بإسم الله الراحم الرحمان السلام عليكم أيها النبي و رحمة الله .
قيام الليل مصداقا لما جاء في صورة النبي صلى الله عليه و سلم يتم بإحياء ليلة الرغائب بمعدل الثلث ثم إحياء ليلة نصف رجب بمعدل النصف و يتم بعد ذلك إحياء ثلثي ليلة خامس و عشرين رجب و هي ليلة الإسراء و المعراج
ثم نختتم قيام الليل بإحياء ليلة نصف شعبان حتى الفجر و هي التي تسمى بليلة القدر .
صورة النبي صلى الله عليه و سلم
بإسم الله الراحم الرحمان يَا أَيُّهَا الْنبي قُمِ اللَّيْلَ . وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا . إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا . إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا . إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا . وَاذْكُرِ رَبكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا. وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلا . وَ دَعْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلا . إِنَّ لَدَيْنَا عَذَابًا أَلِيمًا . يَوْمَ تَرْجفُ الأَرْضُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا . فَكَيْفَ لا تَتَّقُونَ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا . و كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولا . إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا .
صورة الواقعة
بإسم الله الراحم الرحمان
إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ . و رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا . وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا . وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً . فَأَصْحَابُ الْيَمِينِ . وَ أَصْحَابُ الشِّمَالِ . وَ السَّابِقُونَ مَا أدراك ما السَّابِقُونَ . أُوْلَئِكَ هم الْمُقَرَّبُونَ . فِي جَنَّة النَّعِيمِ . عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُوعةٍ . مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ . يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ . بِأَكْوَابٍ وَ أَبَارِيقَ مِّن ماء مَّعِينٍ . وَ فَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ . وَ لَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ . وَ حُورٌ عِينٌ كَاللُّؤْلُؤِ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَ لا إثما . إِلاَّ قِيلا سَلامًا سَلامًا . وَ أَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أدراك ما أَصْحَابُ الْيَمِينِ . فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ . وَ طَلْحٍ مَّنضُودٍ . وَ ظِلٍّ مَّمْدُودٍ . وَ مَاء مَّسْكُوبٍ . وَ فَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ . لّا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ . وَ فُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ . إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء . فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا . عُرُبًا أَتْرَابًا . لِّأَصْحَابِ الْيَمِين . وَ أَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أدراك ما أَصْحَابُ الشِّمَالِ . فِي سُمُومٍ وَ حِمَمٍ . وَ ظِلٍّ لّا بَارِدٍ وَ لا كَرِيمٍ . إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ . وَ كَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ . وَ كَانُوا يَقُولُونَ أإذَا مِتْنَا وَ كُنَّا تُرَابًا وَ عِظَامًا إنَّا لَمَبْعُوثُونَ . نحن و آبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ . قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَ الآخِرِينَ . لَمَجْمُوعُونَ إِلَى يَوْمٍ مَّعْلُومٍ . ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ . لَآكِلُونَ مِن شَجَرة الزَقُّوم . هَذَا نُزُلُكمْ يَوْمَ الدِّينِ . نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ . أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ . أَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ . نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ . عَلَى أَنْ نُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ . وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ . أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ . أَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ . لَوْ شئنا لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَللْتُمْ مَحْرُومينَ . أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ . أَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ . لَوْ شئنا جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ . أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُوقدونَ . أَنْتُمْ أَنْشَأْتُموهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ . نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً لِّلْمُتقينَ . فَسَبِّحْ بِإسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ . فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ . وَ إِنَّهُ لَقَسَمٌ عَظِيمٌ . إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ . لّا يَمسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ . أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ . وَبرِزْقكمْ تُكَذِّبُونَ . فَإِذَا بَلَغَ الأجل . وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْكُمْ وَ لَكِن لّا تُبْصِرُونَ . فَإِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فنزله جَنَّةُ النَعِيم . وَإِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ على أَصْحَابِ الْيَمِينِ . وَ أَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ . فَنُزُله الجَحِيم . إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ . فَسَبِّحْ بِإسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ .
صورة الحاقة
بإسم الله الراحم الرحمان الْحَاقَّةُ . وَ مَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ . كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَ عَادٌ بِالْقَارِعَةِ . فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ . وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ عَاتِيَةٍ . فَإِذَا نُفِخَ فِي النارِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ . وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً . فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ . وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ . يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ . فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ . إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ . فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ . فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ . قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ . كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ . وَ أَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ . وَ لَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ . مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ . هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ . خُذُوهُ فَغُلُّوهُ . ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ . إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ . وَلا يَحُث عَلَى إطعَامِ الْمِسْكِينِ . فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ حَمِيمٌ وَلَا طَعَامٌ . فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ . وَ مَا لا تُبْصِرُونَ . إِنَّهُ لَقَوْلٌ كريم . وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ . وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ . وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَاهُ . وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ . وإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ . وَ إِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ . فَسَبِّحْ بِإسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ .
سبحان ربي العظيم .
صورة الجمعة
بإسم الله الراحم الرحمان يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاء وَمَا فِي الْأَرْضِ و هو الْمَلِك الْقُدُّوس الْعَزِيز الْحَكِيم السلام هُوَ الَّذِي بَعَثَ إلى الْأُمِّيِّينَ رَسُوله ليَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ . وَ إلى آخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .
سبحان الله الراحم الرحمان الملك القدوس العزيز الحكيم السلام .
صورة يس
بإسم الله الراحم الرحمان
يس . وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ . إِنَّكَ لَرسول الله . عَلَى ملة إبراهيم . لِتُنْذِرَ قومك فَهُمْ غَافِلُونَ . لقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى الكفار و المشركين فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ . وجَعَلْنَا الأغلال فِي أَعْنَاقِهِمْ فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فهم لا يبصرون . وسَوَاء أَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ . إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَان فَبَشِّرْهُ بِالمغفرة وأَجْرٍ كَرِيمٍ . وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ . إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فكَذَّبُوهُمَا فعَزَّزْنَاهما بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ . قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَان شيئا إِنما تَكْذِبُونَ . قَالُوا رَبّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ . وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ . قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ . وَجَاءَ رَجُلٌ فقَالَ يَا قَوْمِي اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُونكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ . وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ . قلنا له ادْخُلِ الْجَنَّةَ . قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ . وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ . يَا حَسْرَتاه عَلَى الْعِبَادِ ما مِّن نبي آتاهم إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون . أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ قوم أَنَّهُمْ إلينا راجعونَ . وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ . وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَ عنبٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا الْعُيُونِ . لِيَأْكُلُوا مِنها وَممَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ . سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ . وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ . لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَالكُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ . وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَاهُمْ فِي الْفُلْكِ . وَإِنْ شئنا أغرقْناهُمْ فَلا يُنقَذُونَ إِلاَّ برَحْمَتنا إِلَى حِينٍ . وَكلمَا أتتهم آيَة مِنْ آيَاتِنا إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ . وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ وأَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ . قَالوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ شاء اللَّهُ أَطْعَمَهُ إنكم لفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ . وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ . مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ . وَنُفِخَ فِي النار و هُم ينظرون . قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا . إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ . فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ . إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ . هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِل العرش مُتّكئونَ . وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ سَلامٌ قَوْلا مِن رب راحم . وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ . هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي واعدناكم . اصْلَوْهَا بِمَا كفرتم . الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعملونَ . وَلَوْ شئنا لَطَمَسْنَا أَعْيُنِهِمْ فلا يُبْصِرُونَ . وَلَوْ شئنا لَمَسَخْنَاهُمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ . وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا تعْقِلُونَ . وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ و ما هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ . لِتنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ . أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ . وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ . وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ . بل اتَّخَذُوا آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ . فَلا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ نحن نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ . أَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصمٌ مُّبِينٌ . وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا وَنَسِيَ خَلْقَهُ . قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ . قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ . أَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاء وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى ذلك بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ . إِنَّمَا إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ . فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ .
صورة الصافات
بإسم الله الراحم الرحمان وَ الصَّافَّاتِ صَفًّا . فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا . فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا . إِنَّ إِلَهَكُمْ الله . إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ بالْكَوَاكِبِ . فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا مما خَلَقْنَا . بَلْ عَجبا يَسْخَرُونَ . وَ إِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ . وَإِذَا رَأَوْا آيَةً قَالُوا ما هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ . أَإِذَا مِتْنَا وَ كُنَّا تُرَابًا وَ عِظَامًا إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ . نحن و آبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ . قُلْ نَعَمْ فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ . وَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ . هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ . احْشُرُوهم وَ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ . وَأوقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤولُونَ . مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ . بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ . وَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ . قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ . قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ . وَ مَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ سُلْطَان بَلْ كُنْتُمْ طَاغِينَ . فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ . إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ . إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ . و قالوا لن نترك آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ . بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ . إِنَّكُمْ إذن لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ . إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلصِينَ . أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ . وَ هُمْ مُكْرَمُونَ فِي جَنَّة النَّعِيمِ . عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ . يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ ماء مَعِينٍ . وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ . وأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ . قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنه كَانَ لِي قَرِينٌ . يَقُولُ أَإِذَ مِتْنَا وَ كُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا إِنَّا لَمَبعوثونَ . قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ . فَرَآهُ فِي الْجَحِيمِ . قَالَ تَاللَّهِ لقد كِدْتَ تغويني . وَ لَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ . فَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَ مَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ . إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ . قل أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ . إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ . إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ من أصل الْجَحِيمِ . فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ الْبُطُونَ . ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ لشرابا مِن الحمم . ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ . إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ . فَهُمْ عَلَى أثَرِهِمْ يهْرَعُونَ . وَ لَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ . فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ . وَ لَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ . وَ نَجَّيْنَاهُ وَ أَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ . ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ . سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ . كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ . إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ . وَ إِنَّ مِنْ ذريته لَإِبْرَاهِيمَ . إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ . إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَ قَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ . أَآلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ . فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ . فَذهب إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ . مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ . فَأَقْبَلُوا علَيْهِ . قَالَ لهم أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ وَ تَدَعُونَ اللَّه الذي خَلَقَكُمْ . قَالُوا أَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ . وَ قَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِي . رَبِّي هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ . فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ . فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي رأيت فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ . فَلَمَّا أَسْلَمَا نَادَيْنَاهُ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا . إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ . وَ فَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ . وَ بَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ . وَ بَارَكْنَا عَلَيْهِ وَ عَلَى إِسْحَاقَ . سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ . كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ . إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ . وَ لَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَ هَارُونَ . وَ نَجَّيْنَاهُمَا وَ قَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ . وَ نَصَرْنَاهُم فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ . وَ آتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُبِينَ . سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَ هَارُونَ . كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ . إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ . وَإِلْيَاسَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ . أَتَعبدونَ صنما وَ تَدَعُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ . اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ فَكَذَّبُوهُ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلصِينَ . سَلَامٌ عَلَى إِلْيَاس . كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ . إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ . وَيُونُسَ إِذْ ذهب إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ . فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ . فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ . لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ . فَأخرجنَاهُ من اليم وَهُوَ سَقِيمٌ . وأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ . فَآمَنُوا بالله فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ . فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَ لَهُمُ الْبَنُونَ . أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَ هُمْ شَاهِدُونَ . اصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ . مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ . أَفَلَا تَذَكَّرُونَ . أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ . فَأْتُوا بِه إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ وَلَدَ اللَّهُ وَ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ . فَإِنَّكُمْ وَ مَا تَعْبُدُونَ . مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ . إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ . وَ مَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ . وَ إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ . وَ إِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ . وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ . لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ . لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلصِينَ . فَكَفَرُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ . وَ لَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِرسلنَا . إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ . وَ إِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ . فَتَوَلَّى عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ . وَ أَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ . أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ . فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ . و سُبْحَانَ الله وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ و الشكر لله وَ السَلَام و رحمة الله عَلَى رسل الله .
قيام الليل مصداقا لما جاء في صورة النبي صلى الله عليه و سلم يتم بإحياء ليلة الرغائب بمعدل الثلث ثم إحياء ليلة نصف رجب بمعدل النصف و يتم بعد ذلك إحياء ثلثي ليلة خامس و عشرين رجب و هي ليلة الإسراء و المعراج
ثم نختتم قيام الليل بإحياء ليلة نصف شعبان حتى الفجر و هي التي تسمى بليلة القدر .
صورة النبي صلى الله عليه و سلم
بإسم الله الراحم الرحمان يَا أَيُّهَا الْنبي قُمِ اللَّيْلَ . وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا . إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا . إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا . إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا . وَاذْكُرِ رَبكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا. وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلا . وَ دَعْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلا . إِنَّ لَدَيْنَا عَذَابًا أَلِيمًا . يَوْمَ تَرْجفُ الأَرْضُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا . فَكَيْفَ لا تَتَّقُونَ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا . و كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولا . إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا .
صورة الواقعة
بإسم الله الراحم الرحمان
إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ . و رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا . وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا . وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً . فَأَصْحَابُ الْيَمِينِ . وَ أَصْحَابُ الشِّمَالِ . وَ السَّابِقُونَ مَا أدراك ما السَّابِقُونَ . أُوْلَئِكَ هم الْمُقَرَّبُونَ . فِي جَنَّة النَّعِيمِ . عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُوعةٍ . مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ . يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ . بِأَكْوَابٍ وَ أَبَارِيقَ مِّن ماء مَّعِينٍ . وَ فَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ . وَ لَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ . وَ حُورٌ عِينٌ كَاللُّؤْلُؤِ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَ لا إثما . إِلاَّ قِيلا سَلامًا سَلامًا . وَ أَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أدراك ما أَصْحَابُ الْيَمِينِ . فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ . وَ طَلْحٍ مَّنضُودٍ . وَ ظِلٍّ مَّمْدُودٍ . وَ مَاء مَّسْكُوبٍ . وَ فَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ . لّا مَقْطُوعَةٍ وَ لا مَمْنُوعَةٍ . وَ فُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ . إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء . فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا . عُرُبًا أَتْرَابًا . لِّأَصْحَابِ الْيَمِين . وَ أَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أدراك ما أَصْحَابُ الشِّمَالِ . فِي سُمُومٍ وَ حِمَمٍ . وَ ظِلٍّ لّا بَارِدٍ وَ لا كَرِيمٍ . إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ . وَ كَانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنثِ الْعَظِيمِ . وَ كَانُوا يَقُولُونَ أإذَا مِتْنَا وَ كُنَّا تُرَابًا وَ عِظَامًا إنَّا لَمَبْعُوثُونَ . نحن و آبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ . قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَ الآخِرِينَ . لَمَجْمُوعُونَ إِلَى يَوْمٍ مَّعْلُومٍ . ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ . لَآكِلُونَ مِن شَجَرة الزَقُّوم . هَذَا نُزُلُكمْ يَوْمَ الدِّينِ . نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ . أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ . أَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ . نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ . عَلَى أَنْ نُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ . وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذَكَّرُونَ . أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ . أَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ . لَوْ شئنا لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَللْتُمْ مَحْرُومينَ . أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ . أَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ . لَوْ شئنا جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ . أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُوقدونَ . أَنْتُمْ أَنْشَأْتُموهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ . نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً لِّلْمُتقينَ . فَسَبِّحْ بِإسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ . فَلا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ . وَ إِنَّهُ لَقَسَمٌ عَظِيمٌ . إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ . لّا يَمسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ . أَفَبِهَذَا الْحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ . وَبرِزْقكمْ تُكَذِّبُونَ . فَإِذَا بَلَغَ الأجل . وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْكُمْ وَ لَكِن لّا تُبْصِرُونَ . فَإِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فنزله جَنَّةُ النَعِيم . وَإِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ فَسَلَامٌ على أَصْحَابِ الْيَمِينِ . وَ أَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ . فَنُزُله الجَحِيم . إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ . فَسَبِّحْ بِإسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ .
صورة الحاقة
بإسم الله الراحم الرحمان الْحَاقَّةُ . وَ مَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ . كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَ عَادٌ بِالْقَارِعَةِ . فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ . وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ عَاتِيَةٍ . فَإِذَا نُفِخَ فِي النارِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ . وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً . فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ . وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ . يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ . فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ اقْرَؤُوا كِتَابِيَهْ . إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسَابِيَهْ . فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ . فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ . قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ . كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ . وَ أَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ . وَ لَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ . مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ . هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ . خُذُوهُ فَغُلُّوهُ . ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ . إِنَّهُ كَانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ . وَلا يَحُث عَلَى إطعَامِ الْمِسْكِينِ . فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ حَمِيمٌ وَلَا طَعَامٌ . فَلا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ . وَ مَا لا تُبْصِرُونَ . إِنَّهُ لَقَوْلٌ كريم . وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ . وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ . وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَاهُ . وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ . وإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ . وَ إِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ . فَسَبِّحْ بِإسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ .
سبحان ربي العظيم .
صورة الجمعة
بإسم الله الراحم الرحمان يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاء وَمَا فِي الْأَرْضِ و هو الْمَلِك الْقُدُّوس الْعَزِيز الْحَكِيم السلام هُوَ الَّذِي بَعَثَ إلى الْأُمِّيِّينَ رَسُوله ليَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ . وَ إلى آخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ .
سبحان الله الراحم الرحمان الملك القدوس العزيز الحكيم السلام .
صورة يس
بإسم الله الراحم الرحمان
يس . وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ . إِنَّكَ لَرسول الله . عَلَى ملة إبراهيم . لِتُنْذِرَ قومك فَهُمْ غَافِلُونَ . لقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى الكفار و المشركين فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ . وجَعَلْنَا الأغلال فِي أَعْنَاقِهِمْ فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فهم لا يبصرون . وسَوَاء أَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ فَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ . إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَان فَبَشِّرْهُ بِالمغفرة وأَجْرٍ كَرِيمٍ . وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ . إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فكَذَّبُوهُمَا فعَزَّزْنَاهما بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ . قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَان شيئا إِنما تَكْذِبُونَ . قَالُوا رَبّنا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ . وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ . قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ . وَجَاءَ رَجُلٌ فقَالَ يَا قَوْمِي اتَّبِعُوا مَن لاَّ يَسْأَلُونكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ . وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ . قلنا له ادْخُلِ الْجَنَّةَ . قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ . وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ . يَا حَسْرَتاه عَلَى الْعِبَادِ ما مِّن نبي آتاهم إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُون . أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ قوم أَنَّهُمْ إلينا راجعونَ . وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ . وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَ عنبٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا الْعُيُونِ . لِيَأْكُلُوا مِنها وَممَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ . سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ . وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ . لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَالكُلّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ . وَآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَاهُمْ فِي الْفُلْكِ . وَإِنْ شئنا أغرقْناهُمْ فَلا يُنقَذُونَ إِلاَّ برَحْمَتنا إِلَى حِينٍ . وَكلمَا أتتهم آيَة مِنْ آيَاتِنا إِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ . وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ وأَنفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ . قَالوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ شاء اللَّهُ أَطْعَمَهُ إنكم لفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ . وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ . مَا يَنظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ . وَنُفِخَ فِي النار و هُم ينظرون . قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا . إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ . فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ . إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ . هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِل العرش مُتّكئونَ . وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ سَلامٌ قَوْلا مِن رب راحم . وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ . هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي واعدناكم . اصْلَوْهَا بِمَا كفرتم . الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعملونَ . وَلَوْ شئنا لَطَمَسْنَا أَعْيُنِهِمْ فلا يُبْصِرُونَ . وَلَوْ شئنا لَمَسَخْنَاهُمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلَا يَرْجِعُونَ . وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلا تعْقِلُونَ . وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ و ما هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ . لِتنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ . أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ . وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ . وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلا يَشْكُرُونَ . بل اتَّخَذُوا آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ . فَلا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ نحن نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ . أَلَمْ يَرَ الإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن نُّطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصمٌ مُّبِينٌ . وَضَرَبَ لَنَا مَثَلا وَنَسِيَ خَلْقَهُ . قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ . قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ . أَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاء وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى ذلك بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ . إِنَّمَا إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ . فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ .
صورة الصافات
بإسم الله الراحم الرحمان وَ الصَّافَّاتِ صَفًّا . فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا . فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا . إِنَّ إِلَهَكُمْ الله . إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ بالْكَوَاكِبِ . فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا مما خَلَقْنَا . بَلْ عَجبا يَسْخَرُونَ . وَ إِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ . وَإِذَا رَأَوْا آيَةً قَالُوا ما هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ . أَإِذَا مِتْنَا وَ كُنَّا تُرَابًا وَ عِظَامًا إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ . نحن و آبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ . قُلْ نَعَمْ فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ . وَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ . هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ . احْشُرُوهم وَ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ . وَأوقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤولُونَ . مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ . بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ . وَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ . قَالُوا إِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ . قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ . وَ مَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ سُلْطَان بَلْ كُنْتُمْ طَاغِينَ . فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ . إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ . إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ . و قالوا لن نترك آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ . بَلْ جَاءَ بِالْحَقِّ . إِنَّكُمْ إذن لَذَائِقُو الْعَذَابِ الْأَلِيمِ . إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلصِينَ . أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ . وَ هُمْ مُكْرَمُونَ فِي جَنَّة النَّعِيمِ . عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ . يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ ماء مَعِينٍ . وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ . وأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ . قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنه كَانَ لِي قَرِينٌ . يَقُولُ أَإِذَ مِتْنَا وَ كُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا إِنَّا لَمَبعوثونَ . قَالَ هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ . فَرَآهُ فِي الْجَحِيمِ . قَالَ تَاللَّهِ لقد كِدْتَ تغويني . وَ لَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ . فَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى وَ مَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ . إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ . لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ . قل أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ . إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ . إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ من أصل الْجَحِيمِ . فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ الْبُطُونَ . ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ لشرابا مِن الحمم . ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيمِ . إِنَّهُمْ أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ . فَهُمْ عَلَى أثَرِهِمْ يهْرَعُونَ . وَ لَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ . فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ . وَ لَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ . وَ نَجَّيْنَاهُ وَ أَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ . ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ . سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ . كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ . إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ . وَ إِنَّ مِنْ ذريته لَإِبْرَاهِيمَ . إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ . إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَ قَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ . أَآلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ . فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ . فَذهب إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ . مَا لَكُمْ لَا تَنْطِقُونَ . فَأَقْبَلُوا علَيْهِ . قَالَ لهم أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ وَ تَدَعُونَ اللَّه الذي خَلَقَكُمْ . قَالُوا أَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ . وَ قَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِي . رَبِّي هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ . فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ . فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي رأيت فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ . فَلَمَّا أَسْلَمَا نَادَيْنَاهُ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا . إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ . وَ فَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ . وَ بَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ . وَ بَارَكْنَا عَلَيْهِ وَ عَلَى إِسْحَاقَ . سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ . كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ . إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ . وَ لَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَ هَارُونَ . وَ نَجَّيْنَاهُمَا وَ قَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ . وَ نَصَرْنَاهُم فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ . وَ آتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُبِينَ . سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَ هَارُونَ . كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ . إِنَّهُمَا مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ . وَإِلْيَاسَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ . أَتَعبدونَ صنما وَ تَدَعُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ . اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ فَكَذَّبُوهُ إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلصِينَ . سَلَامٌ عَلَى إِلْيَاس . كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ . إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ . وَيُونُسَ إِذْ ذهب إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ . فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ . فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ . لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ . فَأخرجنَاهُ من اليم وَهُوَ سَقِيمٌ . وأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ . فَآمَنُوا بالله فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ . فَاسْتَفْتِهِمْ أَلِرَبِّكَ الْبَنَاتُ وَ لَهُمُ الْبَنُونَ . أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَ هُمْ شَاهِدُونَ . اصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ . مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ . أَفَلَا تَذَكَّرُونَ . أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ . فَأْتُوا بِه إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ وَلَدَ اللَّهُ وَ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ . فَإِنَّكُمْ وَ مَا تَعْبُدُونَ . مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ . إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ . وَ مَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ . وَ إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ . وَ إِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ . وَإِنْ كَانُوا لَيَقُولُونَ . لَوْ أَنَّ عِنْدَنَا ذِكْرًا مِنَ الْأَوَّلِينَ . لَكُنَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلصِينَ . فَكَفَرُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ . وَ لَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِرسلنَا . إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ . وَ إِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ . فَتَوَلَّى عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ . وَ أَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ . أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ . فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ . و سُبْحَانَ الله وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ و الشكر لله وَ السَلَام و رحمة الله عَلَى رسل الله .
عدل سابقا من قبل Admin في الثلاثاء مارس 22, 2022 3:53 am عدل 8 مرات