بإسم الله الرحمان الرحيم . عمر لسان العدل عليه السلام

بإسم الله الرحمان الرحم و لهم ما يدعون سلام ، قولا من الله الرحمان الرحم . صدق الله العظيم .
السلام عليكم أيها النبي و رحمة الله و بركته نسأل الله لنا و لكم تمام النعمة و العافية في الدين و الدنيا و الآخرة و استودع الله ديننا و أمانتنا و خواتيم عملنا و إنا لله و إنا إليه راجعون و إنا إن شاء الله بكم لاحقون و حسبنا الله و نعم الوكيل نعم المولى نعم الناصر

قالت أمنا عائشة زوجة الحبيب المحبوب صلى الله عليهم و سلم عليكم بذكر عمر فإذا ذكر عمر  ذكر العدل و إذا ذكر العدل فقد ذكر الله العزيز الرحيم .

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهم و أرضاهم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" من أبغض عمر فقد أبغضني، ومن أحب عمر فقد أحبني، وإن الله باهى بالناس عشية عرفة
عامة، وباهى بعمر خاصة، وإنه لم يبعث الله نبيا إلا كان في أمته محدَّث، وإن يكن
في أمتي منهم أحد فهوعمر). قالوا: يا رسول الله كيف يحدَّث? قال: (تتكلم الملائكة على لسانه)."

و سبحان الله و سلام على المرسلين و الحمد لله و الشكر لله الرحمان الرحم .

بإسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم أيها النبي و رحمة الله و بركته
اللهم ارض عن ابي بكر الصديق عليه السلام و عمر بن الخطاب عليه السلام و عثمان بن عفان عليه السلام و على بن ابي طالب عليه السلام والحسن عليه السلام و الحسين عليه السلام و فاطمة الزهراء عليها السلام و عائشة بنت ابي بكر الصديق عليهم السلام و حفصة بنت عمر بن الخطاب عليهم السلام و على جميع الصحابة و امهات المؤمنين صلى الله عليهم و سلم .

يقول عمر ( الفاروق ) عليه السلام :" لا حظّ في الاسلام لمن ترك صلاة الجمعة "

فسيدنا عمر عليه السلام هو أحد العشرة المبشرين بالجنة ، ومن علماء الصحابة وزهادهم ، وضع الله الحق على لسانه اذ كان القرآن ينزل موافقا لرأيه ، يقول علي بن أبي طالب عليه السلام ( إنّا كنا لنرى إن في القرآن كلاما من كلامه ورأياً من رأيه ) كما قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه ( مانزل بالناس أمر فقالوا فيه وقال عمر ، إلا نزل القرآن بوفاق قول عمر )
وصفه ابن مسعود -رضي الله عنه- فقال ( كان اسلام عمر رضي الله عنه و أرضاه فتحا ، وكانت هجرته نصرا ، وكانت إمامته رحمة ، ولقد رأيتنا وما نستطيع أن نصلي الى البيت حتى أسلم عمر ، فلما أسلم عمر قاتلهم حتى تركونا فصلينا)


و سبحان الله و سلام على المرسلين و الحمد لله و الشكر لله الرحمان الرحم .

بإسم الله الرحمان الراحم السلام السلام عليكم أيها النبي و رحمة الله و بركته


خطبة سيدنا عمر ابن الخطاب عليهم السلام و رحمة الله و بركته يوم الجابية




"أمّا بعد، فإني أوصيكم بتقوى الله الذي يبقى ويفنى ما سواه، الذي بطاعته يكرم أولياؤه، وبمعصيته يضل أعداؤه، فليس لهالك هلك معذرة في فعل ضلالة حسبها هدى، ولا في ترك حق حسبه ضلالة. وإن أحق ما تعاهد الراعي من رعيته أن يتعاهدهم بما لله عليه من وظائف دينهم الذي هداهم الله له، وإنما علينا أن نأمركم بما أمركم الله به من طاعته، وننهاكم عما نهاكم الله عنه من معصيته، وأن نُقِيمَ فيكم أمر الله عز وجلَّ في قريب الناس وبعيدهم، ولا نُبَالِي على منْ مَالَ الحَقُّ، وقد علمت أن أقواما يتمنون في دينهم فيقولون: نحن نصلي مع المصلين، ونجاهد مع المجاهدين، وننتحل الهجرة، وكل ذلك يفعله أقوام لا يحملونه بحقه.

وإن الإيمان ليس بالتحلي، وإن لصلاة الجمعة وقتا اشترطه الله فلا تصلح إلا به، فوقت صلاة الجمعة هو الفجر حين يزايل[2] المرء ليله، ويحرم على الصائم طعامه وشرابه، فآتوها حظها من القرآن.

فإذا كان الشتاء، ففي الضحى بعد شروق الشمس ،
أما في رمضان .فوقت صلاة الجمعة هو قبل العصر ، هذه مواقيت الصلاة ﴿ إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا﴾[6].

ويقول الرجل: قد هاجرت، ولم يهاجر، وإنّ المهاجرين الذين هجروا السيئات.

ويقول أقوام: جاهدنا، وإنّ الجهاد في سبيل الله مجاهدة العدو واجتناب الحرام. وقد يقاتل أقوام يحسنون القتال، لا يريدون بذلك الأجر ولا الذكر، وإنما القتل حتف من الحتوف، وكل امرئ على ما قاتل عليه وإن الرجل ليقاتل بطبيعته من الشجاعة، فينجّي من يعرف ومن لا يعرف، وإن الرجل ليجبن بطبيعته، فيسلم أباه وأمه، وإن الكلب لَيَهِرّ[7] من وراء لأهله. واعلموا أن الصوم حرام[8] يجتنب فيه أذى المسلمين كما يمنع الرجل من لذته من الطعام والشراب والنساء، فذلك الصيام التام. وإيتاء الزكاة التي فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبّة بها أنفسهم، فلا يرون عليها برّا.

فافهموا ما توعظون به، فإن الحريب[9] من حرب دينه، وإن السعيد من اتعظ بغيره، وإن الشقى من شقى في بطن أمه، وإن شرّ الأمور مبتدعاتها. وإن الاقتصاد في السنّة خير من الاجتهاد في البدعة. وإن للناس نفرة عن سلطانهم، فعائذ بالله أن يدركني وإياكم ضغائن[10] مجبولة، وأهواء مشبعة، ودنيا مؤثرة، وقد خشيت أن تركنوا إلى الظالمين فلا تطمئنوا إلى من أوتى مالا. وعليكم بهذا القرآن، فإن فيه نورا وشفاء وغيره الشقاء، وقد قضيت الذي عليّ فيما وَلاَّني الله عز و جل من أموركم، ووعظتكم نصحا لكم، وقد أمرنا لكم بأرزاقكم، وقد جنّدنا لكم جنودكم، وهيّأنا لكم مغازيكم، وأثبتنا لكم منازلكم، ووسعنا لكم ما بلغ فيكم وما قاتلتم عليه بأسيافكم، فلا حجة لكم على الله بل لله الحجة عليكم. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم"[11].





[2] يتنحى ويزول حين يتبين الخيط الأبيض من الأسود، وهو وقت الفجر الصادق.

[3] أي ميل الشمس عن وسط السماء جهة الغرب.

[4] الهاجرة وقت اشتداد الحر، ومعنى يهجر المهجر: أن يسير في وقت الهاجرة.

[5] - يظلم الليل.

[6]- سورة النساء الآية : 102.

[7] - هرير الكلب: صوته دون نباحه من قلة صبره على البرد.

[8] - حرام من الحرم والإحرام، بمعنى من دخل في حرمه وجب عليه أن يكف لسانه ويده عن الأذى كما يكف بطنه وفرجه عن الطعام والشهوة.

[9] - الحريب: المحروم من خير والمسلوب أعزّ ما لديه.

[10] - ضغائن: أحقاد.