم المريد الخطأ على الشيخ فلينبهه، فإن رجع عن خطئه فذاك الأمر، وإلا ترك قوله واتبع الشرع" ذكره في كتابه أدب المريد.وقال:يا غلام:اشتغل بنفسك ثم غيرك، لاتكن كالشمعة تحرق هي نفسها وتضيء لغيرها.

    المصدر: منتدى الطريقة القادرية البودشيشية


    المدرسة القادرية
    المدرسة القادرية:
    الإمام الشيخ عبد القادر بن موسى الجيلالي الحسني ونسبه من أمه ينتهي إلى سيدنا الحسين، أبو محمد محيي الدين مؤسس الطريقة القادرية، من كبار الزهاد والعُبَّاد والعارفين ، ولد في جيلان وراء طبرستان سنة (471ﻫ) وانتقل إلى بغداد سنة (488ﻫ) فاتصل بشيوخ العلم والتصوف وبرع في أساليب الوعظ وتفقه وسمع الحديث وقرأ الأدب واشتُهر ، وكان يأكل من عمل يده ، وتصدّر للتدريس والإفتاء في المذهبين الشافعي والحنبلي ، توفي ببغداد سنة (561ﻫ) وله تصانيف «الأعلام للزركلي».
    وكان مجلسه يضم سبعين ألفاً وتاب على يديه الخلق الكثير.
    خصائص مدرسته:

    1ـ المجاهدات الشاقّة لتزكية النفس واكتساب الأحوال الكاملة ومنه السياحة في الأرض.

    2ـ السلوك بمراتب النفس السبعة والاشتغال بذكر الأسماء المتعلقة بكل مرتبة في الخلوات.

    3ـ التخلق الجلالي والانتقام بالحال والهمّة ممن يجاهر بالكفر أو بالمعاصي ويعلم منه الإصرار عليها من باب مقابلة الأقدار بالأقدار.

    ومن أقواله: ليس الرجل الذي إذا ذكر القَدَر أمسك إنما الرجل الذي يقابل أقدار الحق بالحق للحق.
    فمن أساء الأدب يؤدب بما يكون رادعاً له ولأمثاله وهذا من السياسة الشرعية المسمّاة بالتعزير وهي لأهل الحِسبة وأولياء الله .
    يقول الدكتور ماجد عرسان الجيلاني في كتابه: «هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس» في الفصل الحادي عشر: مدارس الإصلاح والتجديد.

    المدرسة المركزية: المدرسة القادرية تأسست في بغداد وتسلمت زمام القيادة لحركة الإصلاح والتجديد ولقد ركزت نشاطاتها في عدة ميادين:

    1ـ تخريج القيادات (العلمية والروحية والفكرية) اللازمة للعمل الإسلامي ونشر رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (علماً وحالاً).

    2ـ تنسيق العمل الإسلامي بين مدارسه المختلفة (توحيد جهود الدعاة).

    3ـ وضع مناهج العمل التربوي والدّعوي ورسم خططه وبرامجه.
    قاد الشيخ عبد القادر نشاطات هذه المدرسة مدة نصف قرن من الزمان حتى صار لها امتداداتها وصِلاتها في العالم الإسلامي كله وحينما قامت الدولة الزنكية تلاحم خريجوا هذه المدرسة مع الدولة الجديدة وشاركوا في تحمل مسؤولياتها الجهادية في مجابهة التحديات القائمة.

    قال معلقاً على كلام شيخه ابن عقيل: الثقة بفقهاء زماننا المداهنين خيبة والغِنى بهم إفلاس ولا ينبغي أن يعوَّل على غير الله .

    إن نفاق الفقهاء وتكسبهم بدينهم هو نتيجة لازمة إذا لم يسلكوا الطريق الذي يعمر قلوبهم بالتقوى ويوصلهم إلى مقام المعرفة ووصفهم في كتابه «الفتح الرباني»: بأنهم قطاع طرق يمنعون الناس عن الله.
    حرص على ربط المريدين بالكتاب والسنة وآثار السلف الصالح ، والابتعاد عن الفلسفة وعلم الكلام والتفسيرات الصوفية الخيالية التي تعتمد على مجرد الخواطر والإلهامات.

    اعتمد على مناهج التعليم الشرعي المنظّم والتربية الروحية المنظّمة ، وعلى الوعظ والدعوة بين الجماهير على اختلاف طبقاتهم ، استقبل في مدرسته أبناء النازحين الذين فرّوا من وجه الاحتلال الصليبي للبلاد الشامية ثم قام بإعدادهم ثم بإعادتهم إلى مناطق المواجهة الدائرة تحت القيادة الزنكية واشتهر من هؤلاء ابن نجا الواعظ الذي أصبح فيما بعد مستشار السلطان صلاح الدين الأيوبي السياسي والعسكري ، والحافظ الرَّهاوي ، وموسى ابن الشيخ عبد القادر ، وموفق الدين ابن قدامة صاحب كتاب المغني وأحد مستشاري صلاح الدين وقريبه الحافظ عبد الغني المقدسي رحمهم الله أجمعين.
    وسبحان الله و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين .




    عدل سابقا من قبل Admin في الثلاثاء مارس 29, 2011 6:38 am عدل 1 مرات
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 871
    تاريخ التسجيل : 04/09/2009
    العمر : 52

    بإسم الله الرحمان الرحيم . آبائي عليهم السلام Empty رد: بإسم الله الرحمان الرحيم . آبائي عليهم السلام

    مُساهمة  Admin الأحد نوفمبر 28, 2010 8:04 am

    بإسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم أيها النبي و رحمة الله و بركته
    موضوع: سيدي عبد القادر الجيلالي الجمعة 9 مايو 2008 - 0:31

    --------------------------------------------------------------------------------

    بينما بدء الأنحطاط يعم الحضارة العراقية العباسية (العربية الاسلامية)، وقبل سقوط بغداد على يد المغول بأكثر من قرن، ولد الشيخ عبد القادر الجيلالي عام (470هـ،1077م) وتوفي عام (561هـ، 1165م) . عاش وتربى وتلقى العلوم المختلفة في بغداد حتى برع فيها، ولكنه ينسب الى اصل عائلته القادمة من (جيلان) جنوب بحر قزوين.
    انتشرت سُمْعته في سنّ متأخرة، جاوز فيها الثالثة والخمسين. حيث نسبت إليه الطريقة القادرية الصوفية. علما انه كان شيخ حنابلة بغداد في زمانه بلا منازع، بل وشيخ الشافعية، إذ كان الشافعية يحضرون مجلسه، ويسمونه الشافعي الثاني. لقد كان هذا الرجل أشبه بمدرسة في فكره ونظريته وشموله ومنهجه. ولقد استطاع أن يجمع بين مدارس متعددة.
    يعتبر الانفتاح على الآخر والتسامح مع المختلف، من اهم خواص فكره وسلوكه وعقيدته، وهذا هو سر انجذاب الناس اليه منذ قرون طويلة، وانتشار (الطريقة القادرية) من بغداد الى جميع انحاء العالم الاسلامي. رغم قربه من الحنبلية الا انه كان على حوار ايجابي دائم مع شيوخ المذهب الشيعي الجعفري، وعلى علاقات طيبة مع الكثير من شيوخ النصارى واليهود والصابئة.
    وقد تميز الشيخ عبد القادر برفضه للنفاق والرياء الذي كان سائدآ بين رجال الدين في عصره. وقد عانى بنفسه من مواقف العنت والنفاق، التي عاش منها شيخه ابن عقيل، وانتهت به القناعات إلى أن الخيبة كبيرة بهؤلاء الفقهاء والعلماء، ولا ينبغي أن يعول على غير الله، ولقد وصفهم الشيخ عبد القادر بأنهم، يمنعون الناس عن الله، وأنهم يتكسبون بدينهم لإرضاء الأمراء والمنافقين.
    واعتمد الشيخ عبد القادر نفس المنهج (الانسحاب والعودة) ، أي الاعتكاف بين حين وآخر على الذات من اجل التمكن من مراجعة النفس وتطهيرها من ادران الحياة اليومية، من مغريات ومشاعر سلبية مثل الغضب والحزن والغيرة وغيرها. بعد اعتكاف طويل، جلس بعده للتدريس والوعظ. لقد بدأ برجلين وثلاثة، ثمّ صار مجلسه يضمّ العدد الكبير. واعتمد الشيخ الجيلاني على أمرين، الأول التعليم المنتظم، والتربية الروحية المتصلة. والثاني الوعظ والدعوة بين الجماهير.
    وصف ابن قدامة حاله فقال : " دخلنا بغداد سنة إحدى وستين وخمسمائة، فإذا بالشيخ عبد القادر انتهت إليه الرئاسة بها علماً وعملاً وحالاً واستفتاءً، وكان يكفي طالب العلم عن قصد غيره، من كثرة ما اجتمع فيه من العلوم والصبر على المشتغلين وسعة الصدر، وكان مليء العين، وجمع الله فيه أوصافاً جميلة، وأحوالاً غزيرة وما رأيت بعد مثله ".
    كان يعتزّ بمهنة التدريس، ويعتبرها أشرف منقبة وأجل مرتبة، وأن العالم محبوب من أهل الأرض، وأنه سيميَّز يوم القيامة عمن سواه، ويعطى درجات أسمى من غيره.
    ولقد وضع الشيخ الجيلاني نظاماً تربوياً ومنهجاً، يستهدف إعداد الطلبة علمياً وروحياً، واجتماعياً، ويتحدد هذا الإعداد بحسب سن الطالب وحاله، فإن كان ممن يقصدون تصحيح العبادة كالكبار من الناس والعامة، درّسه الشيخ عقيدة السنة، وفقه العبادات، وتستدعي هذه الدراسة إعداد النابهين منهم للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. أما إن كان الدارس طالباً من طلبة المدرسة، فإنه يتلقى إعداداً أوسع، يتضمن ثلاثة عشر علماً مشتملاً على التفسير والحديث، والفقه الحنبلي، والخلاف والأصول، والنحو والقراءات، بالإضافة إلى ما سبق، ويستبعد علم الكلام والفلسفة وينهى عنها.
    وركّز الإمام في تربيته الروحية على تنقية الطالب، حتى يصبح صفاء بلا كدر، ويصير مع النبي صلى الله عليه وسلم، في عقله ومشاعره، وحتى يصل إلى ذلك فلا بد له من أمور :
    1.أن لا يحلف بالله صادقاً ولا كاذباً ولا عامداً ولا ساهياً.
    2.أن يجتنب الكذب هازلاً أو جاداً.
    3.أن يفي بما يعد.
    4.أن يجتنب لعن شيء من الخلق.
    5.أن لا يشهد على أحد من أهل القبلة بشرك أو كفر أو نفاق.
    6.أن يجتنب النظر إلى المعاصي وكفّ الجوارح عنها.
    7.أن يجتنب الاعتماد على الخلق في حاجة صغرت أو كبرت.
    8.أن يقطع طمعه من الآدميين، فذاك الغنى الخالص، والعزّ الأكبر.
    9.التواضع وبه تعلو منزلة العبد.
    وركز الشيخ الجيلاني على الحب الأجتماعي بين الطلبة والآداب النبوية في اللباس والنوم والدخول والخروج والزينة والجلوس، وعلى أن يصحب الطلاب بعضهم بعضاً بالإيثار والصفح والخدمة، والألفة، وتلمس الأعذار، وعدم الحقد والإيذاء، وكان شديد الحماسة في موعظته وغيرته على الدين.
    وكان شديد الحملة على الذين يتاجرون بالدين، ويساهمون في ارتكاب المحظورات : " ويرى أنهم أحقُّ بالتوبة من العوام، و أحقّ بالاعتراف بالذنوب ".
    " اللهم اكسر شوكة المنافقين، واقمع الظالمين، وطهر الأرض منهم أو أصلحهم آمين "
    " دع عنك الكلام في مالا يعنيك، اترك التعصب في المذهب واشتغل بشيء ينفعك في الدنيا والآخرة ".
    " صارت الرؤساء لكثير من الناس آلهة، وقد صارت الدنيا والغنى والعافية، والحول والقوة آلهة. وَيْحَكُمْ ! جعلتم الفرع أصلاً والمرزوق رازقاً، إذا عظمت جبابرة الدنيا، ونسيت الله ولم تعظمه فحكمك من عبدة الأصنام، ملائكتكم تتعجب من وقاحتكم من كثرة كذبكم في أحوالكم، تتعجب من كذبكم في توحيدكم، كل حديثكم في الغلاء والرخص، وأحوال السلاطين والأغنياء، أكل فلان … لبس فلان … توبوا واتركوا ذنوبكم وارجعوا إلى ربكم دون غيره".
    وكان من أبرز أسباب قوة منهجه ما حرص عليه من تنمية أسباب الوفاق والتآلف بين جماعات المسلمين، وتجميع جهودهم لمواجهة التحديات القائمة. فانفتح على المذاهب الأخرى، وأصحاب النووي من الشافعية، والحنابلة. وركّز الجيلاني على تعاليم ذكرها في نقاط كمنهج له :ـ
    التوحيد ـ القضاء والقدرـ الإيمان ـ النبوة والأنبياء ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ منزلة الدنيا والآخرة.
    وكان للمذهب الجيلاني اثر كبير في قيام الدولة الزنكية التركمانية العراقية في الموصل، واعتمادها في سياستها منهج الإصلاح والتجديد للأفكار التي ذكرها الجيلاني في كتبه
    و سبحانك اللهم و بحمدك و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين .

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 06, 2024 6:41 am