بإسم الله الراحم الرحمان السلام عليكم أيها النبي و رحمة الله
عثرت في أحد المواقع المباركة على هذا الكتاب المتضمن لأقوال سيدنا بوعزامة عبد العلي العظيم ابن أبي طالب عليهم السلام و رحمة الله
و نظرا لطول صفحاته و كذلك نظرا للتحريف الذي طاله فإن شاء الله العزيز الكريم سأقوم بمراجعته كلما سمحت لي الظروف بذلك و قل رب احكم بالحق و ربنا الرحمان المستعان على ما تصفون .
إياكم و الفحش فإن الله لا يحب الفحش و إياكم و الشح فإنه أهلك من كان قبلكم هو الذي سفك دماء الرجال و هو الذي قطع أرحامهم فاجتنبوه ..
1 كان كثيرا ما يقول إذا فرغ من صلاة ليلة القدر أشهد أن السماء و الأرض آيات تدل عليك و شواهد تشهد بما إليه دعوت كل ما يؤدي عنك الحجة و يشهد لك بالربوبية موسوم بآثار نعمتك و معالم تدبيرك علوت بها عن خلقك فأوصلت إلى القلوب من معرفتك ما آنسها من وحشة الفكر و كفاها رجم الاحتجاج فهي مع معرفتها بك و ولهها إليك شاهدة بأنك لا تأخذك الأوهام و لا تدركك إلا العقول و الأبصار أعوذ بك أن أشير بقلبي أو لساني أو يدي إلى غيرك لا إله إلا أنت الواحد القهار و نحن مسلمون
2 إلهي كفاني فخرا أن تكون لي ربا و كفاني عزا أن أكون لك عبدا أنت كما أريد فاجعلني كما تريد
3 ما خاف امرؤ عدل في حكمه و أطعم من قوته و ذخر من دنياه لآخرته
4 أفضل على من شئت تكن أميره و استغن عمن شئت تكن نظيره و احتاج إلى من شئت تكن أسيره
5 لولا ضعف اليقين ما كان لنا أن نشكو محنة يسيرة نرجو في العاجل سرعة زوالها و في الآجل عظيم ثوابها بين أضعاف نعم لو اجتمع أهل السماوات و الأرض على إحصائها ما وفوا بها فضلا عن القيام بشكرها
6 من علامات المأمون على دين الله بعد الإقرار و العمل الحزم في أمره و الصدق في قوله و العدل في حكمه و الشفقة على رعيته لا تخرجه القدرة إلى خرق و لا اللين إلى ضعف و لا تمنعه العزة من كرم عفو و لا يدعوه العفو إلىإضاعة حق و لا يدخله الإعطاء في سرف و لا يتخطى به القصد إلى بخل و لا تأخذه نعم الله ببطر
7 الفسق نجاسة في الهمة و كلب في الطبيعة
8 قلوب الجهال تستفزها الأطماع و ترتهن بالأماني و تتعلق بالخدائع و كثرة الصمت زمام اللسان و حسم الفطنة و إماطة الخاطر و عذاب الحس
9 عداوة الضعفاء للأقوياء و السفهاء للحلماء و الأشرار للأخيار طبع لا يستطاع تغييره
10 العقل في القلب و الرحمة في الكبد و التنفس في الرئة
11 إذا أراد الله بعبد خيرا حال بينه و بين شهوته و حجز بينه و بين قلبه و إذا أراد به شرا وكله إلى نفسه
12 الصبر مطية لا تكبو و القناعة سيف لا ينبو
13 رحم الله عبدا اتقى ربه و ناصح نفسه و قدم توبته و غلب شهوته فإن أجله مستور عنه و أمله خادع له
14 مر بمقبرة فقال السلام عليكم يا أهل الديار الموحشة و المحال المقفرة من المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات و رحمة الله و بركته أنتم لنا فرط و نحن لكم تبع نزوركم عما قليل و نلحق بكم بعد زمان قصير اللهم اغفر لنا و لهم و تجاوز عنا و عنهم برحمتك يا أرحم الراحمين
[ 257 ]
الحمد لله الذي جعل لنا الأرض و الحمد لله الذي منها خلقنا و عليها ممشانا و فيها معاشنا و إليها يعيدنا طوبى لمن ذكر المعاد و قنع بالكفاف و أعد للحساب
15 إنكم مخلوقون اقتدارا و مربوبون اقتسارا و مضمنون أجداثا و كائنون رفاتا و مبعوثون أفرادا و مدينون حسابا فرحم الله امرأ اقترف فاعترف و وجل فعقل و حاذر فبادر و عمر فاعتبر و حذر فازدجر و أجاب فأناب و راجع فتاب و اقتدى فاحتذى و تأهب للمعاد و استظهر بالزاد ليوم رحيله و وجه سبيله و لحال حاجته و موطن فاقته فقدم أمامه لدار مقامه فمهدوا لأنفسكم على عافية الأبدان و فسحة الأعمار فهل ينتظر أهل غضارة الشباب إلا حواني الهرم و أهل بضاضة الصحة إلا نوازل السقم و أهل مدة البقاء إلا مفاجأة الفناء و اقتراب الفوت و مشارفة الانتقال و إشفاء الزوال و حفز الأنين و رشح الجبين و امتداد العرنين و علز القلق و قيظ الرمق و شدة المضض و غصص الجرض
16 ثلاث منجيات خشية الله في السر و العلانية و القصد في الفقر و الغنى و العدل في الغضب و الرضا
[ 258 ]
17 إياكم و الفحش فإن الله لا يحب الفحش و إياكم و الشح فإنه أهلك من كان قبلكم هو الذي سفك دماء الرجال و هو الذي قطع أرحامها فاجتنبوه
18 إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث صدقة جارية و علم ينتفع به الناس و ولد صالح يدعو له
19 إذا فعلت كل شيء فكن كمن لم يفعل شيئا
20 سأله رجل فقال بما ذا أسوء عدوي فقال بأن تكون على غاية الفضائل لأنه إن كان يسوءه أن يكون لك فرس فاره أو كلب صيود فهو لأن تذكر بالجميل و ينسب إليك أشد مساءة له .
21 إذا قذفت بشيء فلا تتهاون به و إن كان كذبا بل تحرز من طرق القذف جهدك فإن القول و إن لم يثبت يوجب ريبة و شكا
22 عدم الأدب سبب كل شر
23 الجهل بالفضائل عدل الموت
24 ما أصعب على من استعبدته الشهوات أن يكون فاضلا
25 من لم يقهر حسده كان جسده قبرا لنفسه
26 احمد من يغلظ عليك و يعظك لا من يزكيك و يتملقك
27 اختر أن تكون مغلوبا و أنت منصف و لا تختر أن تكون غالبا و أنت ظالم
28 لا تهضمن محاسنك بالفخر و التكبر
29 لا تنفك المدنية من شر حتى يجتمع مع قوة السلطان قوة دينه و قوة حكمته
[ 259 ]
30 إذا أردت أن تحمد فلا يظهر منك حرص على الحمد
31 من كثر همه سقم بدنه و من ساء خلقه عذب نفسه و من لاحى الرجال سقطت مروءته و ذهبت كرامته و أفضل إيمان العبد أن يعلم أن الله معه حيث كان
32 كن ورعا عن المحارم تكن أعبد الناس و ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس و أحسن جوار من جاورك تكن مؤمنا و أحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما و لا تكثرن الضحك فإن كثرته تميت القلب و أخرس لسانك و اجلس في بيتك و ابك على خطيئتك
33 إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه و لا يرد القدر إلا الدعاء و لا يزيد في العمر إلا البر و لا يزول قدم ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه و عن شبابه فيم أبلاه و عن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه و عما عمل فيما علم
34 في التجارب علم مستأنف و الاعتبار يفيدك الرشاد و كفاك أدبا لنفسك ما كرهته من غيرك و عليك لأخيك مثل الذي عليه لك
35 الغضب يثير كامن الحقد و من عرف الأيام لم يغفل الاستعداد و من أمسك عن الفضول عدلت رأيه العقول
36 اسكت و استر تسلم و ما أحسن العلم يزينه العمل و ما أحسن العمل يزينه الرفق
37 أكبر الفخر ألا تفخر
38 ما أصعب اكتساب الفضائل و أيسر إتلافها
39 لا تنازع جاهلا و لا تشايع مائقا و لا تعادي مسلطا
40 الموت راحة للشيخ الفاني من العمل و للشاب السقيم من السقم و للغلام
[ 260 ]
الناشئ من استقبال الكد و الجمع لغيره و لمن ركبه الدين لغرمائه و للمطلوب بالوتر و هو في جملة الأمر أمنية كل ملهوف مجهود
41 ما كنت كاتمه صديقك من سر فلا تطلعن عليه عدوك و اعرف قدرك يستعل أمرك و كفى ما مضى مخبرا عما بقي
42 لا تعدن عدة تحقرها قلة الثقة بنفسك و لا يغرنك المرتقى السهل إذا كان المنحدر وعرا
43 اتق العواقب عالما بأن للأعمال جزاء و أجرا و احذر تبعات الأمور بتقديم الحزم فيها
44 من استرشد غير العقل أخطأ منهاج الرأي و من أخطأته وجوه المطالب خذلته الحيل و من أخل بالصبر أخل به حسن العاقبة فإن الصبر قوة من قوى العقل و بقدر مواد العقل و قوتها يقوى الصبر
45 الخطأ في إعطاء من لا يبتغي و منع من يبتغي واحد
46 العشق مرض ليس فيه أجر و لا عوض
47 أعظم الخطايا عند الله اللسان الكذوب و قائل كلمة الزور و من يمد بحبلها في الإثم سواء
48 الخصومة تمحق الدين
49 الجهاد ثلاثة جهاد باليد و جهاد باللسان و جهاد بالقلب فأول ما يغلب عليه من الجهاد يدك ثم لسانك ثم يصير إلى القلب فإن كان لا يعرف معروفا و لا ينكر منكرا نكس فجعل أعلاه أسفله
[ 261 ]
50 ما أنعم الله على عبد نعمة فشكرها بقلبه إلا استوجب المزيد عليها قبل ظهورها على لسانه
51 الحاجة مسألة و الدعاء زيادة و الحمد شكر و الندم توبة
52 لن و احلم تنبل و لا تكن معجبا فتمقت و تمتهن
53 ما لي أرى الناس إذا قرب إليهم الطعام ليلا تكلفوا إنارة المصابيح ليبصروا ما يدخلون بطونهم و لا يهتمون بغذاء النفس بأن ينيروا مصابيح ألبابهم بالعلم ليسلموا من لواحق الجهالة و الذنوب في اعتقاداتهم و أعمالهم
54 الفقر هو أصل حسن سياسة الناس و ذلك أنه إذا كان من حسن السياسة أن يكون بعض الناس يسوس و بعضهم يساس و كان من يساس لا يستقيم أن يساس من غير أن يكون فقيرا محتاجا فقد تبين أن الفقر هو السبب الذي به يقوم حسن السياسة
55 لا تتكلم بين يدي أحد من الناس دون أن تسمع كلامه و تقيس ما في نفسك من العلم إلى ما في نفسه فإن وجدت ما في نفسه أكثر فحينئذ ينبغي لك أن تروم زيادة الشيء الذي به يفضل على ما عندك
56 إذا كان اللسان آلة لترجمة ما يخطر في النفس فليس ينبغي أن تستعمله فيما لم يخطر فيها
57 إذا كان الآباء هم السبب في الحياة فمعلمو الحكمة و الدين هم السبب في جودتها
58 و شكا إليه رجل تعذر الرزق فقال مه لا تجاهد الرزق جهاد المغالب و لا تتكل على القدر اتكال المستسلم فإن ابتغاء الفضل من السنة و الإجمال
[ 262 ]
في الطلب من العفة و ليست العفة دافعة رزقا و لا الحرص جالبا فضلا لأن الرزق مقسوم و في شدة الحرص اكتساب المآثم
59 إذا استغنيت عن شيء فدعه و خذ ما أنت محتاج إليه
60 العمر أقصر من أن تعلم كل ما يحسن بك علمه فتعلم الأهم فالأهم
61 من رضي بما قسم له استراح قلبه و بدنه
62 أبعد ما يكون العبد من الله إذا كان همه بطنه و فرجه
67 أوثق سلم يتسلق عليه إلى الله تعالى أن يكون خيرا
68 ليس الموسر من كان يساره باقيا عنده زمانا يسيرا و كان يمكن أن يغتصبه غيره منه و لا يبقى بعد موته له لكن اليسار على الحقيقة هو الباقي دائما عند مالكه و لا يمكن أن يؤخذ منه و يبقى له بعد موته و ذلك هو الحكمة
69 الشرف اعتقاد المنن في أعناق الرجال
[ 263 ]
70 يضر الناس أنفسهم في ثلاثة أشياء الإفراط في الأكل اتكالا على الصحة و تكلف حمل ما لا يطاق اتكالا على القوة و التفريط في العمل اتكالا على القدر
71 أحزم الناس من ملك جده هزله و قهر رأيه هواه و أعرب عن ضميره فعله و لم يخدعه رضاه عن حظه و لا غضبه عن كيده
72 من لم يصلح خلائقه لم ينفع الناس تأديبه
73 من اتبع هواه ضل و من حاد ساد و خمود الذكر أجمل من ذميم الذكر
74 لهب الشوق أخف محملا من مقاساة الملالة
75 بالرفق تنال الحاجة و بحسن التأني تسهل المطالب
76 عزيمة الصبر تطفئ نار الهوى و نفي العجب يؤمن به كيد الحساد
77 ما شيء أحق بطول سجن من لسان
78 لا نذر في معصية و لا يمين في قطيعة
79 لكل شيء ثمرة و ثمرة المعروف تعجيل السراح
80 إياكم و الكسل فإنه من كسل لم يؤد لله حقا
81 احسبوا كلامكم من أعمالكم و أقلوه إلا في الخير
82 أحسنوا صحبة النعم فإنها تزول و تشهد على صاحبها بما عمل فيها
83 أكثروا ذكر الموت و يوم خروجكم من قبوركم و يوم وقوفكم بين يد الله عز و جل يهن عليكم المصاب
[ 264 ]
84 بحسب مجاهدة النفوس و ردها عن شهواتها و منعها عن مصافحة لذاتها و منع ما أدت إليه العيون الطامحة من لحظاتها تكون المثوبات و العقوبات و الحازم من ملك هواه فكان بملكه له قاهرا و لما قدحت الأفكار من سوء الظنون زاجرا فمتى لم ترد النفس عن ذلك هجم عليها الفكر بمطالبة ما شغفت به فعند ذلك تأنس بالآراء الفاسدة و الأطماع الكاذبة و الأماني المتلاشية و كما أن البصر إذا اعتل رأى أشباحا و خيالات لا حقيقة لها كذلك النفس إذا اعتلت بحب الشهوات و انطوت على قبيح الإرادات رأت الآراء الكاذبة فإلى الله سبحانه نرغب في إصلاح ما فسد من قلوبنا و به نستعين على إرشاد نفوسنا فإن القلوب بيده يصرفها كيف شاء
85 لا تؤاخين الفاجر فإنه يزين لك فعله و يود لو أنك مثله و يحسن لك أقبح خصاله و مدخله و مخرجه من عندك شين و عار و نقص و لا الأحمق فإنه يجهد لك نفسه و لا ينفعك و ربما أراد أن ينفعك فضرك سكوته خير لك من نطقه و بعده خير لك من قربه و موته خير لك من حياته و لا الكذاب فإنه لا ينفعك معه شيء ينقل حديثك و ينقل الحديث إليك حتى إنه ليحدث بالصدق فلا يصدق
86 ما استقصى كريم قط قال تعالى في وصف نبيه عَرَّفَ بَعْضَهُ وَ أَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ
87 رب كلمة يخترعها حليم مخافة ما هو شر منها و كفى بالحلم ناصرا
88 من جمع ست خصال لم يدع للجنة مطلبا و لا عن النار مهربا من عرف الله فأطاعه و عرف الطاغوت فعصاه و عرف الحق فاتبعه و عرف الباطل فاتقاه و عرف الدنيا فرفضها و عرف الآخرة فطلبها
[ 265 ]
89 من استحيا من الناس و لم يستحي من نفسه فليس لنفسه عند نفسه قدر
90 غاية الأدب أن يستحي الإنسان من نفسه
91 البلاغة النصر بالحجة و المعرفة بمواضع الفرصة و من البصر بالحجة أن تدع الإفصاح بها إلى الكناية عنها إذا كان الإفصاح أوعر طريقة و كانت الكناية أبلغ في الدرك و أحق بالظفر
92 إياك و الشهوات و ليكن مما تستعين به على كفها علمك بأنها ملهية لعقلك مهجنة لرأيك شائنة لغرضك شاغلة لك عن معاظم أمورك مشتدة بها التبعة عليك في آخرتك إنما الشهوات لعب فإذا حضر اللعب غاب الجد و لن يقام الدين و تصلح الدنيا إلا بالجد فإذا نازعتك نفسك إلى اللهو و اللذات فاعلم أنها قد نزعت بك إلى شر منزع و أرادت بك أفضح الفضوح فغالبها مغالبة ذلك و امتنع منها امتناع ذلك و ليكن مرجعك منها إلى الحق فإنك مهما تترك من الحق لا تتركه إلا إلى الباطل و مهما تدع من الصواب لا تدعه إلا إلى الخطإ فلا تداهنن هواك في اليسير فيطمع منك في الكثير و ليس شيء مما أوتيت فاضلا عما يصلحك و ليس لعمرك و إن طال فضل عما ينوبك من الحق اللازم لك و لا بمالك و إن كثر فضل عما يجب عليك فيه و لا بقوتك و إن تمت فضل عن أداء حق الله عليك و لا برأيك و إن حزم فضل عما لا تعذر بالخطإ فيه فليمنعنك علمك بذلك من أن تطيل لك عمرا في غير نفع أو تضيع لك مالا في غير حق أو أن تصرف لك قوة في غير عبادة أو تعدل لك رأيا في غير رشد
[ 266 ]
فالحفظ الحفظ لما أوتيت فإن بك إلى صغير ما أوتيت الكثير منه أشد الحاجة و عليك بما أضعته منه أشد الرزية و لا سيما العمر الذي كل منفذ سواه مستخلف و كل ذاهب بعده مرتجع فإن كنت شاغلا نفسك بلذة فلتكن لذتك في محادثة العلماء و درس كتبهم فإنه ليس سرورك بالشهوات بالغا منك مبلغا إلا و إكبابك على ذلك و نظرك فيه بالغه منك غير أن ذلك يجمع إلى عاجل السرور تمام السعادة و خلاف ذلك يجمع إلى عاجل الغي و خامة العاقبة و قديما قيل أسعد الناس أدركهم لهواه إذا كان هواه في رشده فإذا كان هواه في غير رشده فقد شقي بما أدرك منه و قديما قيل عود نفسك الجميل فباعتيادك إياه يعود لذيذا
93 وكل ثلاث بثلاث الرزق بالحمق و الحرمان بالعقل و البلاء بالمنطق ليعلم ابن آدم أن ليس له من الأمر شيء
94 ثلاثة إن لم تظلمهم ظلموك عبدك و زوجتك و ابنك و قد روينا هذه الكلمة لعمر فيما تقدم
95 للمنافقين علامات يعرفون بها تحيتهم لعنة و طعامهم تهمة و غنيمتهم غلول لا يعرفون المساجد إلا هجرا و لا يأتون الصلاة إلا دبرا مستكبرون لا يألفون و لا يؤلفون خشب بالليل صخب بالنهار
[ 267 ]
96 الحسد حزن لازم و عقل هائم و نفس دائم و النعمة على المحسود نعمة و هي على الحاسد نقمة
97 يا حملة العلم أ تحملونه فإنما العلم لمن علم ثم عمل و وافق عمله علمه و سيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم تخالف سريرتهم علانيتهم و يخالف عملهم علمهم يقعدون حلقا فيباهي بعضهم بعضا حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله سبحانه
98 تعلموا العلم صغارا تسودوا به كبارا تعلموا العلم و لو لغير الله فإنه سيصير لله العلم ذكر لا يحبه إلا ذكر من الرجال
99 ليس شيء أحسن من عقل زانه علم و من علم زانه حلم و من حلم زانه صدق و من صدق زانه رفق و من رفق زانه تقوى إن ملإك العقل و مكارم الأخلاق صون العرض و الجزاء بالفرض و الأخذ بالفضل و الوفاء بالعهد و الإنجاز للوعد و من حاول أمرا بالمعصية كان أقرب إلى ما يخاف و أبعد مما يرجو
100 إذا جرت المقادير بالمكاره سبقت الآفة إلى العقل فحيرته و أطلقت الألسن بما فيه تلف الأنفس
101 لا تصحبوا الأشرار فإنهم يمنون عليكم بالسلامة منهم
102 لا تقسروا أولادكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم
103 لا تطلب سرعة العمل و اطلب تجويده فإن الناس لا يسألون في كم فرغ من العمل إنما يسألون عن جودة صنعته
104 ليس كل ذي عين يبصر و لا كل ذي أذن يسمع فتصدقوا على أولي العقول الزمنة و الألباب الحائرة بالعلوم التي هي أفضل صدقاتكم ثم تلا إِنَّ اَلَّذِينَ
[ 268 ]
يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ اَلْبَيِّناتِ وَ اَلْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي اَلْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ . . . اَللاَّعِنُونَ
105 من أتت عليه الأربعون من السنين قيل له خذ حذرك من حلول المقدور فإنك غير معذور و ليس أبناء الأربعين بأحق بالحذر من أبناء العشرين فإن طالبهما واحد و ليس عن الطلب براقد و هو الموت فاعمل لما أمامك من الهول و دع عنك زخرف القول
106 سئل عن القدر فقال أقصر أم أطيل قيل بل تقصر فقال جل الله أن يريد الفحشاء و عز عن أن يكون له في الملك إلا ما يشاء
107 من علم أنه يفارق الأحباب و يسكن التراب و يواجه الحساب و يستغني عما ترك و يفتقر إلى ما قدم كان حريا بقصر الأمل و طول العمل
108 المؤمن لا تختله كثرة المصائب و تواتر النوائب عن التسليم لربه و الرضا بقضائه كالحمامة التي تؤخذ فراخها من وكرها ثم تعود إليه
109 ما مات من أحيا علما و لا افتقر من ملك فهما
110 العلم صبغ النفس و ليس يفوق صبغ الشيء حتى ينظف من كل دنس
111 اعلم أن الذي مدحك بما ليس فيك إنما هو مخاطب غيرك و ثوابه و جزاؤه قد سقطا عنك
112 إحسانك إلى الحر يحركه على المكافأة و إحسانك إلى النذل يبعثه على معاودة المسألة
[ 269 ]
113 الأشرار يتتبعون مساوئ الناس و يتركون محاسنهم كما يتتبع الذباب المواضع الفاسدة
114 موت الرؤساء أسهل من رئاسة السفلة
115 ينبغي لمن ولي أمر قوم أن يبدأ بتقويم نفسه قبل أن يشرع في تقويم رعيته و إلا كان بمنزلة من رام استقامة ظل العود قبل أن يستقيم ذلك العود
116 إذا قوي الوالي في عمله حركته ولايته على حسب ما هو مركوز في طبعه من الخير و الشر
117 ينبغي للوالي أن يعمل بخصال ثلاث تأخير العقوبة منه في سلطان الغضب و الأناة فيما يرتئيه من رأي و تعجيل مكافأة المحسن بالإحسان فإن في تأخير العقوبة إمكان العفو و في تعجيل المكافأة بالإحسان طاعة الرعية و في الأناة انفساح الرأي و حمد العاقبة و وضوح الصواب
118 من حق العالم على المتعلم ألا يكثر عليه السؤال و لا يعنته في الجواب و لا يلح عليه إذا كسل و لا يفشي له سرا و لا يغتاب عنده أحدا و لا يطلب عثرته فإذا زل تأنيت أوبته و قبلت معذرته و أن تعظمه و توقره ما حفظ أمر الله و عظمه و ألا تجلس أمامه و إن كانت له حاجة سبقت غيرك إلى خدمته فيها و لا تضجرن من صحبته فإنما هو بمنزلة النخلة ينتظر متى يسقط عليك منها منفعة و خصه بالتحية و احفظ شاهده و غائبة و ليكن ذلك كله لله عز و جل فإن العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد في سبيل الله و إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف منه و طالب العلم تشيعه الملائكة حتى يرجع
[ 270 ]
119 وصول معدم خير من جاف مكثر و من أراد أن ينظر ما له عند الله فلينظر ما لله عنده
120 لقد سبق إلى جنات عدن أقوام ما كانوا أكثر الناس صلاة و لا صياما و لا حجا و لا اعتمارا و لكن عقلوا عن الله أمره فحسنت طاعتهم و صح ورعهم و كمل يقينهم ففاقوا غيرهم بالحظوة و رفيع المنزلة
121 ما من عبد إلا و معه ملك يقيه ما لم يقدر له فإذا جاء القدر خلاه و إياه
122 إن الله أدب نبيه بقوله خُذِ اَلْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ اَلْجاهِلِينَ فلما علم أنه قد تأدب قال له وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ فلما استحكم له من رسوله ما أحب قال وَ ما آتاكُمُ رسول الله فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا
123 كنت أنا و العباس و عمر نتذاكر المعروف فقلت أنا خير المعروف ستره و قال العباس خيره تصغيره و قال عمر خيره تعجيله فخرج علينا رسول الله فقال فيم أنتم فذكرنا له فقال خيره أن يكون هذا كله فيه
124 العفو يفسد من اللئيم بقدر ما يصلح من الكريم
125 إذا خبث الزمان كسدت الفضائل و ضرت و نفقت الرذائل و نفعت و كان خوف الموسر أشد من خوف المعسر
126 انظر إلى المتنصح إليك فإن دخل من حيث يضار الناس فلا تقبل
[ 271 ]
نصيحته و تحرز منه و إن دخل من حيث العدل و الصلاح فاقبلها منه
127 أعداء الرجل قد يكونوا أنفع من إخوانه لأنهم يهدون إليه عيوبه فيتجنبها و يخاف شماتتهم به فيضبط نعمته و يتحرز من زوالها بغاية طوقه
128 المرآة التي ينظر الإنسان فيها إلى أخلاقه هي الناس لأنه يرى محاسنه من أوليائه منهم و مساويه من أعدائه فيهم
129 انظر وجهك كل وقت في المرآة فإن كان حسنا فاستقبح أن تضيف إليه فعلا قبيحا و تشينه به و إن كان قبيحا فاستقبح أن تجمع بين قبحين
130 موقع الصواب من الجهال مثل موقع الخطإ من العلماء
131 ذك قلبك بالأدب كما تذكى النار بالحطب
132 كفر النعمة لؤم و صحبة الجاهل شؤم
133 عاديت من ماريت
134 لا تصرم أخاك على ارتياب و لا تقطعه دون استعتاب
135 خير المقال ما صدقه الفعال
136 إذا لم ترزق غنى فلا تحرمن تقوى
137 من عرف الدنيا لم يحزن للبلوى
138 دع الكذب تكرما إن لم تدعه تأثما
139 الدنيا طواحة طراحة فضاحة آسية جراحة
140 الدنيا جمة المصائب مرة المشارب لا تمتع صاحبا بصاحب
141 المعتذر من غير ذنب يوجب على نفسه الذنب
[ 272 ]
142 من كسل لم يؤد حقا
143 كثرة الجدال تورث الشك
144 خير القلوب أوعاها
145 الحياء لباس سابغ و حجاب مانع و ستر من المساوئ واق و حليف للدين و موجب للمحبة و عين كالئة تذود عن الفساد و تنهى عن الفحشاء و العجلة في الأمور مكسبة للمذلة و زمام للندامة و سلب للمروءة و شين للحجى و دليل على ضعف العقيدة
146 إذا بلغ المرء من الدنيا فوق قدره تنكرت للناس أخلاقه
147 لا تصحب الشرير فإن طبعك يسرق من طبعه شرا و أنت لا تعلم
148 موت الصالح راحة لنفسه و موت الطالح راحة للناس
149 ينبغي للعاقل أن يتذكر عند حلاوة الغذاء مرارة الدواء
150 إن حسدك أخ من إخوانك على فضيلة ظهرت منك فسعى في مكروهك فلا تقابله بمثل ما كافحك به فتعذر نفسه في الإساءة إليك و تشرع له طريقا إلى ما يحبه فيك لكن اجتهد في التزيد من تلك الفضيلة التي حسدك عليها فإنك تسوءه من غير أن توجده حجة عليك
151 إذا أردت أن تعرف طبع الرجل فاستشره فإنك تقف من مشورته على عدله و جوره و خيره و شره
152 يجب عليك أن تشفق على ولدك أكثر من إشفاقه عليك
153 زمان الجائر من السلاطين و الولاة أقصر من زمان العادل لأن الجائر مفسد و العادل مصلح و إفساد الشيء أشرع من إصلاحه
[ 273 ]
154 إذا خدمت رئيسا فلا تلبس مثل ثوبه و لا تركب مثل مركوبه و لا تستخدم كخدمه فعساك تسلم منه
155 لا تحدث بالعلم السفهاء فيكذبوك و لا الجهال فيستثقلوك و لكن حدث به من يتلقاه من أهله بقبول و فهم يفهم عنك ما تقول و يكتم عليك ما يسمع فإن لعلمك عليك حقا كما أن عليك في مالك حقا بذله لمستحقه و منعه عن غير مستحقه
156 اليقين فوق الإيمان و الصبر فوق اليقين و من أفرط رجاؤه غلبت الأماني على قلبه و استعبدته
157 إياك و صاحب السوء فإنه كالسيف كالمسلول يروق منظره و يقبح أثره
158 يا ابن آدم احذر الموت في هذه الدار قبل أن تصير إلى دار تتمنى الموت فيها فلا تجده
159 من أخطأه سهم المنية قيده الهرم
160 من سمع بفاحشة فأبداها كان كمن أتاها
161 العاقل من اتهم رأيه و لم يثق بما سولته له نفسه
162 من سامح نفسه فيما يحب أتعبها فيما لا يحب
163 كفى ما مضى مخبرا عما بقي و كفى عبرا لذوي الألباب ما جربوا
164 أمر لا تدري متى يغشاك ما يمنعك أن تستعد له قبل أن يفجأك
[ 274 ]
165 ليس في البرق الخاطف مستمتع لمن يخوض في الظلمة
166 إذا أعجبك ما يتواصفه الناس من محاسنك فانظر فيما بطن من مساوئك و لتكن معرفتك بنفسك أوثق عندك من مدح المادحين لك
167 من مدحك بما ليس فيك من الجميل و هو راض عنك ذمك بما ليس فيك من القبيح و هو ساخط عليك
168 إذا تشبه صاحب الرياء بالمخلصين في الهيئة كان مثل الوارم الذي يوهم الناس أنه سمين فيظن الناس ذلك فيه و هو يستر ما يلقى من الألم التابع للورم
169 إذا قويت نفس الإنسان انقطع إلى الرأي و إذ ضعفت انقطع إلى البخت
170 الرغبة إلى الكريم تحركه على البذل و إلى الخسيس تغريه بالمنع
171 خيار الناس يترفعون عن ذكر معايب الناس و يتهمون المخبر بها و يأثرون الفضائل و يتعصبون لأهلها و يستعرضون مآثر الرؤساء و إفضالهم عليهم و يطالبون أنفسهم بالمكافأة عليها و حسن الرعاية لها
172 لكل شيء قوت و أنتم قوت الهوام و من مشى على ظهر الأرض فإن مصيره إلى بطنها
173 من كرم المرء بكاؤه على ما مضى من زمانه و حنينه إلى أوطانه و حفظه قديم إخوانه
[ 275 ]
174 و من دعائه اللهم إن كنا قد قصرنا عن بلوغ طاعتك فقد تمسكنا من طاعتك بأحبها إليك لا إله إلا أنت
175 أصابت الدنيا من أمنها و أصاب الدنيا من حذرها
176 و وقف على قوم أصيبوا بمصيبة فقال إن تجزعوا فحق الرحم بلغتم و إن تصبروا فحق الله أديتم
177 مكارم الأخلاق عشر خصال السخاء و الحياء و الصدق و أداء الأمانة و التواضع و الغيرة و الشجاعة و الحلم و الصبر و الشكر
178 من أداء الأمانة المكافأة على الصنيعة لأنها كالوديعة عندك
179 الخير النفس تكون الحركة في الخير عليه سهلة متيسرة و الحركة في الإضرار عسرة بطيئة و الشرير بالضد من ذلك
180 البخلاء من الناس يكون تغافلهم عن عظيم الجرم أسهل عليهم من المكافأة على يسير الإحسان
181 مثل الإنسان الحصيف مثل الجسم الصلب الكثيف يسخن بطيئا و تبرد تلك السخونة بأطول من ذلك الزمان
182 ثلاثة يرحمون عاقل يجري عليه حكم جاهل و ضعيف في يد ظالم قوي و كريم قوم احتاج إلى لئيم
183 من صحب السلطان وجب أن يكون معه كراكب البحر إن سلم بجسمه من الغرق لم يسلم بقلبه من الفرق
و سبحان الله و السلام و رحمة الله على رسل الله و الحمد لله و الشكر لله الراحم الرحمان .
عثرت في أحد المواقع المباركة على هذا الكتاب المتضمن لأقوال سيدنا بوعزامة عبد العلي العظيم ابن أبي طالب عليهم السلام و رحمة الله
و نظرا لطول صفحاته و كذلك نظرا للتحريف الذي طاله فإن شاء الله العزيز الكريم سأقوم بمراجعته كلما سمحت لي الظروف بذلك و قل رب احكم بالحق و ربنا الرحمان المستعان على ما تصفون .
إياكم و الفحش فإن الله لا يحب الفحش و إياكم و الشح فإنه أهلك من كان قبلكم هو الذي سفك دماء الرجال و هو الذي قطع أرحامهم فاجتنبوه ..
1 كان كثيرا ما يقول إذا فرغ من صلاة ليلة القدر أشهد أن السماء و الأرض آيات تدل عليك و شواهد تشهد بما إليه دعوت كل ما يؤدي عنك الحجة و يشهد لك بالربوبية موسوم بآثار نعمتك و معالم تدبيرك علوت بها عن خلقك فأوصلت إلى القلوب من معرفتك ما آنسها من وحشة الفكر و كفاها رجم الاحتجاج فهي مع معرفتها بك و ولهها إليك شاهدة بأنك لا تأخذك الأوهام و لا تدركك إلا العقول و الأبصار أعوذ بك أن أشير بقلبي أو لساني أو يدي إلى غيرك لا إله إلا أنت الواحد القهار و نحن مسلمون
2 إلهي كفاني فخرا أن تكون لي ربا و كفاني عزا أن أكون لك عبدا أنت كما أريد فاجعلني كما تريد
3 ما خاف امرؤ عدل في حكمه و أطعم من قوته و ذخر من دنياه لآخرته
4 أفضل على من شئت تكن أميره و استغن عمن شئت تكن نظيره و احتاج إلى من شئت تكن أسيره
5 لولا ضعف اليقين ما كان لنا أن نشكو محنة يسيرة نرجو في العاجل سرعة زوالها و في الآجل عظيم ثوابها بين أضعاف نعم لو اجتمع أهل السماوات و الأرض على إحصائها ما وفوا بها فضلا عن القيام بشكرها
6 من علامات المأمون على دين الله بعد الإقرار و العمل الحزم في أمره و الصدق في قوله و العدل في حكمه و الشفقة على رعيته لا تخرجه القدرة إلى خرق و لا اللين إلى ضعف و لا تمنعه العزة من كرم عفو و لا يدعوه العفو إلىإضاعة حق و لا يدخله الإعطاء في سرف و لا يتخطى به القصد إلى بخل و لا تأخذه نعم الله ببطر
7 الفسق نجاسة في الهمة و كلب في الطبيعة
8 قلوب الجهال تستفزها الأطماع و ترتهن بالأماني و تتعلق بالخدائع و كثرة الصمت زمام اللسان و حسم الفطنة و إماطة الخاطر و عذاب الحس
9 عداوة الضعفاء للأقوياء و السفهاء للحلماء و الأشرار للأخيار طبع لا يستطاع تغييره
10 العقل في القلب و الرحمة في الكبد و التنفس في الرئة
11 إذا أراد الله بعبد خيرا حال بينه و بين شهوته و حجز بينه و بين قلبه و إذا أراد به شرا وكله إلى نفسه
12 الصبر مطية لا تكبو و القناعة سيف لا ينبو
13 رحم الله عبدا اتقى ربه و ناصح نفسه و قدم توبته و غلب شهوته فإن أجله مستور عنه و أمله خادع له
14 مر بمقبرة فقال السلام عليكم يا أهل الديار الموحشة و المحال المقفرة من المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات و رحمة الله و بركته أنتم لنا فرط و نحن لكم تبع نزوركم عما قليل و نلحق بكم بعد زمان قصير اللهم اغفر لنا و لهم و تجاوز عنا و عنهم برحمتك يا أرحم الراحمين
[ 257 ]
الحمد لله الذي جعل لنا الأرض و الحمد لله الذي منها خلقنا و عليها ممشانا و فيها معاشنا و إليها يعيدنا طوبى لمن ذكر المعاد و قنع بالكفاف و أعد للحساب
15 إنكم مخلوقون اقتدارا و مربوبون اقتسارا و مضمنون أجداثا و كائنون رفاتا و مبعوثون أفرادا و مدينون حسابا فرحم الله امرأ اقترف فاعترف و وجل فعقل و حاذر فبادر و عمر فاعتبر و حذر فازدجر و أجاب فأناب و راجع فتاب و اقتدى فاحتذى و تأهب للمعاد و استظهر بالزاد ليوم رحيله و وجه سبيله و لحال حاجته و موطن فاقته فقدم أمامه لدار مقامه فمهدوا لأنفسكم على عافية الأبدان و فسحة الأعمار فهل ينتظر أهل غضارة الشباب إلا حواني الهرم و أهل بضاضة الصحة إلا نوازل السقم و أهل مدة البقاء إلا مفاجأة الفناء و اقتراب الفوت و مشارفة الانتقال و إشفاء الزوال و حفز الأنين و رشح الجبين و امتداد العرنين و علز القلق و قيظ الرمق و شدة المضض و غصص الجرض
16 ثلاث منجيات خشية الله في السر و العلانية و القصد في الفقر و الغنى و العدل في الغضب و الرضا
[ 258 ]
17 إياكم و الفحش فإن الله لا يحب الفحش و إياكم و الشح فإنه أهلك من كان قبلكم هو الذي سفك دماء الرجال و هو الذي قطع أرحامها فاجتنبوه
18 إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث صدقة جارية و علم ينتفع به الناس و ولد صالح يدعو له
19 إذا فعلت كل شيء فكن كمن لم يفعل شيئا
20 سأله رجل فقال بما ذا أسوء عدوي فقال بأن تكون على غاية الفضائل لأنه إن كان يسوءه أن يكون لك فرس فاره أو كلب صيود فهو لأن تذكر بالجميل و ينسب إليك أشد مساءة له .
21 إذا قذفت بشيء فلا تتهاون به و إن كان كذبا بل تحرز من طرق القذف جهدك فإن القول و إن لم يثبت يوجب ريبة و شكا
22 عدم الأدب سبب كل شر
23 الجهل بالفضائل عدل الموت
24 ما أصعب على من استعبدته الشهوات أن يكون فاضلا
25 من لم يقهر حسده كان جسده قبرا لنفسه
26 احمد من يغلظ عليك و يعظك لا من يزكيك و يتملقك
27 اختر أن تكون مغلوبا و أنت منصف و لا تختر أن تكون غالبا و أنت ظالم
28 لا تهضمن محاسنك بالفخر و التكبر
29 لا تنفك المدنية من شر حتى يجتمع مع قوة السلطان قوة دينه و قوة حكمته
[ 259 ]
30 إذا أردت أن تحمد فلا يظهر منك حرص على الحمد
31 من كثر همه سقم بدنه و من ساء خلقه عذب نفسه و من لاحى الرجال سقطت مروءته و ذهبت كرامته و أفضل إيمان العبد أن يعلم أن الله معه حيث كان
32 كن ورعا عن المحارم تكن أعبد الناس و ارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس و أحسن جوار من جاورك تكن مؤمنا و أحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما و لا تكثرن الضحك فإن كثرته تميت القلب و أخرس لسانك و اجلس في بيتك و ابك على خطيئتك
33 إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه و لا يرد القدر إلا الدعاء و لا يزيد في العمر إلا البر و لا يزول قدم ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه و عن شبابه فيم أبلاه و عن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه و عما عمل فيما علم
34 في التجارب علم مستأنف و الاعتبار يفيدك الرشاد و كفاك أدبا لنفسك ما كرهته من غيرك و عليك لأخيك مثل الذي عليه لك
35 الغضب يثير كامن الحقد و من عرف الأيام لم يغفل الاستعداد و من أمسك عن الفضول عدلت رأيه العقول
36 اسكت و استر تسلم و ما أحسن العلم يزينه العمل و ما أحسن العمل يزينه الرفق
37 أكبر الفخر ألا تفخر
38 ما أصعب اكتساب الفضائل و أيسر إتلافها
39 لا تنازع جاهلا و لا تشايع مائقا و لا تعادي مسلطا
40 الموت راحة للشيخ الفاني من العمل و للشاب السقيم من السقم و للغلام
[ 260 ]
الناشئ من استقبال الكد و الجمع لغيره و لمن ركبه الدين لغرمائه و للمطلوب بالوتر و هو في جملة الأمر أمنية كل ملهوف مجهود
41 ما كنت كاتمه صديقك من سر فلا تطلعن عليه عدوك و اعرف قدرك يستعل أمرك و كفى ما مضى مخبرا عما بقي
42 لا تعدن عدة تحقرها قلة الثقة بنفسك و لا يغرنك المرتقى السهل إذا كان المنحدر وعرا
43 اتق العواقب عالما بأن للأعمال جزاء و أجرا و احذر تبعات الأمور بتقديم الحزم فيها
44 من استرشد غير العقل أخطأ منهاج الرأي و من أخطأته وجوه المطالب خذلته الحيل و من أخل بالصبر أخل به حسن العاقبة فإن الصبر قوة من قوى العقل و بقدر مواد العقل و قوتها يقوى الصبر
45 الخطأ في إعطاء من لا يبتغي و منع من يبتغي واحد
46 العشق مرض ليس فيه أجر و لا عوض
47 أعظم الخطايا عند الله اللسان الكذوب و قائل كلمة الزور و من يمد بحبلها في الإثم سواء
48 الخصومة تمحق الدين
49 الجهاد ثلاثة جهاد باليد و جهاد باللسان و جهاد بالقلب فأول ما يغلب عليه من الجهاد يدك ثم لسانك ثم يصير إلى القلب فإن كان لا يعرف معروفا و لا ينكر منكرا نكس فجعل أعلاه أسفله
[ 261 ]
50 ما أنعم الله على عبد نعمة فشكرها بقلبه إلا استوجب المزيد عليها قبل ظهورها على لسانه
51 الحاجة مسألة و الدعاء زيادة و الحمد شكر و الندم توبة
52 لن و احلم تنبل و لا تكن معجبا فتمقت و تمتهن
53 ما لي أرى الناس إذا قرب إليهم الطعام ليلا تكلفوا إنارة المصابيح ليبصروا ما يدخلون بطونهم و لا يهتمون بغذاء النفس بأن ينيروا مصابيح ألبابهم بالعلم ليسلموا من لواحق الجهالة و الذنوب في اعتقاداتهم و أعمالهم
54 الفقر هو أصل حسن سياسة الناس و ذلك أنه إذا كان من حسن السياسة أن يكون بعض الناس يسوس و بعضهم يساس و كان من يساس لا يستقيم أن يساس من غير أن يكون فقيرا محتاجا فقد تبين أن الفقر هو السبب الذي به يقوم حسن السياسة
55 لا تتكلم بين يدي أحد من الناس دون أن تسمع كلامه و تقيس ما في نفسك من العلم إلى ما في نفسه فإن وجدت ما في نفسه أكثر فحينئذ ينبغي لك أن تروم زيادة الشيء الذي به يفضل على ما عندك
56 إذا كان اللسان آلة لترجمة ما يخطر في النفس فليس ينبغي أن تستعمله فيما لم يخطر فيها
57 إذا كان الآباء هم السبب في الحياة فمعلمو الحكمة و الدين هم السبب في جودتها
58 و شكا إليه رجل تعذر الرزق فقال مه لا تجاهد الرزق جهاد المغالب و لا تتكل على القدر اتكال المستسلم فإن ابتغاء الفضل من السنة و الإجمال
[ 262 ]
في الطلب من العفة و ليست العفة دافعة رزقا و لا الحرص جالبا فضلا لأن الرزق مقسوم و في شدة الحرص اكتساب المآثم
59 إذا استغنيت عن شيء فدعه و خذ ما أنت محتاج إليه
60 العمر أقصر من أن تعلم كل ما يحسن بك علمه فتعلم الأهم فالأهم
61 من رضي بما قسم له استراح قلبه و بدنه
62 أبعد ما يكون العبد من الله إذا كان همه بطنه و فرجه
67 أوثق سلم يتسلق عليه إلى الله تعالى أن يكون خيرا
68 ليس الموسر من كان يساره باقيا عنده زمانا يسيرا و كان يمكن أن يغتصبه غيره منه و لا يبقى بعد موته له لكن اليسار على الحقيقة هو الباقي دائما عند مالكه و لا يمكن أن يؤخذ منه و يبقى له بعد موته و ذلك هو الحكمة
69 الشرف اعتقاد المنن في أعناق الرجال
[ 263 ]
70 يضر الناس أنفسهم في ثلاثة أشياء الإفراط في الأكل اتكالا على الصحة و تكلف حمل ما لا يطاق اتكالا على القوة و التفريط في العمل اتكالا على القدر
71 أحزم الناس من ملك جده هزله و قهر رأيه هواه و أعرب عن ضميره فعله و لم يخدعه رضاه عن حظه و لا غضبه عن كيده
72 من لم يصلح خلائقه لم ينفع الناس تأديبه
73 من اتبع هواه ضل و من حاد ساد و خمود الذكر أجمل من ذميم الذكر
74 لهب الشوق أخف محملا من مقاساة الملالة
75 بالرفق تنال الحاجة و بحسن التأني تسهل المطالب
76 عزيمة الصبر تطفئ نار الهوى و نفي العجب يؤمن به كيد الحساد
77 ما شيء أحق بطول سجن من لسان
78 لا نذر في معصية و لا يمين في قطيعة
79 لكل شيء ثمرة و ثمرة المعروف تعجيل السراح
80 إياكم و الكسل فإنه من كسل لم يؤد لله حقا
81 احسبوا كلامكم من أعمالكم و أقلوه إلا في الخير
82 أحسنوا صحبة النعم فإنها تزول و تشهد على صاحبها بما عمل فيها
83 أكثروا ذكر الموت و يوم خروجكم من قبوركم و يوم وقوفكم بين يد الله عز و جل يهن عليكم المصاب
[ 264 ]
84 بحسب مجاهدة النفوس و ردها عن شهواتها و منعها عن مصافحة لذاتها و منع ما أدت إليه العيون الطامحة من لحظاتها تكون المثوبات و العقوبات و الحازم من ملك هواه فكان بملكه له قاهرا و لما قدحت الأفكار من سوء الظنون زاجرا فمتى لم ترد النفس عن ذلك هجم عليها الفكر بمطالبة ما شغفت به فعند ذلك تأنس بالآراء الفاسدة و الأطماع الكاذبة و الأماني المتلاشية و كما أن البصر إذا اعتل رأى أشباحا و خيالات لا حقيقة لها كذلك النفس إذا اعتلت بحب الشهوات و انطوت على قبيح الإرادات رأت الآراء الكاذبة فإلى الله سبحانه نرغب في إصلاح ما فسد من قلوبنا و به نستعين على إرشاد نفوسنا فإن القلوب بيده يصرفها كيف شاء
85 لا تؤاخين الفاجر فإنه يزين لك فعله و يود لو أنك مثله و يحسن لك أقبح خصاله و مدخله و مخرجه من عندك شين و عار و نقص و لا الأحمق فإنه يجهد لك نفسه و لا ينفعك و ربما أراد أن ينفعك فضرك سكوته خير لك من نطقه و بعده خير لك من قربه و موته خير لك من حياته و لا الكذاب فإنه لا ينفعك معه شيء ينقل حديثك و ينقل الحديث إليك حتى إنه ليحدث بالصدق فلا يصدق
86 ما استقصى كريم قط قال تعالى في وصف نبيه عَرَّفَ بَعْضَهُ وَ أَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ
87 رب كلمة يخترعها حليم مخافة ما هو شر منها و كفى بالحلم ناصرا
88 من جمع ست خصال لم يدع للجنة مطلبا و لا عن النار مهربا من عرف الله فأطاعه و عرف الطاغوت فعصاه و عرف الحق فاتبعه و عرف الباطل فاتقاه و عرف الدنيا فرفضها و عرف الآخرة فطلبها
[ 265 ]
89 من استحيا من الناس و لم يستحي من نفسه فليس لنفسه عند نفسه قدر
90 غاية الأدب أن يستحي الإنسان من نفسه
91 البلاغة النصر بالحجة و المعرفة بمواضع الفرصة و من البصر بالحجة أن تدع الإفصاح بها إلى الكناية عنها إذا كان الإفصاح أوعر طريقة و كانت الكناية أبلغ في الدرك و أحق بالظفر
92 إياك و الشهوات و ليكن مما تستعين به على كفها علمك بأنها ملهية لعقلك مهجنة لرأيك شائنة لغرضك شاغلة لك عن معاظم أمورك مشتدة بها التبعة عليك في آخرتك إنما الشهوات لعب فإذا حضر اللعب غاب الجد و لن يقام الدين و تصلح الدنيا إلا بالجد فإذا نازعتك نفسك إلى اللهو و اللذات فاعلم أنها قد نزعت بك إلى شر منزع و أرادت بك أفضح الفضوح فغالبها مغالبة ذلك و امتنع منها امتناع ذلك و ليكن مرجعك منها إلى الحق فإنك مهما تترك من الحق لا تتركه إلا إلى الباطل و مهما تدع من الصواب لا تدعه إلا إلى الخطإ فلا تداهنن هواك في اليسير فيطمع منك في الكثير و ليس شيء مما أوتيت فاضلا عما يصلحك و ليس لعمرك و إن طال فضل عما ينوبك من الحق اللازم لك و لا بمالك و إن كثر فضل عما يجب عليك فيه و لا بقوتك و إن تمت فضل عن أداء حق الله عليك و لا برأيك و إن حزم فضل عما لا تعذر بالخطإ فيه فليمنعنك علمك بذلك من أن تطيل لك عمرا في غير نفع أو تضيع لك مالا في غير حق أو أن تصرف لك قوة في غير عبادة أو تعدل لك رأيا في غير رشد
[ 266 ]
فالحفظ الحفظ لما أوتيت فإن بك إلى صغير ما أوتيت الكثير منه أشد الحاجة و عليك بما أضعته منه أشد الرزية و لا سيما العمر الذي كل منفذ سواه مستخلف و كل ذاهب بعده مرتجع فإن كنت شاغلا نفسك بلذة فلتكن لذتك في محادثة العلماء و درس كتبهم فإنه ليس سرورك بالشهوات بالغا منك مبلغا إلا و إكبابك على ذلك و نظرك فيه بالغه منك غير أن ذلك يجمع إلى عاجل السرور تمام السعادة و خلاف ذلك يجمع إلى عاجل الغي و خامة العاقبة و قديما قيل أسعد الناس أدركهم لهواه إذا كان هواه في رشده فإذا كان هواه في غير رشده فقد شقي بما أدرك منه و قديما قيل عود نفسك الجميل فباعتيادك إياه يعود لذيذا
93 وكل ثلاث بثلاث الرزق بالحمق و الحرمان بالعقل و البلاء بالمنطق ليعلم ابن آدم أن ليس له من الأمر شيء
94 ثلاثة إن لم تظلمهم ظلموك عبدك و زوجتك و ابنك و قد روينا هذه الكلمة لعمر فيما تقدم
95 للمنافقين علامات يعرفون بها تحيتهم لعنة و طعامهم تهمة و غنيمتهم غلول لا يعرفون المساجد إلا هجرا و لا يأتون الصلاة إلا دبرا مستكبرون لا يألفون و لا يؤلفون خشب بالليل صخب بالنهار
[ 267 ]
96 الحسد حزن لازم و عقل هائم و نفس دائم و النعمة على المحسود نعمة و هي على الحاسد نقمة
97 يا حملة العلم أ تحملونه فإنما العلم لمن علم ثم عمل و وافق عمله علمه و سيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم تخالف سريرتهم علانيتهم و يخالف عملهم علمهم يقعدون حلقا فيباهي بعضهم بعضا حتى إن الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره أولئك لا تصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله سبحانه
98 تعلموا العلم صغارا تسودوا به كبارا تعلموا العلم و لو لغير الله فإنه سيصير لله العلم ذكر لا يحبه إلا ذكر من الرجال
99 ليس شيء أحسن من عقل زانه علم و من علم زانه حلم و من حلم زانه صدق و من صدق زانه رفق و من رفق زانه تقوى إن ملإك العقل و مكارم الأخلاق صون العرض و الجزاء بالفرض و الأخذ بالفضل و الوفاء بالعهد و الإنجاز للوعد و من حاول أمرا بالمعصية كان أقرب إلى ما يخاف و أبعد مما يرجو
100 إذا جرت المقادير بالمكاره سبقت الآفة إلى العقل فحيرته و أطلقت الألسن بما فيه تلف الأنفس
101 لا تصحبوا الأشرار فإنهم يمنون عليكم بالسلامة منهم
102 لا تقسروا أولادكم على آدابكم فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم
103 لا تطلب سرعة العمل و اطلب تجويده فإن الناس لا يسألون في كم فرغ من العمل إنما يسألون عن جودة صنعته
104 ليس كل ذي عين يبصر و لا كل ذي أذن يسمع فتصدقوا على أولي العقول الزمنة و الألباب الحائرة بالعلوم التي هي أفضل صدقاتكم ثم تلا إِنَّ اَلَّذِينَ
[ 268 ]
يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ اَلْبَيِّناتِ وَ اَلْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي اَلْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ . . . اَللاَّعِنُونَ
105 من أتت عليه الأربعون من السنين قيل له خذ حذرك من حلول المقدور فإنك غير معذور و ليس أبناء الأربعين بأحق بالحذر من أبناء العشرين فإن طالبهما واحد و ليس عن الطلب براقد و هو الموت فاعمل لما أمامك من الهول و دع عنك زخرف القول
106 سئل عن القدر فقال أقصر أم أطيل قيل بل تقصر فقال جل الله أن يريد الفحشاء و عز عن أن يكون له في الملك إلا ما يشاء
107 من علم أنه يفارق الأحباب و يسكن التراب و يواجه الحساب و يستغني عما ترك و يفتقر إلى ما قدم كان حريا بقصر الأمل و طول العمل
108 المؤمن لا تختله كثرة المصائب و تواتر النوائب عن التسليم لربه و الرضا بقضائه كالحمامة التي تؤخذ فراخها من وكرها ثم تعود إليه
109 ما مات من أحيا علما و لا افتقر من ملك فهما
110 العلم صبغ النفس و ليس يفوق صبغ الشيء حتى ينظف من كل دنس
111 اعلم أن الذي مدحك بما ليس فيك إنما هو مخاطب غيرك و ثوابه و جزاؤه قد سقطا عنك
112 إحسانك إلى الحر يحركه على المكافأة و إحسانك إلى النذل يبعثه على معاودة المسألة
[ 269 ]
113 الأشرار يتتبعون مساوئ الناس و يتركون محاسنهم كما يتتبع الذباب المواضع الفاسدة
114 موت الرؤساء أسهل من رئاسة السفلة
115 ينبغي لمن ولي أمر قوم أن يبدأ بتقويم نفسه قبل أن يشرع في تقويم رعيته و إلا كان بمنزلة من رام استقامة ظل العود قبل أن يستقيم ذلك العود
116 إذا قوي الوالي في عمله حركته ولايته على حسب ما هو مركوز في طبعه من الخير و الشر
117 ينبغي للوالي أن يعمل بخصال ثلاث تأخير العقوبة منه في سلطان الغضب و الأناة فيما يرتئيه من رأي و تعجيل مكافأة المحسن بالإحسان فإن في تأخير العقوبة إمكان العفو و في تعجيل المكافأة بالإحسان طاعة الرعية و في الأناة انفساح الرأي و حمد العاقبة و وضوح الصواب
118 من حق العالم على المتعلم ألا يكثر عليه السؤال و لا يعنته في الجواب و لا يلح عليه إذا كسل و لا يفشي له سرا و لا يغتاب عنده أحدا و لا يطلب عثرته فإذا زل تأنيت أوبته و قبلت معذرته و أن تعظمه و توقره ما حفظ أمر الله و عظمه و ألا تجلس أمامه و إن كانت له حاجة سبقت غيرك إلى خدمته فيها و لا تضجرن من صحبته فإنما هو بمنزلة النخلة ينتظر متى يسقط عليك منها منفعة و خصه بالتحية و احفظ شاهده و غائبة و ليكن ذلك كله لله عز و جل فإن العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد في سبيل الله و إذا مات العالم ثلم في الإسلام ثلمة لا يسدها إلا خلف منه و طالب العلم تشيعه الملائكة حتى يرجع
[ 270 ]
119 وصول معدم خير من جاف مكثر و من أراد أن ينظر ما له عند الله فلينظر ما لله عنده
120 لقد سبق إلى جنات عدن أقوام ما كانوا أكثر الناس صلاة و لا صياما و لا حجا و لا اعتمارا و لكن عقلوا عن الله أمره فحسنت طاعتهم و صح ورعهم و كمل يقينهم ففاقوا غيرهم بالحظوة و رفيع المنزلة
121 ما من عبد إلا و معه ملك يقيه ما لم يقدر له فإذا جاء القدر خلاه و إياه
122 إن الله أدب نبيه بقوله خُذِ اَلْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ اَلْجاهِلِينَ فلما علم أنه قد تأدب قال له وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ فلما استحكم له من رسوله ما أحب قال وَ ما آتاكُمُ رسول الله فَخُذُوهُ وَ ما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا
123 كنت أنا و العباس و عمر نتذاكر المعروف فقلت أنا خير المعروف ستره و قال العباس خيره تصغيره و قال عمر خيره تعجيله فخرج علينا رسول الله فقال فيم أنتم فذكرنا له فقال خيره أن يكون هذا كله فيه
124 العفو يفسد من اللئيم بقدر ما يصلح من الكريم
125 إذا خبث الزمان كسدت الفضائل و ضرت و نفقت الرذائل و نفعت و كان خوف الموسر أشد من خوف المعسر
126 انظر إلى المتنصح إليك فإن دخل من حيث يضار الناس فلا تقبل
[ 271 ]
نصيحته و تحرز منه و إن دخل من حيث العدل و الصلاح فاقبلها منه
127 أعداء الرجل قد يكونوا أنفع من إخوانه لأنهم يهدون إليه عيوبه فيتجنبها و يخاف شماتتهم به فيضبط نعمته و يتحرز من زوالها بغاية طوقه
128 المرآة التي ينظر الإنسان فيها إلى أخلاقه هي الناس لأنه يرى محاسنه من أوليائه منهم و مساويه من أعدائه فيهم
129 انظر وجهك كل وقت في المرآة فإن كان حسنا فاستقبح أن تضيف إليه فعلا قبيحا و تشينه به و إن كان قبيحا فاستقبح أن تجمع بين قبحين
130 موقع الصواب من الجهال مثل موقع الخطإ من العلماء
131 ذك قلبك بالأدب كما تذكى النار بالحطب
132 كفر النعمة لؤم و صحبة الجاهل شؤم
133 عاديت من ماريت
134 لا تصرم أخاك على ارتياب و لا تقطعه دون استعتاب
135 خير المقال ما صدقه الفعال
136 إذا لم ترزق غنى فلا تحرمن تقوى
137 من عرف الدنيا لم يحزن للبلوى
138 دع الكذب تكرما إن لم تدعه تأثما
139 الدنيا طواحة طراحة فضاحة آسية جراحة
140 الدنيا جمة المصائب مرة المشارب لا تمتع صاحبا بصاحب
141 المعتذر من غير ذنب يوجب على نفسه الذنب
[ 272 ]
142 من كسل لم يؤد حقا
143 كثرة الجدال تورث الشك
144 خير القلوب أوعاها
145 الحياء لباس سابغ و حجاب مانع و ستر من المساوئ واق و حليف للدين و موجب للمحبة و عين كالئة تذود عن الفساد و تنهى عن الفحشاء و العجلة في الأمور مكسبة للمذلة و زمام للندامة و سلب للمروءة و شين للحجى و دليل على ضعف العقيدة
146 إذا بلغ المرء من الدنيا فوق قدره تنكرت للناس أخلاقه
147 لا تصحب الشرير فإن طبعك يسرق من طبعه شرا و أنت لا تعلم
148 موت الصالح راحة لنفسه و موت الطالح راحة للناس
149 ينبغي للعاقل أن يتذكر عند حلاوة الغذاء مرارة الدواء
150 إن حسدك أخ من إخوانك على فضيلة ظهرت منك فسعى في مكروهك فلا تقابله بمثل ما كافحك به فتعذر نفسه في الإساءة إليك و تشرع له طريقا إلى ما يحبه فيك لكن اجتهد في التزيد من تلك الفضيلة التي حسدك عليها فإنك تسوءه من غير أن توجده حجة عليك
151 إذا أردت أن تعرف طبع الرجل فاستشره فإنك تقف من مشورته على عدله و جوره و خيره و شره
152 يجب عليك أن تشفق على ولدك أكثر من إشفاقه عليك
153 زمان الجائر من السلاطين و الولاة أقصر من زمان العادل لأن الجائر مفسد و العادل مصلح و إفساد الشيء أشرع من إصلاحه
[ 273 ]
154 إذا خدمت رئيسا فلا تلبس مثل ثوبه و لا تركب مثل مركوبه و لا تستخدم كخدمه فعساك تسلم منه
155 لا تحدث بالعلم السفهاء فيكذبوك و لا الجهال فيستثقلوك و لكن حدث به من يتلقاه من أهله بقبول و فهم يفهم عنك ما تقول و يكتم عليك ما يسمع فإن لعلمك عليك حقا كما أن عليك في مالك حقا بذله لمستحقه و منعه عن غير مستحقه
156 اليقين فوق الإيمان و الصبر فوق اليقين و من أفرط رجاؤه غلبت الأماني على قلبه و استعبدته
157 إياك و صاحب السوء فإنه كالسيف كالمسلول يروق منظره و يقبح أثره
158 يا ابن آدم احذر الموت في هذه الدار قبل أن تصير إلى دار تتمنى الموت فيها فلا تجده
159 من أخطأه سهم المنية قيده الهرم
160 من سمع بفاحشة فأبداها كان كمن أتاها
161 العاقل من اتهم رأيه و لم يثق بما سولته له نفسه
162 من سامح نفسه فيما يحب أتعبها فيما لا يحب
163 كفى ما مضى مخبرا عما بقي و كفى عبرا لذوي الألباب ما جربوا
164 أمر لا تدري متى يغشاك ما يمنعك أن تستعد له قبل أن يفجأك
[ 274 ]
165 ليس في البرق الخاطف مستمتع لمن يخوض في الظلمة
166 إذا أعجبك ما يتواصفه الناس من محاسنك فانظر فيما بطن من مساوئك و لتكن معرفتك بنفسك أوثق عندك من مدح المادحين لك
167 من مدحك بما ليس فيك من الجميل و هو راض عنك ذمك بما ليس فيك من القبيح و هو ساخط عليك
168 إذا تشبه صاحب الرياء بالمخلصين في الهيئة كان مثل الوارم الذي يوهم الناس أنه سمين فيظن الناس ذلك فيه و هو يستر ما يلقى من الألم التابع للورم
169 إذا قويت نفس الإنسان انقطع إلى الرأي و إذ ضعفت انقطع إلى البخت
170 الرغبة إلى الكريم تحركه على البذل و إلى الخسيس تغريه بالمنع
171 خيار الناس يترفعون عن ذكر معايب الناس و يتهمون المخبر بها و يأثرون الفضائل و يتعصبون لأهلها و يستعرضون مآثر الرؤساء و إفضالهم عليهم و يطالبون أنفسهم بالمكافأة عليها و حسن الرعاية لها
172 لكل شيء قوت و أنتم قوت الهوام و من مشى على ظهر الأرض فإن مصيره إلى بطنها
173 من كرم المرء بكاؤه على ما مضى من زمانه و حنينه إلى أوطانه و حفظه قديم إخوانه
[ 275 ]
174 و من دعائه اللهم إن كنا قد قصرنا عن بلوغ طاعتك فقد تمسكنا من طاعتك بأحبها إليك لا إله إلا أنت
175 أصابت الدنيا من أمنها و أصاب الدنيا من حذرها
176 و وقف على قوم أصيبوا بمصيبة فقال إن تجزعوا فحق الرحم بلغتم و إن تصبروا فحق الله أديتم
177 مكارم الأخلاق عشر خصال السخاء و الحياء و الصدق و أداء الأمانة و التواضع و الغيرة و الشجاعة و الحلم و الصبر و الشكر
178 من أداء الأمانة المكافأة على الصنيعة لأنها كالوديعة عندك
179 الخير النفس تكون الحركة في الخير عليه سهلة متيسرة و الحركة في الإضرار عسرة بطيئة و الشرير بالضد من ذلك
180 البخلاء من الناس يكون تغافلهم عن عظيم الجرم أسهل عليهم من المكافأة على يسير الإحسان
181 مثل الإنسان الحصيف مثل الجسم الصلب الكثيف يسخن بطيئا و تبرد تلك السخونة بأطول من ذلك الزمان
182 ثلاثة يرحمون عاقل يجري عليه حكم جاهل و ضعيف في يد ظالم قوي و كريم قوم احتاج إلى لئيم
183 من صحب السلطان وجب أن يكون معه كراكب البحر إن سلم بجسمه من الغرق لم يسلم بقلبه من الفرق
و سبحان الله و السلام و رحمة الله على رسل الله و الحمد لله و الشكر لله الراحم الرحمان .
عدل سابقا من قبل Admin في الإثنين سبتمبر 06, 2021 2:52 am عدل 3 مرات