بإسم الله الرحمان الراحم السلام سلام قولا من رب راحم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حجة الله عليهم السلام و رحمة الله .


    بإسم الله الراحم الرحمان . الجزء الثامن .

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 871
    تاريخ التسجيل : 04/09/2009
    العمر : 52

    بإسم الله الراحم الرحمان . الجزء الثامن .  Empty بإسم الله الراحم الرحمان . الجزء الثامن .

    مُساهمة  Admin الأحد أبريل 04, 2021 6:08 am

    بإسم الله الراحم الرحمان .. صورة النبي صلى الله عليه و سلم .
    "  اَللّـهُمَّ اجْعَلْ فيـما تَقْضي وَتُقَدِّرُ مِنَ الامْرِ الَْمحْتُومِ، وَفيـما تَفْرُقُ مِنَ الاَمْرِ الْحَكيمِ، في لَيْلَةِ الْقَدرِ، اَنْ تَجْعَلَني مِنْ حُجّاجِ بَيْتِكَ الْحَرامِ، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمْ، الْمَغْفُورِ ذنبُهُمُ، الموصول رحمهم وَاَسْاَلُكَ اَنْ تُطيلَ عُمْري في طاعَتِكَ، وَتُوَسِّعَ لي في رِزْقي، و تحفظ أمانتي  و تقضي ديني برحمتك يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ ).

    بإسم الله الراحم الرحمان يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَ لَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَ الْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا . وَ اتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا . وَ تَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَ كَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا . وَ إِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَ مِنْكَ وَ مِنْ نُوحٍ وَ إِبْرَاهِيمَ وَ مُوسَى وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ  . لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا . يَا أَيُّهَا المؤمنون اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ لَمْ تَرَوْهَا وَ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا . إِذْ جَاءُوكُمْ وَ قد زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَ . هُنَاكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا . وَ إِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا . وَ يَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يُرِيدُونَ الفِرَار .  وَ لَقَدْ عَاهَدُوا اللَّهَ قبل ذلك لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ وَ كَانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْئُولًا . قُلْ لَنْ يَنْفَعَكُمُ الْفِرَارُ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنَ الْمَوْتِ أَوِ الْقَتْلِ . قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرَادَ بِكُمْ سُوءًا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ رَحْمَةً . فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُخشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ صلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حادة أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ . يَحْسبُونَ أن الْأَحْزَابَ ذهَبُوا وَ إِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّون لَوْ أَنَّهُمْ  فِي الْبادية يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ . لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ قدوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَ الْيَوْمَ الْآخِرَ وَ ذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا . وَ لَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللَّهُ وَرَ سُولُهُ وَ مَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَ تَسْلِيمًا . مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى أجلهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ مَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا . لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ وَ يُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ راحما غَفُورًا . وَ رَدَّ اللَّهُ الكافرين بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا وَ كَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَ كَانَ اللَّهُ قَوِيًّا عَزِيزًا . وَ قَذَفَ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ  فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَ تَأْسِرُونَ فَرِيقًا . وَ أَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَ دِيَارَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَ كَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا . يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ  تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَ زِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَ أُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا . وَ إِنْ تُرِدْنَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا . يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ وَ كَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا . وَ مَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ وَ تَعْمَلْ عملا صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا ضعفين وَ أَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا . يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ  اتَّقين الله وَ قُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا . و وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَ لَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ وَ أَطِعْنَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لِيُذْهِبَ الله عَنْكُمُ الرِّجْز أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا . وَ اذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَ الْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا . إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِمَاتِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْقَانِتِينَ وَ الْقَانِتَاتِ وَ الصَّادِقِينَ وَ الصَّادِقَاتِ وَ الصَّابِرِينَ وَ الصَّابِرَاتِ وَ الْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقَاتِ وَ الصَّائِمِينَ وَ الصَّائِمَاتِ وَ الْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحَافِظَاتِ وَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَ الذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ أَجْرًا عَظِيمًا . وَ مَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَار مِنْ أَمْرِهِمْ وَ مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا . وَ إِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ زَوْجَتكَ وَ اتَّقِ اللَّهَ وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَ تَخْشَى النَّاسَ وَ اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ .  فَلَمَّا طلقها زَيْدٌ زَوَّجْنَاكَهَا وَ كَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا . مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ حَرَج فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ وَ كَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا . الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَة اللَّهِ وَ لَا يَخْشَوْنَ إِلَّا اللَّهَ وَ كَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا . مَا كَانَ مُحَمَّد إلا رَسُولَ اللَّهِ وَ خَاتمَ النَّبِيِّينَ وَ كَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا . يَا أَيُّهَا المؤمنون اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا وَ سَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَ أَصِيلًا لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَ كَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَاحِمًا . تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَ أَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا . يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَ مُبَشِّرًا وَ نَذِيرًا وَ دَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ سِرَاجًا مُنِيرًا . وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا . وَ لَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَ الْمُنَافِقِينَ وَ دَعْ أَذَاهُمْ وَ تَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَ كَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا . يَا أَيُّهَا المؤمنون إِذَا طَلَّقْتُمُوا الْمُؤْمِنَاتِ فَمَتِّعُوهُنَّ وَ سَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا . يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ  وَ بَنَاتِ عَمِّكَ وَ بَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَ بَنَاتِ خَالِكَ وَ بَنَاتِ خَالَاتِكَ وَ امْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَنْ يَنْكِحَهَا وَ كَانَ اللَّهُ راحما غَفُورًا . يَا أَيُّهَا المؤمنون لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا ذَلِك أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ  وَ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَ لَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ بَعْده أَبَدًا . لَا حرج عَلَيْهِنَّ فِي آبَائِهِنَّ وَ لَا أَبْنَائِهِنَّ وَ لَا إِخْوَانِهِنَّ وَ لَا أَبْنَاءِ إِخْوَانِهِنَّ وَ لَا أَبْنَاءِ أَخَوَاتِهِنَّ وَ لَا نِسَائِهِنَّ وَ لَا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ  إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَاهِدًا . إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا المؤمنون و المؤمنات صَلُّوا  وَ سَلِّمُوا عَلَيْهِ . إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ  وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا . وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ  فَقَدِ اقترفوا  إِثْمًا مُبِينًا . يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَ بَنَاتِكَ وَ نِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ أن يلبسن جَلَابِيبهنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَ كَانَ اللَّهُ راحما غَفُورًا . لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتِّلُوا تَقْتِيلًا . سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا قبلكم وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا . يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَ مَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا . إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَ أَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا . خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَ لَا نَاصِرًا . يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَ أَطَعْنَا رسوله . وَ قَالُوا رَبَّنَا إِنَّنا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَ كُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا . رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَ الْعَنْهُمْ . يَا أَيُّهَا المؤمنون لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهًا . يَا أَيُّهَا المؤمنون اتَّقُوا اللَّهَ وَ قُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا نصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَ نغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا . إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى الْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَ أَشْفَقْنَ مِنْهَا وَ حَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا . لِيُعَذِّبَ اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَ الْمُنَافِقَاتِ وَ الْمُشْرِكِينَ وَ الْمُشْرِكَاتِ وَ يَتُوبَ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ كَانَ اللَّهُ راحما غَفُورًا .
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 871
    تاريخ التسجيل : 04/09/2009
    العمر : 52

    بإسم الله الراحم الرحمان . الجزء الثامن .  Empty صورة سبأ

    مُساهمة  Admin الثلاثاء أبريل 06, 2021 7:45 am

    بإسم الله الراحم الرحمان الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي يسجد لَهُ مَا فِي السَّمَاء وَ مَا فِي الْأَرْضِ وَ هُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ( سجدة ) . يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَ مَا يَعْرُجُ فِيهَا وَ هُوَ الرَّاحِمُ الْغَفُورُ .  لَا يَخفى عَليهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاء وَ لَا فِي الْأَرْضِ وَ لَا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَ لَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ . وَ يَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أن ما أنزل إليك ربك هُوَ الْحَقَّ وَ يَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ . وَ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا بالله هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ . أَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مَا خَلْفَهُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ السَّمَاء إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ . وَ لَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ مِنَّا فَضْلًا و سخرنا مَعَهُ الجبال وَ الطيورَ يسبحن بحمد الله وَ أَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ . وَ سخرنا لِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ  أَنِ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ عملا صالحا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ . لَقَدْ كَانَ لكم في سَبَإٍ  آيَةٌ  بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَ رَبٌّ غَفُورٌ . وَ جَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى آمنةً وَ قَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا لَيَالِيَ وَ أَيَّامًا آمِنِينَ . فَقَالُوا رَبُّنَا بَاعَدَ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَة لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ . قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ تعبدون دُون اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاء وَ لَا فِي الْأَرْضِ وَ مَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ نصيب . وَ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قيل لهم مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ . قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ قُلِ اللَّهُ وَ إِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى الهُدى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ . قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَ لَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ . قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَ هُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ . قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . وَ مَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَ نَذِيرًا وَ لَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ . وَ يَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَ لَا تَسْتَقْدِمُونَ . وَ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا بالله لَنْ نُؤْمِنَ بِهَذَا الْقُرْآنِ وَ لَا بِالَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَ لَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ المستضعفون للمستكبرين لَوْلَا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ . قَالوا أَنَحْنُ صَدَدْنَاكُمْ عَنِ الْهُدَى بَعْدَما جَاءَكُمْ بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ . وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَ نَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَ جَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِهم  هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا أسوأ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . وَ مَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ . وَ قَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالًا وَ أَوْلَادًا وَ مَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ . قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ شَاء من عباده  وَ لَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ . وَ مَا أَمْوَالُكُمْ وَ لَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا إِلَّا مَنْ آمَنَ بالله وَ عَمِلَ عملا صَالِحًا فَأُولَئِكَ  هم الآمِنُونَ . قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ شَاء مِنْ عِبَادِهِ وَ مَا أَنْفَقْتُمْ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَ هُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ . وَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا رَجُلٌ يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّكُمْ عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُكُمْ وَ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى وَ قَالوا لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ ما هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ . قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ  أَنْ تَقُومُوا  ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا بِصَاحِبِكُمْ ما هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ . قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ أَجْرا إِنما أَجْرِيَ عَلَى اللَّهِ وَ هُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَاهِدٌ . قُلْ إِنَّ رَبِّي يَقْذِفُ بِالْحَقِّ عالم الغيب و الشهادة الراحم الرحمان . قُلْ جَاءَ الْحَقُّ و ذهب الباطل و ما يعود . قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ . وَ لَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا وَ أُخِذُوا وَ قَالُوا آمَنَّا  وَ قَدْ كَفَرُوا قبل ذلك  وَ حِيلَ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِمْ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ .
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 871
    تاريخ التسجيل : 04/09/2009
    العمر : 52

    بإسم الله الراحم الرحمان . الجزء الثامن .  Empty صورة الرحمة

    مُساهمة  Admin الأربعاء أبريل 07, 2021 12:03 pm

    بإسم الله الراحم الرحمان الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاء وَ الْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ ذات أَجْنِحَةٍ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . مَا فتح اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَ مَا أمسك فَلَا مُرْسِلَ لَهُ وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الراحم الغفور . يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا . إن الَّذِينَ كَفَرُوا بالله لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَ الَّذِينَ آمَنُوا بالله وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ . أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يشَاء وَ يَهْدِي مَنْ يشَاء  إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ .  مَنْ أراد الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلامُ الطَّيِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ وَ الَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ .  خَلَقَكُم اللَّهُ مِنْ نُطْفَةٍ وَ مَا مِنْ أُنْثَى حملت وَ لَا وضعت إِلَّا بِعِلْمِهِ وَ مَا  مِنْ مُعَمَّرٍ يُعَمَّرُ وَ لَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ . وَ مَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَ هَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَ مِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَ تَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ . يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَ سَخَّرَ لكم الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ذَلِك اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَ الَّذِينَ تَدْعُونَ دُون الله مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ . إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَ لَوْ سَمِعُوا دعاءكم مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَ لَا يُنَبِّئُكَ إلا الخَبِير . يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَ اللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ . إِنْ يَشَأْ يُهلكُّم وَ يَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَ مَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ . فمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا إِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ . وَ مَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَ الْبَصِيرُ . وَ لَا الظُّلُمَاتُ وَ النُّورُ . وَ لَا الظِّلُّ وَ الْحَر . وَ مَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَ الْأَمْوَاتُ و ما أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ . إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَ نَذِيرًا وَ ما مِنْ أُمَّةٍ  خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ . وَ إِنْ كَذبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رسلي قبلك وَ إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ . أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَ مِنَ الْجِبَالِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا  وَ مِنَ النَّاسِ وَ الدَّوَابِّ وَ الْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ . إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَ أَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَ عَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ . لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَ يَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ .  ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَ مِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ . وَ قَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ . الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ السلام مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ . وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بالله لَهُمْ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فيها فَيَمُوتُوا وَ لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ . وَ هُمْ يَصْرخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ عملا صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ . و قيل لهم أَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَ جَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَاصِرٍ . إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِما في الصُّدُورِ . هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خلفاءه فِي الْأَرْضِ فَمَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَ لَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ عِنْدَ الله إِلَّا مَقْتًا وَ لَا يَزِيدُ الْكَافِرِينَ كُفْرُهُمْ إِلَّا خَسَارًا . قُلْ أَرَأَيْتُمْ شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَدْعُونَ دُون اللَّهِ أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَو فِي السَّمَاوَاتِ أَمْ آتَيْنَاهُمْ كِتَابًا فَهُمْ عَلَى بَيِّنَة مِنْهُ بَلْ إِنْ يَعِدُ الظَّالِمُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا إِلَّا غُرُورًا . إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَاء وَ الْأَرْضَ حتى لا تَزُولَا وَ لَئِنْ زَالَتَا ما أَمْسَكَهُمَا  أَحَد إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا . وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ لَئِنْ جَاءَهُمْ نَذِيرٌ لَيَكُونُنَّ أَهْدَى الْأُمَمِ فَلَمَّا جَاءَهُمْ النَذِير مَا زَادَهُمْ إِلَّا اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَ مَكْرَ السَّيِّئات وَ لَا يحيط الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّة الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا . أَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كفروا بالله قَبْلهمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَ مَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ شَيْء فِي السَّمَاء وَ لَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا . وَ لَوْ آخذ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا أحدا وَ لَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيرًا .


    عدل سابقا من قبل Admin في الإثنين أبريل 19, 2021 5:55 am عدل 3 مرات
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 871
    تاريخ التسجيل : 04/09/2009
    العمر : 52

    بإسم الله الراحم الرحمان . الجزء الثامن .  Empty صورة يس صلى الله عليه و سلم

    مُساهمة  Admin الخميس أبريل 08, 2021 8:40 am

    بإسم الله الراحم الرحمان يس . وَ الْقُرْآنِ الْحَكِيمِ . إِنَّكَ من المرسلين . عَلَى الصِرَاط المُسْتَقِيم . فانْذِر قَوْمك  إنهُمْ غَافِلُونَ . لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَيهِمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ . إِنَّا جَعَلْنَا الأغلال فِي أَعْنَاقِهِمْ  فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ . وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهم الْمُرْسَلُونَ . إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فكَذَّبُوهُمَا و عَزَّزْنَاهما بِثَالِثٍ و قَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ . قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا وَ مَا أَنْزَلَ الرَّحْمَانُ شيئا إِنكم لكاذِبُونَ . قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ . وَ مَا عَلَيْنَا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ . قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَ لَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ . وَ جَاءَ رَجُلٌ  فقَالَ يَا قَوْمِي اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ . اتَّبِعُوا مَنْ لَا يَسْأَلُونكُمْ أَجْرًا وَ هُمْ مُهْتَدُونَ . وَ مَا لِي لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ . أَأَتَّخِذُ دون الرحمان آلِهَةً لَا تُغْنِي عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ  وَ لَا يُنْقِذُوننِي من النار . إِنِّي إِذن لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ . إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُوا . قلنا له ادْخُلِ الْجَنَّةَ . قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَ جَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ . يَا حَسْرَتاه عَلَى الْعِبَادِ مَا من نبي أتاهم إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ . أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ قوم أَنَّهُمْ إِلَيْنا راجعون . وَ آيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ . وَ جَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن النَخِيل وَ العنب وَ فَجَّرْنَا فِيهَا الْعُيُون . لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِنا وَ مَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ . سُبْحَانَ الله الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ مِمَّا لَا يَعْلَمُونَ . وَ آيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ . لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَ لَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَ الكُل فِي الفَلَك يَسْبَحُونَ . وَ آيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَاهُمْ فِي الْفُلْكِ إِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا يُنْقَذُونَ إِلَّا برحمتنا إِلَى حِينٍ . وَ إِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَ مَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ كَانُوا عنا مُعْرِضِينَ .  وَ إِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ شَاء اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنكم لفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ .  وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَ لَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ . وَ نُفِخَ فِي النارِ و هم ينظرون . قَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا مَا وَعَدَنا الرَّحْمَانُ وَ صَدَقَ الْمُرْسَلُونَ . إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ اليوم فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ . هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِل العرش مُتَّكِئُونَ . وَ لَهُمْ مَا يَدَّعُونَ سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَاحِمٍ . وَ امْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ . هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي وعدناكم . اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كفرتم . الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعملونَ . وَ لَوْ شئنا لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَلا يُبْصِرُونَ . وَ لَوْ شئنا لَمَسَخْنَاهُمْ  فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَ لَا يَرْجِعُونَ . وَ مَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلَا تعْقِلُونَ . وَ مَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَ مَا يَنْبَغِي لَهُ ما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَ قُرْآنٌ مُبِينٌ . لِتنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَ يَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ . أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ . وَ ذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَ مِنْهَا يَأْكُلُونَ . وَ لَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَ مَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ . وَ اتَّخَذُوا آلِهَةً دُون اللَّهِ  لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ . فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَ مَا يُعْلِنُونَ . أَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصمٌ مُبِينٌ . وَ ضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَ نَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ . قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ . أَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاء وَ الْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَهُمْ بَلَى وَ هُوَ الْخَالقُ الْعَلِيمُ . إِنَّمَا إِذَا أَرَدنا شَيْئًا أَنْ نقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ . فَسُبْحَانَ الله الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ .


    عدل سابقا من قبل Admin في الأحد مايو 09, 2021 5:02 am عدل 5 مرات
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 871
    تاريخ التسجيل : 04/09/2009
    العمر : 52

    بإسم الله الراحم الرحمان . الجزء الثامن .  Empty صورة الصافات

    مُساهمة  Admin الخميس أبريل 08, 2021 9:30 am

    بإسم الله الراحم الرحمان وَ الصَّافَّاتِ صَفًّا . فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا . إِنَّ إِلَهَكُمْ الله . إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ بالْكَوَاكِبِ . فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا مما خَلَقْنَا . بَلْ هم يَسْخَرُونَ . وَ إِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ . وَإِذَا رَأَوْا آيَةً قَالُوا ما هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ . فإِذَا مِتْنَا وَ كُنَّا تُرَابًا وَ عِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ نحن و آبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ . قُلْ نَعَمْ فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ . وَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ . هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ . احْشُرُوا الَّظالمين وَ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ . فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ . وَ أوقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ . مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ . بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ . وَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ . قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ . قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ . وَ مَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ  سُلْطَان بَلْ كُنْتُمْ  طَاغِينَ . فَحَقَّ عَلَيْكم القَوْلُ  فَأَغْوَيْنَاكُمْ . فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ . إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ . إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ استكبروا و قالوا أَئِنَّا لَتَارِكُو آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ . بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ وَ صَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ . إِنَّكُمْ لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ . وَ مَا تُجْزَوْنَ إِلَّا أسوأ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ . إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلصِينَ . أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ . وَ هُمْ مُكْرَمُونَ فِي جَنَّة النَّعِيمِ .   فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ . قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنه كَانَ لِي قَرِينٌ . يَقُولُ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُصَدِّقِينَ  فإِذَا مِتْنَا وَ كُنَّا تُرَابًا وَ عِظَامًا إِنَّا لَمَبعوثونَ . قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ . فاطلع فَرَآهُ فِي الْجَحِيمِ . قَالَ تَاللَّهِ لقد كِدْتَ تغويني .  وَ لَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ . فَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَ مَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ . إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . قل أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ . إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ من الْجَحِيمِ . فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا  ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ لشرابا مِن الحمم . ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ . إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ . فَهُمْ وراءهم يهْرَعُونَ . وَ لَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ . فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ . وَ لَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ . وَ نَجَّيْنَاهُ وَ أَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ . ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ . سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ . كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ . إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ . وَ إِنَّ مِنْ ذريته لَإِبْرَاهِيمَ . إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ . إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَ قَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ . أَآلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ . فَذهب إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ . مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ . فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ . قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ  وَ تَدَعُونَ اللَّه الذي خَلَقَكُمْ . قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ . فَأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين . وَ قَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِي . رَبِّي هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ . فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ . فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي رأيت فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ . فَلَمَّا أَسْلَمَا نَادَيْنَاهُ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا . إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ . وَ فَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ . وَ بَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ . وَ بَارَكْنَا عَلَيْهِ وَ عَلَى إِسْحَاقَ . سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ . كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ . إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ . وَ لَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَ هَارُونَ . وَ نَجَّيْنَاهُمَا وَ قَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ . وَ نَصَرْنَاهُم فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ . وَ آتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُبِينَ . وَ هَدَيْنَاهُمَا إلى الصِّرَاط الْمُسْتَقِيم . سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَ هَارُونَ . كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ . إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ . وَ إِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ . إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ . أَتَدْعُونَ صنما وَ تَدَعُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ . فَكَذَّبُوهُ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلصِينَ . سَلَامٌ عَلَى إِلْيَاس . كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ . إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ . وَ إِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ . إِذْ قصد البحر فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ . فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ . لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ . فأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ . فَآمَنُوا بربهم فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ . فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَ لَهُمُ الْبَنُونَ . أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَ هُمْ شَاهِدُونَ . اصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ . مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ . أَفَلَا تَذَكَّرُونَ . أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ . فَأْتُوا بِه إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ وَلَدَ اللَّهُ وَ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ . فَإِنَّكُمْ وَ مَا تَعْبُدُونَ . مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ . إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ . وَ مَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ . وَ إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ . وَ إِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ . وَ كَانُوا لَيَقُولُونَ . لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ . لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلصِينَ . وَ لَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ . إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ . وَ إِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ . فَتَوَلَّى عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ . وَ أَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ . أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ . فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ . و سُبْحَانَ الله . وَ السَلَام و رحمة الله  عَلَى رسل الله . وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ و الشكر لله الراحم الرحمان .
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 871
    تاريخ التسجيل : 04/09/2009
    العمر : 52

    بإسم الله الراحم الرحمان . الجزء الثامن .  Empty صورة داوود عليهم السلام و رحمة الله

    مُساهمة  Admin السبت أبريل 10, 2021 5:00 am

    بإسم الله الراحم الرحمان وَ الْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ . بَلِ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ . أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ . وَ قالوا اصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ ما هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ . كَذَّبَ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَ عَادٌ وَ فِرْعَوْنُ  وَ ثَمُودُ  وَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ . أُولَئِكَ الْأَحْزَابُ  كُلٌّهم كَذَّبوا رُسُلي فَحَقَّ عليهم العِقَاب . وَ قَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا العذاب قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ . فاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَ اذْكُرْ عَبْدَنَا دَاوُودَ . إِنَّا سَخَّرْنَا مَعَهُ الْجِبَالَ و الطيور يُسَبِّحْنَ بحمد الله بِالْعَشِيِّ وَ الْإِشْرَاقِ. وَ شَدَدْنَا مُلْكَهُ وَ آتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَ فَصْلَ الْخِطَابِ . وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ  إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ . قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ . إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَ تِسْعُونَ نَعْجَةً وَ لِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَ عَزَّنِي فِي الْخِطَابِ . قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَ إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَ ظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ  وَ أَنَابَ . فَغَفَرْنَا لَهُ وَ إِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَحُسْنَ الثواب . يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَتنا فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَ لَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ . وَ وَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ . إِذْ قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَ هَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ . فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ حَيْثُ أَراد . وَ سخرنا له كُلَّ بَنَّاءٍ وَ غَوَّاصٍ . هَذَا عَطَاؤُنَا بِغَيْرِ حِسَابٍ . وَ إِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَحُسْنَ الثواب . وَ اذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضر فوَهَبْنَا لَهُ رَحْمَتنا . إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ . وَ اذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْحَاقَ وَ يَعْقُوبَ إِنَّهُمْ لَمِنَ الْمُصْطَفينَ الْأَخْيَارِ . وَ اذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَ الْيَسَعَ وَ ذَا الْكِفْلِ كُلٌّهم مِنَ الْأَخْيَارِ .  وَ مَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَ الْأَرْضَ بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الكافرين  فَوَيْلٌ لهم مِنَ النَّارِ . أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا بالله وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ . كِتَابٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ  لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَ لِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ . هَذَا وَ إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ الثواب . جَنَّاتِ  مُفَتَّحَةً الْأَبْوَابُ . مُتَّكِئِينَ فِيهَا على الأرائك و يَدْعُونَ بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَ شَرَابٍ . وَ عِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ . هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ . إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ . هَذَا وَ إِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ الثوابٍ . جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا . هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ لَا مَرْحَبًا بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُو النَّارِ . قَالُوا بَلْ أَنْتُمْ لَا مَرْحَبًا بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا . قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ ضِعْفًا من النَّارِ . وَ قَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ . إِنَّ ذَلِكَ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ . قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ . مَا كَانَ لِيَ عِلْم إِذْ يَخْتَصِمُونَ إلا بما يُوحَى إِلَيَّ . قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَ مَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ . رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ .  قُلْ مَا سأَلتكُمْ أَجْرا وَ مَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ . ما هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لكم . وَ لَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ .
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 871
    تاريخ التسجيل : 04/09/2009
    العمر : 52

    بإسم الله الراحم الرحمان . الجزء الثامن .  Empty صورة الصدق

    مُساهمة  Admin الأربعاء أبريل 14, 2021 9:39 am

    بإسم الله الراحم الرحمان تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ . إِنَّا أَنْزَلْنَا عليك الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ . أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ . و الَّذِينَ اتَّخَذُوا آلهة دون الله و يقولون مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ  إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ . خَلَقَ الله السَّمَاء وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ و يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَ يُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَ سَخَّرَ لكم الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ . إِنْ كفرتم فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَ إِنْ شكرتم يَرْضَى عنكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ . وَ إِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً نَسِيَ مَن كَانَ يَدْعُو وَ جَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ . أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ باللَّيْلِ و النهار وَ يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَ يَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ . قُلْ لعِبَادِي اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَ إن أَرْض اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ . قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ . وَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ . قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ . قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي . فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ هم الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَهْلهمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ . إن الَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ وَ أَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فبشر عبادي . الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَ أُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ . فَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابِ أَفَأَنْتَ تُنْقِذُ مَنْ فِي النَّارِ . و مَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ  فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ . اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَ قُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَ مَنْ يُضْلِله اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ . كَذَّبَ الَّذِينَ كفروا بالله قَبْلهمْ فَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ . فَأَذَاقَهُمُ اللَّهُ الْخِزْيَ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ لَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ .  إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ . ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ  يخْتَصِمُونَ . فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَ كَذَّبَ بِالصِّدْقِ لما جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ . وَ الَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ . لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ ما عَمِلُوا وَ يَجْزِيَهُمْ أَجْرَا حسَنا عما كَانُوا يَعْمَلُونَ . أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَ يُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ يعبدون فمَنْ أضله اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ . وَ مَنْ هداه اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ . وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاء وَ الْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَن تَدْعُونَ دُون اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ على اللَّهُ فليَتَوَكَّلُ الْمُؤمنونَ .  قُلْ يَا قَوْمِي اعْمَلُوا إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَرون مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَ يَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ . إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ ضَلَّ فَعَلَيْهَا وَ مَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ . . وَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَ إِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ يعبدون إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ . قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاء وَ الْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَ الشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ مختلفين . وَ لَوْ أَنَّ لِلظالمين مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ما افْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ بَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا . فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُرٌّ دَعَانَا ثُمَّ إِذَا خَوَّلْنَاهُ نِعْمَةً مِنَّا قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ . أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ من عباده إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَة لِلمؤمنين . قُلْ لعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الراحم الْغَفُورُ . وَ أَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَ أَسْلِمُوا قَبْل أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ . وَ اتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزلَ إِلَيْكُمْ  قَبْل أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَ أَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ . أَنْ تقول نَفْسٌ يَا حَسْرَتَاه عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي حق اللَّهِ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ  أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ . بَلَى قَدْ جَاءَتكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَ اسْتَكْبَرْتَ وَ كُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ . وَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُستَكبرِينَ . قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أن أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ . وَ لَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ . بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَ كُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ . وَ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إذ السَّمَاء مَطْوِيَّة بِيَمِينِهِ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ . وَ نُفِخَ فِي النارِ فَصعِقوا ثُمَّ نُفِخَ فِيها و هُمْ  يَنْظُرُونَ . وَ أَشْرَقَتِ الجنة بِنُورِ رَبِّهَا وَ وُضِعَ الْكِتَابُ وَ جاءَ النَّبِيونَ وَ الشُّهَدَاءِ وَ قضينا بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ لَا يُظْلَمُونَ . وَ سِيقَ الكفار و المشركون إِلَى جَهَنَّمَ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَ قَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نذير قَالُوا بَلَى وَ لَكِنْ كذبناه . قالوا فادْخُلُوا  جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُستَكبِرِينَ . وَ سِيقَ المسلمون إِلَى الْجَنَّةِ حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَ فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا قَالَ لَهُمْ رضوانها سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ . وَ قَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ و الشكر لله الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَ أَوْرَثَنَا الْجَنَّة فَنِعْمَ أَجْرُ الْمتقينَ .


    عدل سابقا من قبل Admin في الإثنين أبريل 19, 2021 5:56 am عدل 1 مرات
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 871
    تاريخ التسجيل : 04/09/2009
    العمر : 52

    بإسم الله الراحم الرحمان . الجزء الثامن .  Empty صورة غافر

    مُساهمة  Admin الخميس أبريل 15, 2021 11:45 am

    بإسم الله الراحم الرحمان تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ . غَافِرِ الذَّنْبِ وَ قَابِلِ التَّوْبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الراحم الرحمان . مَا يُجَادِلُ فِي آيَاتِ اللَّهِ إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا بالله . كَذَّبَ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَ الْأَحْزَابُ وَ جَادَلُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ . وَ كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا بالله أَنَّهُمْ أَصْحَابُ النَّارِ . الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا بالله رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَ عِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَ اتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَ قِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ . رَبَّنَا وَ أَدْخِلْهُمْ جَنَّة النعيم الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَ أَزْوَاجِهِمْ وَ ذُرِّيَّتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ . وَ قِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَ مَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بالله يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُوا . قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا وَ أَحْيَيْتَنَا فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ مِنْ سَبِيلٍ . ذَلِك بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَ إِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ . هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَ مَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ أناب . فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَ لَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ . رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي أَمْره عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَهم قبل يَوْمَ اللقاء . يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَيهم شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ . الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ . وَ أَنْذِرْهُمْ يَوْمَ تكون الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَ لَا شَفِيعٍ يُطَاعُ . يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَ مَا تُخْفِي الصُّدُورُ . وَ اللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ . أَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلهمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ  قُوَّةً مِنْهُمْ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَ مَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ . ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَ يأْتِيهِمْ رُسُلُنا بِالْآيات فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ . وَ لَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَ سُلْطَانٍ مُبِينٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَ هَامَانَ وَ قَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ . فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا بالله مَعَهُ وَ اسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَ مَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ . وَ قَالَ فِرْعَوْنُ دعونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَ لْيَدْعُو رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ . وَ قَالَ مُوسَى إِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَ رَبِّكُمْ مِنْ كُلِّ مُستَكبِرٍ لَا يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ . وَ قَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَ قَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَة  وَ إِنْ كان كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَ إِنْ كان صَادِقًا يُصِبْكُمْ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ . يَا قَوْمِي لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ فَمَنْ ينْجينَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَ مَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ . وَ قَالَ الَّذِي آمَنَ بالله يَا قَوْمِي إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ . مِثْلَ قَوْمِ نُوحٍ وَ عَادٍ وَ ثَمُودَ وَ الَّذِينَ جاءوا بَعْدهمْ وَ مَا يُرِيدُ اللَّهُ  ظُلْم الْعِبَادِ . وَ يَا قَوْمِي إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنْ عَاصِمٍ وَ مَنْ يُضْلِله اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ . وَ لَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ بِالْبَيِّنَة فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ بَعْده أحدا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ . الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ علم كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَ عِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا بالله كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قَلْبِ كُلِّ مُستَكبِرٍ . وَ قَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ أَسْبَابَ السَّمَاء فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَ إِنِّي لَأَظُنُّ أنهُ كذاب وَ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَ صدَّ الناس عَنِ سَبِيلِ الله . وَ قَالَ الَّذِي آمَنَ بالله يَا قَوْمِي اتَّبِعُونِي أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ . مَنْ عَمِلَ سَيِّئَةً فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَ مَنْ عَمِلَ عملا صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ . وَ يَا قَوْمِي مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَ تَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ . تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَ أُشْرِكَ بِهِ وَ أَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ . لَا جَرَمَ أَنَّ مَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَ لَا فِي الْآخِرَةِ وَ أَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَ أَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ . فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ . فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَ لحقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ . النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَ عَشِيًّا وَ يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ . وَ إِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تابعين فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِنَ النَّارِ . قَالوا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ . وَ قَالوا لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ . قَالُوا أَلَمْ يأْتِيكُمْ رُسُلُ الله بِالْبَيِّنَة قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَ مَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ . إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَ الَّذِينَ آمَنُوا بالله فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ يَوْمَ القيامة . يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ السُوءُ .  فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَ الْإِبْكَارِ . إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ علم إِنما فِي صُدُورِهِمْ  كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ من شر ما خلق إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ . لَخَلْقُ السَّمَاء وَ الْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَ لَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ . وَ مَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَ الْبَصِيرُ وَ لا الَّذِينَ آمَنُوا بالله وَ الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ . إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَ لَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ . فادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ  إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ صاغرِينَ . جَعَلَ اللَّهُ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَ لَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ . وَ صَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَ رَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَارش الكريم . لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ . قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ دُون اللَّهِ وَ أُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِله . هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا رشدَكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَ مِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى قَبْل ذلك لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ . هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ فَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ . أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ و كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَ بِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَ السلاسل . ثُمَّ قِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ تدعون دُون اللَّهِ قَالُوا ضَلُّوا عَنَّا بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو شَيْئًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ الْكَافِرِينَ .فادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُستَكبِرِينَ . فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ . وَ لَقَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلكَ رُسُلًا مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ وَ مَا كَانَ لِأحدهم أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ فَإِذَا جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ خَسِرَ الْمُبْطِلُونَ . جَعَلَ اللَّهُ لَكُمُ الْأَنْعَامَ لِتَأكلوها وَ لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَ عَلَيْهَا وَ عَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ . وَ يُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنْكِرُونَ . أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ منْ كان قَبْلهمْ جَاءَهُمْ رُسُلُنا بِالْآيات و فَرِحُوا بِمَا عِنْدَهُمْ فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَ كَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ . فَلَمْ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا وَ خَسِرَ الْكَافِرُونَ .

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 1:43 am