بإسم الله الرحمان الراحم السلام سلام قولا من رب راحم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حجة الله عليهم السلام و رحمة الله .


    بإسم الله الرحمان الرحم . أكيس الكيس

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 871
    تاريخ التسجيل : 04/09/2009
    العمر : 52

    بإسم الله الرحمان الرحم . أكيس الكيس Empty بإسم الله الرحمان الرحم . أكيس الكيس

    مُساهمة  Admin السبت يونيو 18, 2011 3:28 am

    بإسم الله الرحمان الرحم السلام عليكم أيها النبي و رحمة الله و بركته

    اللهم صل على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد برحمتك يا أرحم الراحمين
    بإسم الله الرحمن الرحم
    " إن الذين قالوا ربنا الله ثم إستقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى وعدناكم "

    هذه قصة أحد التابعين وهو سلمة بن دينار المعروف بأبي حازم الأعرج
    التى نرجو أن نأخذ منها العظة والعبرة من أولياء الله الذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون

    في السنة السابعة والتسعين للهجرة شدَّ الخليفة سليمان بن عبد الملك عليه السلام الرحال إلى الديار المقدَّسة ملبياً نداء أبينا إبراهيم عليه السلام ، ومضت ركائبه تحثُّ الخُطى من دمشق إلى المدينة المنوَّرة التي وصلها وجلس فيها لاستقبال علمائها ، وأعيانها ، وعَلِيَّةِ قومها
    ولمَّا فرغ سليمان بن عبد الملك من استقبال المُرَحِّبين به قال لبعض جلسائه:
    " إنَّ النفوس لتصدأ كما تصدأ المعادن إذا لم تجد من يذكِّرها الفينة بعد الفينة ، ويجلو عنها صدأها "
    فقالوا : " نعم يا أمير المؤمنين "
    فقال : " أما في المدينة رجلٌ أدرك طائفةً من أصحاب رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يُذَكِّرنا ؟
    فقالوا : " بلى يا أمير المؤمنين ، ها هنا أبو حازمٍ الأعرج "
    فقال : " ومن أبو حازم الأعرج ؟ "
    فقالوا : "عالِم المدينة ، وإمامها ، وأحد التابعين الذين أدركوا عدداً من الصحابة الكرام "
    فقال : "ادعوه لنا وتلطَّفوا في دعوته " .
    فذهبوا إليه ، ودعوه ، تلطَّفوا في دعوته ، فلمَّا أتاه ، رحَّب به ، وأدناه من مجلسه
    وقال له معاتباً : " ما هذا الجفاء يا أبا حازم ؟ "

    فقال : " وأي جفاءٍ رأيت مني يا أمير المؤمنين ؟ "
    فقال : "زارني وجوه الناس ولم تزرنِي "
    فقال: " يا أمير المؤمنين إنَّما يكون الجفاء بعد المعرفة ، وأنت ما عرفتني قبل اليوم ، ولا أنا رأيتك ، فأي جفاءٍ وقع مني "

    عندئذٍ قال الخليفة لجُلسائه : " والله أصاب الشيخ في اعتذاره ، وأخطأ الخليفة في عِتابه "
    ثمَّ التفت إلى أبي حازم ، وقال : " إنَّ في النفس شؤوناً أحببت أن أُفضي بها إليك يا أبا حازم " فقال : " هاتها يا أمير المؤمنين والله المستعان " .

    فقال الخليفة : " يا أبا حازم لِمَ نكره الموت ؟ "

    فقال أبو حازم : " لأنكم عمَّرتم الدنيا ، وخرَّبتم الآخرة "

    يا أبا حازم ما لنا عند الله غداً ؟ فقال : " اعرض عملك على كتاب الله عزَّ وجل تجد جواب ذلك " .
    قال : " وأين أجد في كتاب الله ؟ "
    قال : بإسم الله الرحمان الرحم إن الأبرار لفي نعيم و إن الفجار لفي جحيم . صدق الله العظيم


    فقال : " يا أبا حازم إذاً فأين رحمة الله ؟ " .
    فقال أبو حازم : " إن رحمة الله قريبٌ من المحسنين "
    .
    فقال : " يا أبا حازم ليت شعري كيف القدوم على الله الرحمان الرحم ؟ " .
    فقال أبو حازم : " أمَّا المحسن فكالغائب يقدم على أهله وأما المسيء فكالعبد الآبق يُساق إلى مولاه "
    ، فبكى الخليفة حتَّى علا نحيبه ، واشتدَّ بكاؤه
    ثم قال : " يا أبا حازم كيف لنا أن نصلح ؟ " .
    فقال : " تدعون عنكم الحيف ، وتتحلَّوْنَ بالمروءة " .
    فقال الخليفة : " وهذا المال ، ما السبيل إلى تقوى الله فيه ؟ " .
    فقال أبو حازم : " إذا أخذتموه بحقِّه ، ووضعتموه في أهله ، وقسَّمتموه بالسويَّة ، وعدلتم فيه بين الرعيَّة " .
    فقال الخليفة : " يا أبا حازم أخبرني عن أفضل الناس " .
    فقال : " أهل المروءة والتقوى " .
    فقال : " وما أعدل القول ؟ " .
    قال : " كلمة حقٍ يقولها المرء عند من يخاف منه ، وعند من يرجوه " .
    قال : " ما أسرع الدعاء إجابةً ؟ " .
    قال : " دعاء المحسن للمحسنين " .
    قال : " ما أفضل الصدقة ؟ " .
    قال: " جُهْدُ المُقِل ـ المقل هو قليل المال ـ يضعه في يد البائس من غير أن يتبعه مَنَّاً ولا أذى" .
    فقال : " من أكيس الناس ؟ ـ (أي من أعقل الناس ؟ ،) " .
    قال : " رجلٌ ظَفِرَ بطاعة الله ، فعمل بها ، ثمَّ دلَّ الناس عليها "
    ) ظَفِرَ ، أي ظفرَ بها أولاً ، ودلَّ الناس عليها ثانياً .)
    فقال : " فمن أحمق الناس ؟ " .
    قال : "رجلٌ انساق مع هوى صاحبه ، وصاحبه ظالمٌ ، فباع آخرته بدنيا غيره " .
    فقال الخليفة : " هل لك أن تصحبنا يا أبا حازم فتصيب منَّا ، ونصيب منك ؟ "
    أي تستفيد من مالنا ، ونستفيد من علمك .
    فقال : " كلا يا أمير المؤمنين "
    .
    قال: " ولِمَ ؟ " .
    قال : " أخشى أن أركن إليكم قليلاً فيذيقني الله ضعف الحياة وضعف الممات " .
    قال : " ارفع إلينا حاجتك يا أبا حازم " ، فسكت ولم يجب .
    فأعاد عليه قوله : " ارفع إلينا حاجتك يا أبا حازم نقضها لك مهما كانت " .
    فقال : " حاجتي أن تنقذني من النار ، وأن تدخلني الجنَّة " .
    فقال : " هذا ليس من شأني " .
    فقال : " إذاً ليس لي إليكَ حاجة "
    .
    فقال : " ادع لي يا أبا حازم " .
    فقال : " اللهمَّ إن كان عبدك سليمان من أوليائك فَيَسِّره لخَيْر الدنيا والآخرة ، وإن كان من أعدائك فأصلحه ، واهده إلى ما تحبُّ وترضى " .
    فقال رجل : " بئس ما قلت منذ دخلت على أمير المؤمنين ، فلقد جعلت خليفة المسلمين من أعداء الله ، وآذيته " .
    قال أبو حازم : " بل بئس ما قلت أنت ، فلقد أخذ الله على العلماء الميثاق بأن يقولوا الحق ولو كان مرا)
    ثمَّ التفت إلى الخليفة وقال : " يا أمير المؤمنين إن الذين مَضَوْا قبلنا من الأمم الخالية ظلوا في خير وعافية ما دام أمراؤهم يأتون علماءهم رغبةً فيما عندهم ، ثمَّ وجِدَ قومٌ من أرذل الناس تعلَّموا العلم ، وأتوا به الأمراء يريدون أن ينالوا به شيئاً من عَرَض الدنيا ، فاستغنت الأمراء عن العلماء ، فتعسوا ، ونكسوا ، وسقطوا من عين الله عزَّ وجل ، ولو أن العلماء زهدوا فيما عند الأمراء لرغب الأمراء في علمهم ، ولكن رغبوا فيما عند الأمراء فزهدوا في علمهم ، وهانوا عليهم " .
    فقال الخليفة : " صدقت ، زدني من موعظتك يا أبا حازم ، فما رأيت أحداً الحكمة أقرب إلى فمه منك " .
    فقال : " إن كنت من أهل الاستجابة فقد قلت لك ما فيه الكفاية ، وإن لم تكن من أهلها فما ينبغي لي أن أرمي عن قوسٍ ليس لها وتر " .
    فقال الخليفة : " عزمت عليك أن توصيني يا أبا حازم " ، أوصني .
    فقال : " نعم سوف أوصيك ، وأوجز
    عَظِّم ربَّك ، ونَزِّهه أن يراك حيثُ نهاك ، وأن يفتقدك حيث أمرك "
    ثمَّ سلَّم وانصرف .
    فقال الخليفة : "جزاك الله خيراً من عالمٍ ناصح " .
    وما كاد أبو حازم يبلغ بيته حتَّى وجد أن أمير المؤمنين قد بعث إليه بصرَّةٍ مُلئت دنانير ، وكتب إليه يقول : " أنفقها ، ولك مثلها عندي "، فردَّها ، وكتب إليه يقول : " يا أمير المؤمنين أعوذ بالله أن يكون سؤالك إيَّاي هزلاً ، وردي عليك باطلاً ، فوالله ما أرضى ذلك لكَ فكيف أرضاه لنفسي ؟!
    يا أمير المؤمنين إن كانت هذه الدنانير لقاء حديثي الذي حدَّثتك به ، فالميتة ، ولحم الخنزير في حال الاضطرار أَحَلُّ منها ، وإن كانت حقَّاً لي من بيت مال المسلمين فهل سَوَّيت بيني وبين الناس جميعاً في هذا الحق؟ " .
    .
    وسبحان الله و سلام على المرسلين و الحمد لله و الشكر لله الرحمان الرحم .

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 11:33 am