بإسم الله الرحمان الرحم السلام عليكم أيها النبي و رحمة الله و بركته
بنو الحارث بن كعب مسلمون يمنيون سكنوا نجران ونواحيها. أوصى الحارث بن كعب عليهم السلام ابناءه حينما حضرته الوفاه: يابني قد أتت علي ستون ومائة عام سنه ماصافحت يميني يمين غدار, ولا قنعت نفسي بخِلة فاجر, ولا صوت بإبنةِ عم ولا كِنه ولاطُرِحَت عندي مومِسٌ قناعها, ولا بحت لصديق بسر, وإني لعلى دين النبي شعيب"عليه السلام",فاحفظوا وصيتي وموتوا على شريعةِ الله الرحمان الرحم يصلح لكم أعمالكم وأياكم والمعصية لئلا يحل بكم الدمار وتوحش منكم الديار إن لزوم الخطيئه تعقب البليه),وكانت نجران تحت حكم بني الحارث لما قصدها ذو نواس فافتتحها وامتحن أهلها بأخاديد النار فمات منهم عدد كثير مفضلين الموت الأحمر على جحود الدين، وبعد ظفر الحبش بذي نواس عاد بنو الحارث بن كعب إلى أمرة نجران وكان من أشرافهم بنو عبد الديان الذين شيدوا كعبة نجران وكنيستها المعروفة بالقليس التي أفاض الكتبة في وصف محاسنها, من هنا وبعد انشاء الكعبة لم يتوانا ملوك الحبشه من دعم هذه الكنيسه
وبين ذلك المؤلف (لويس شيخو) بقوله:
(لا غرو أن النصرانية في مدة ملك الحبشه على اليمن بلغت أقصى النجاح والتقدم, لنا على ذلك شواهد تاريخية عديدة وكان أول ما بشر به الحبشه أن جعلوا نجران كقبلة الدين النصراني بعد أن اصطبغت بدماء أهلها الشهداء فأقاموا فيها مزاراً كان العرب يقصدونه من كل صوب وكانوا أنفقوا عليه القناطر المقنطرة ليزينوه بأنواع الحلي, وهذا المزار قد شاع ذكره عند العرب فدعوه "كعبة نجران" أو "كعبة اليمن" وضربوا بحسنة المثل وإليه أشار الأعشى في بعض أبياته حيث قال موجه إلى ناقته هذه الأبيات):
وكعبة نجران حتم عليك حتى تناخـي بأبوابهـا
تزور زيداً بن عبدالديان وقيساً هم خير أشرافهـا
وشاهِدنا الورد والياسمين والمسمعـات بقصّابهـا
ويربطنـا دائـم مُعمِـلف أي الثلاثة أزرى بهـا
إذا الحِبرات تلوث بهـم وجرّوا أسافل أهدابهـا
يريد بني عبد الديان الذين كانوا يتولون أمرها وهم من أعيان بني الحارث بن كعب وأعرق الناس في النصرانية. وممن طبقت أخباره أقاصي العرب في ذلك الوقت خطيب مصقع ضربت العرب المثل في بلاغته نريد القس بن ساعدة أسقف نجران وقد جمعنا في شعراء النصرانية صفحة (211- 219) مارواه الكتبة العرب عنه وعن زيد بن عبد الديان الحارثي صفحة (80 - 88) إلى ان يبين شعراً مايبرهن صدق إيمانهم وعقيدتهم وقتها حيث قال مانصه: (ومما رأيناه في مكتبة قديمة في حلب أحد المخططات منسوباً إلى شاعر من بني الحارث الأبيات الآتية المشيرة إلى دينهم القويم):
ألا أننا مـن معشـر سبقـت لهـم أيادي من الحسنى فعرفوا من الجهلِ
ولم ينظروا يوماً إلـى ذات محـرمٍ ولا عرفوا إلا التقيـة فـي الفعـل
وفينا من التوحيـد والعقـل شاهـدٌ عرفناه والتوحيـد يعـرف بالعقـل
نعاينٌ من فـوق السمـاء كلهـا معاينة الأشخاص بالجوهر المجلي
ونعلم ما كنـا ومـن أيـن بدؤنـا وما نحن بالتصوير في عالم الشكل
وإنَّا وإن كنّا على مركبـة الثـرى فأرماحنا في عالم النـور تستعلـي
وما صعـدت لـم تختبـره وإنَّمـارأت ذاتها بالنور في العالم العقلـي
فلـم تـرض بالدنيـا مقامـاً فأثـرت حقيقة ممثولٍ وجلَّت عـن المثـل
(وفد قبيلة بني الحارث على النبي صلى لله علية وسلم)
ومما ورد في الأثر أنه عندما وفدت وفود القبائل على النبي صلى الله عليه وسلم كان من بينهم وفد بني الحارث يرأسهم سويد بن حارثة. فلما كانوا بين يدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، قال: ما القوم؟ قال رئيسهم سويد:مؤمنون. قال عليه الصلاة والسلام: إن لكل قول حقيقة، فما حقيقة إيمانكم؟ قال سويد: خمس عشرة خصلة، عشر منها أمرتنا رسلك أن نؤمن بها ، وخمساً تخلقنا بها في جاهليتنا إلى هذا حدنا، يا أن تقرنا عليها أم تنهانا عنها وننتهي..قال صلى الله عليه وسلم: ما هي الخمس؟
قال سويد:
الثباتة في موطن اللقاء
وترك الشماتة بالأعداء
والصبر على البلاء
والرضا بمر القضاء
والشكر عند الرخاء
قال عليه الصلاة والسلام: يا لها من خمس، وأنا أزيدكم خمساً، فتعودون من عندي بعشرين:
لا تجمعوا مالا تأكلون
ولا تبنوا مالا تسكنون
ولا تتنافسوا في شيءٍ انتم عنه غدا ً راحلون
واتقوا الله الذي إليه ترجعون
وارغبوا فيما عليه تقدمون يوم القيامة.
وعندما ذهبوا، قال النبي عليه الصلاة والسلام:
فقهاء،، حكماء،، كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء.
وروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقوللو لم يبعثني الله رسولاً لبعث واحداً منهم...يقصد بني الحارث)
وفي المصدر نفسه ... كان بني الحارث. امنع العرب وأغناهم وأجملهم مظهراً. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه عندما رأى وفدهم قال (من هؤلاء الذين كأنهم من رجال الهند)
ذكر الله جل جلاله في قرآنه الكريم قبيلة بني الحارث في قصة أصحاب الأخدود ووصفهم الرب بالمؤمنين:
صاحب الأخدود هو ذو نواس اضطهد بني الحارث بن كعب، وهي قبيلة عربية بطن من مذحج من كهلان من القحطانية، وهم أصحاب (كعبة نجران) وكان يدينون بالنصرانية أمر ذو نواس بحفر أخدودٍ عظيم أوقدت فيه النيران، وكان يحرق فيه من لم يتخل منهم عن النصرانيه، وأهلك فيه سيد نجران الحارث بن كعب ومئات الرجال والنساء والأطفال من أولاده وقومه وكان هذا الحدث عام 523 م وهؤلاء هم الذين وصفهم الله في القرآن الكريم بالمؤمنين ولعن أصحاب الأخدود الذين شهدوا المحرقه.
بإسم الله الرحمان الرحم قتل أصحاب الأخدود*النار ذات الوقود*إذ هم عليها قعود*وهم على مايفعلون بـالمؤمنين شهود (صورة البروج).
دعوة الصحابي الجليل خالد بن الوليد الناس إلى الإسلام وإسلامهم
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه في شهر ربيع الآخر أو جمادى الأولى، سنة عشر للهجرة (10هـ) إلى بني الحارث بن كعب في نجران وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام . فخرج خالد بن الوليد رضي الله عنه حتى قدم عليهم فبعث الركبان يضربون في كل وجه ويدعون إلى الإسلام ويقولون أيها الناس أسلموا تسلموا. فأسلم الناس ودخلوا فيما دعوا إليه فأقام فيهم خالد يعلمهم الإسلام وكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وبذلك أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هم أسلموا ولم يقاتلوا. ثم كتب خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً يقول فيه: (السلام عليكم يا رسول الله ورحمة الله وبركته الحمد لله الذي لا إله إلا الحي أما بعد يا رسول الله صلى الله عليك وسلم ، إنك بعثتني إلى بني الحارث بن كعب وأمرتني إذا أتيتهم أن لا أقاتلهم وأن أدعوهم إلى الإسلام فإن هم أسلموا أقمت فيهم وقبلت منهم وعلمتهم معالم الإسلام وكتاب الله وسنة نبيه . وإني قدمت عليهم فدعوتهم إلى الإسلام كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعثت فيهم ركباناً، قالوا: يا بني الحارث أسلموا تسلموا، فأسلموا ولم يقاتلوا، وأنا مقيم بين أظهرهم آمرهم بما أمرهم الله به وأنهاهم عما نهاهم الله عنه وأعلمهم معالم الإسلام وسنة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يكتب إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. والسلام عليكم يا رسول الله ورحمة الله وبركته)
كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى خالد بن الوليد يأمره بمجيئه بوفد بني الحارث
فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم (بإسم الله الرحمن الرحم من محمد رسول الله إلى خالد بن الوليد. السلام عليكم و رحمة الله و بركته، الحمد لله الذي لا إله إلا هو الحي . أما بعد فإن كتابك جاءني مع رسولك تخبرني أن بني الحارث بن كعب قد أسلموا وأجابوا إلى ما دعوتهم إليه من الإسلام وشهدوا أنه لا إله إلا الله وأن محمد عبد الله ورسوله وأن قد هداهم الله بهداه فبشرهم وأنذرهم وأقبل وليقبل معك وفدهم والسلام عليكم ورحمة الله وبركته)
قدوم خالد بن الوليد مع وفد بني الحارث على الرسول صلى الله عليه وسلم
فأقبل خالد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل معه وفد بني الحارث بن كعب منهم قيس بن الحصين ذي الغصّة، وزيد بن عبد الديان، وزيد بن المحجل، وعبد الله الزيادي, وشداد بن عبد الله القناني، وعمرو بن عبد الله الضبابي.
حديث وفدهم على الرسول صلى الله عليه وسلم
فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآهم قال: من هؤلاء القوم الذين كأنهم رجال من الهند؟ قيل يا رسول الله هؤلاء رجال بني الحارث بن كعب فلما وقفوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سلموا عليه وقالوا: نشهد أنه لا إله إلا الله و نشهد أنك رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أشهد أنه لا إله إلا الله وأني رسول الله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن خالداً كتب إليّ أنكم أسلمتم ولم تقاتلوا،فقال زيد بن عبد الديان: الحمد لله الذي هدانا بك يا رسول الله قال صدقتم. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بم كنتم تغلبون من قاتلكم في الجاهلية يا بني الحارث؟ قالوا: كنا نغلب من قاتلنا يا رسول الله إنّا كنا نجتمع ولا نفترق ولا نبدأ أحداً بظلم قال صدقتم وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على بني الحارث بن كعب قيس بن الحصين. فرجع وفد بني الحارث إلى قومهم في بقية من شوال أو في صدر ذي القعدة فلم يمكثوا بعد أن رجعوا إلى قومهم إلا أربعة أشهر حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحم وبارك ورضي وأنعم.
وسبحان الله و سلام على المرسلين و الحمد لله الرحمان الرحم.
بنو الحارث بن كعب مسلمون يمنيون سكنوا نجران ونواحيها. أوصى الحارث بن كعب عليهم السلام ابناءه حينما حضرته الوفاه: يابني قد أتت علي ستون ومائة عام سنه ماصافحت يميني يمين غدار, ولا قنعت نفسي بخِلة فاجر, ولا صوت بإبنةِ عم ولا كِنه ولاطُرِحَت عندي مومِسٌ قناعها, ولا بحت لصديق بسر, وإني لعلى دين النبي شعيب"عليه السلام",فاحفظوا وصيتي وموتوا على شريعةِ الله الرحمان الرحم يصلح لكم أعمالكم وأياكم والمعصية لئلا يحل بكم الدمار وتوحش منكم الديار إن لزوم الخطيئه تعقب البليه),وكانت نجران تحت حكم بني الحارث لما قصدها ذو نواس فافتتحها وامتحن أهلها بأخاديد النار فمات منهم عدد كثير مفضلين الموت الأحمر على جحود الدين، وبعد ظفر الحبش بذي نواس عاد بنو الحارث بن كعب إلى أمرة نجران وكان من أشرافهم بنو عبد الديان الذين شيدوا كعبة نجران وكنيستها المعروفة بالقليس التي أفاض الكتبة في وصف محاسنها, من هنا وبعد انشاء الكعبة لم يتوانا ملوك الحبشه من دعم هذه الكنيسه
وبين ذلك المؤلف (لويس شيخو) بقوله:
(لا غرو أن النصرانية في مدة ملك الحبشه على اليمن بلغت أقصى النجاح والتقدم, لنا على ذلك شواهد تاريخية عديدة وكان أول ما بشر به الحبشه أن جعلوا نجران كقبلة الدين النصراني بعد أن اصطبغت بدماء أهلها الشهداء فأقاموا فيها مزاراً كان العرب يقصدونه من كل صوب وكانوا أنفقوا عليه القناطر المقنطرة ليزينوه بأنواع الحلي, وهذا المزار قد شاع ذكره عند العرب فدعوه "كعبة نجران" أو "كعبة اليمن" وضربوا بحسنة المثل وإليه أشار الأعشى في بعض أبياته حيث قال موجه إلى ناقته هذه الأبيات):
وكعبة نجران حتم عليك حتى تناخـي بأبوابهـا
تزور زيداً بن عبدالديان وقيساً هم خير أشرافهـا
وشاهِدنا الورد والياسمين والمسمعـات بقصّابهـا
ويربطنـا دائـم مُعمِـلف أي الثلاثة أزرى بهـا
إذا الحِبرات تلوث بهـم وجرّوا أسافل أهدابهـا
يريد بني عبد الديان الذين كانوا يتولون أمرها وهم من أعيان بني الحارث بن كعب وأعرق الناس في النصرانية. وممن طبقت أخباره أقاصي العرب في ذلك الوقت خطيب مصقع ضربت العرب المثل في بلاغته نريد القس بن ساعدة أسقف نجران وقد جمعنا في شعراء النصرانية صفحة (211- 219) مارواه الكتبة العرب عنه وعن زيد بن عبد الديان الحارثي صفحة (80 - 88) إلى ان يبين شعراً مايبرهن صدق إيمانهم وعقيدتهم وقتها حيث قال مانصه: (ومما رأيناه في مكتبة قديمة في حلب أحد المخططات منسوباً إلى شاعر من بني الحارث الأبيات الآتية المشيرة إلى دينهم القويم):
ألا أننا مـن معشـر سبقـت لهـم أيادي من الحسنى فعرفوا من الجهلِ
ولم ينظروا يوماً إلـى ذات محـرمٍ ولا عرفوا إلا التقيـة فـي الفعـل
وفينا من التوحيـد والعقـل شاهـدٌ عرفناه والتوحيـد يعـرف بالعقـل
نعاينٌ من فـوق السمـاء كلهـا معاينة الأشخاص بالجوهر المجلي
ونعلم ما كنـا ومـن أيـن بدؤنـا وما نحن بالتصوير في عالم الشكل
وإنَّا وإن كنّا على مركبـة الثـرى فأرماحنا في عالم النـور تستعلـي
وما صعـدت لـم تختبـره وإنَّمـارأت ذاتها بالنور في العالم العقلـي
فلـم تـرض بالدنيـا مقامـاً فأثـرت حقيقة ممثولٍ وجلَّت عـن المثـل
(وفد قبيلة بني الحارث على النبي صلى لله علية وسلم)
ومما ورد في الأثر أنه عندما وفدت وفود القبائل على النبي صلى الله عليه وسلم كان من بينهم وفد بني الحارث يرأسهم سويد بن حارثة. فلما كانوا بين يدي الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، قال: ما القوم؟ قال رئيسهم سويد:مؤمنون. قال عليه الصلاة والسلام: إن لكل قول حقيقة، فما حقيقة إيمانكم؟ قال سويد: خمس عشرة خصلة، عشر منها أمرتنا رسلك أن نؤمن بها ، وخمساً تخلقنا بها في جاهليتنا إلى هذا حدنا، يا أن تقرنا عليها أم تنهانا عنها وننتهي..قال صلى الله عليه وسلم: ما هي الخمس؟
قال سويد:
الثباتة في موطن اللقاء
وترك الشماتة بالأعداء
والصبر على البلاء
والرضا بمر القضاء
والشكر عند الرخاء
قال عليه الصلاة والسلام: يا لها من خمس، وأنا أزيدكم خمساً، فتعودون من عندي بعشرين:
لا تجمعوا مالا تأكلون
ولا تبنوا مالا تسكنون
ولا تتنافسوا في شيءٍ انتم عنه غدا ً راحلون
واتقوا الله الذي إليه ترجعون
وارغبوا فيما عليه تقدمون يوم القيامة.
وعندما ذهبوا، قال النبي عليه الصلاة والسلام:
فقهاء،، حكماء،، كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء.
وروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم يقوللو لم يبعثني الله رسولاً لبعث واحداً منهم...يقصد بني الحارث)
وفي المصدر نفسه ... كان بني الحارث. امنع العرب وأغناهم وأجملهم مظهراً. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه عندما رأى وفدهم قال (من هؤلاء الذين كأنهم من رجال الهند)
ذكر الله جل جلاله في قرآنه الكريم قبيلة بني الحارث في قصة أصحاب الأخدود ووصفهم الرب بالمؤمنين:
صاحب الأخدود هو ذو نواس اضطهد بني الحارث بن كعب، وهي قبيلة عربية بطن من مذحج من كهلان من القحطانية، وهم أصحاب (كعبة نجران) وكان يدينون بالنصرانية أمر ذو نواس بحفر أخدودٍ عظيم أوقدت فيه النيران، وكان يحرق فيه من لم يتخل منهم عن النصرانيه، وأهلك فيه سيد نجران الحارث بن كعب ومئات الرجال والنساء والأطفال من أولاده وقومه وكان هذا الحدث عام 523 م وهؤلاء هم الذين وصفهم الله في القرآن الكريم بالمؤمنين ولعن أصحاب الأخدود الذين شهدوا المحرقه.
بإسم الله الرحمان الرحم قتل أصحاب الأخدود*النار ذات الوقود*إذ هم عليها قعود*وهم على مايفعلون بـالمؤمنين شهود (صورة البروج).
دعوة الصحابي الجليل خالد بن الوليد الناس إلى الإسلام وإسلامهم
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خالد بن الوليد رضي الله عنه في شهر ربيع الآخر أو جمادى الأولى، سنة عشر للهجرة (10هـ) إلى بني الحارث بن كعب في نجران وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام . فخرج خالد بن الوليد رضي الله عنه حتى قدم عليهم فبعث الركبان يضربون في كل وجه ويدعون إلى الإسلام ويقولون أيها الناس أسلموا تسلموا. فأسلم الناس ودخلوا فيما دعوا إليه فأقام فيهم خالد يعلمهم الإسلام وكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وبذلك أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم إن هم أسلموا ولم يقاتلوا. ثم كتب خالد بن الوليد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً يقول فيه: (السلام عليكم يا رسول الله ورحمة الله وبركته الحمد لله الذي لا إله إلا الحي أما بعد يا رسول الله صلى الله عليك وسلم ، إنك بعثتني إلى بني الحارث بن كعب وأمرتني إذا أتيتهم أن لا أقاتلهم وأن أدعوهم إلى الإسلام فإن هم أسلموا أقمت فيهم وقبلت منهم وعلمتهم معالم الإسلام وكتاب الله وسنة نبيه . وإني قدمت عليهم فدعوتهم إلى الإسلام كما أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعثت فيهم ركباناً، قالوا: يا بني الحارث أسلموا تسلموا، فأسلموا ولم يقاتلوا، وأنا مقيم بين أظهرهم آمرهم بما أمرهم الله به وأنهاهم عما نهاهم الله عنه وأعلمهم معالم الإسلام وسنة النبي صلى الله عليه وسلم حتى يكتب إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. والسلام عليكم يا رسول الله ورحمة الله وبركته)
كتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى خالد بن الوليد يأمره بمجيئه بوفد بني الحارث
فكتب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم (بإسم الله الرحمن الرحم من محمد رسول الله إلى خالد بن الوليد. السلام عليكم و رحمة الله و بركته، الحمد لله الذي لا إله إلا هو الحي . أما بعد فإن كتابك جاءني مع رسولك تخبرني أن بني الحارث بن كعب قد أسلموا وأجابوا إلى ما دعوتهم إليه من الإسلام وشهدوا أنه لا إله إلا الله وأن محمد عبد الله ورسوله وأن قد هداهم الله بهداه فبشرهم وأنذرهم وأقبل وليقبل معك وفدهم والسلام عليكم ورحمة الله وبركته)
قدوم خالد بن الوليد مع وفد بني الحارث على الرسول صلى الله عليه وسلم
فأقبل خالد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل معه وفد بني الحارث بن كعب منهم قيس بن الحصين ذي الغصّة، وزيد بن عبد الديان، وزيد بن المحجل، وعبد الله الزيادي, وشداد بن عبد الله القناني، وعمرو بن عبد الله الضبابي.
حديث وفدهم على الرسول صلى الله عليه وسلم
فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآهم قال: من هؤلاء القوم الذين كأنهم رجال من الهند؟ قيل يا رسول الله هؤلاء رجال بني الحارث بن كعب فلما وقفوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم سلموا عليه وقالوا: نشهد أنه لا إله إلا الله و نشهد أنك رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أشهد أنه لا إله إلا الله وأني رسول الله ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن خالداً كتب إليّ أنكم أسلمتم ولم تقاتلوا،فقال زيد بن عبد الديان: الحمد لله الذي هدانا بك يا رسول الله قال صدقتم. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بم كنتم تغلبون من قاتلكم في الجاهلية يا بني الحارث؟ قالوا: كنا نغلب من قاتلنا يا رسول الله إنّا كنا نجتمع ولا نفترق ولا نبدأ أحداً بظلم قال صدقتم وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على بني الحارث بن كعب قيس بن الحصين. فرجع وفد بني الحارث إلى قومهم في بقية من شوال أو في صدر ذي القعدة فلم يمكثوا بعد أن رجعوا إلى قومهم إلا أربعة أشهر حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ورحم وبارك ورضي وأنعم.
وسبحان الله و سلام على المرسلين و الحمد لله الرحمان الرحم.