بإسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم أيها النبي و رحمة الله و بركته
((ومن فضائل البربر ما بلغ عن أمنا عائشة رضي الله عنها , دخل عليها ذات مرة رجل من البربر وهي جالسة ومعها نفر من المهاجرين والأنصار , فقامت عائشة عن وسادتها فطرحتها للبربري دونهم , فانسل القوم واجلين بذلك فلما قضي البربري حاجته وخرج أرسلت إليهم عائشة , حتى اجتمعوا إليها , ما الذي أوجب خروجكم علي تلك الحال ؟ قالوا : لا يثارك علينا و علي نفسك رجلا كنا نزدريه , وننتقص قومه , فقالت إنما فعلت ذلك لما قال فيهم رسول الله صلي الله عليه وسلم , قالت أتعرفون فلان البربري ؟ قالو نعم ,
قالت كنت أنا و رسول الله صلي الله عليه وسلم , ذات مرة جالسين , إذ دخل علينا ذلك البربري , مصفر الوجه غائر العينين , فنظر إليه رسول الله صلي الله عليه وسلم , فقال ما دهاك ؟ أمرض ؟ فارقتني بالأمس ظاهر الدم , فجئتني الساعة كأنما انتشلت من قبر , فقال , يا رسول الله صلي الله عليه وسلم , بت في هم شديد , فقال ما همك ؟ قال : تردد بصرك في الأمس خفت أن يكون نزل في القران , فقال : لا يحزنك ذلك, فإنما ترديدي البصر فيك لأن جبريل عليه السلام جاءني , فقال : أوصيك بتقوى الله والبربر قلت : و أي بربر ؟ فقال : قوم هذا , و أشار إليك , فنظرت إليك , فقلت لجبريل
ما شأنهم ؟
قال : قوم يحيون دين الله بعد أن يموت و يجددونه بعد أن يبلى
ثم قال جبريل :
يا محمد دين الله خلق من خلق الله نشأ بالحجاز و أهله بالمدينة , خلقه ضعيفا ثم ينميه و ينشئه , حتى يعلو ويعظم , ويثمر كما تثمر الشجرة , ثم يقع و أنما يقع رأسه بالمغرب , والشيء إذا وقع لم يرفع من وسطه , ولا من أسفله , إنما يرفع من عند رأسه .
وعن عمر ابن خطاب رضي الله عنه انه قدم عليه وفد من البربر , أرسلهم إليه عمرو بن الطايع وهم محلقو الرؤوس و اللحا , فقال لهم عمر من أنتم ؟ قالوا من البربر من لواتة ؟ فنظر إليه عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فاستحضر ترجمانا يترجم كلامهم , فقال لهم مالكم محلقو الرؤوس و اللحا ؟ فقالوا شعر نبث في الكفر , فأحببنا أن نبدله بشعر ينبث في الإسلام , فقال هل لكم مدائن تسكنونها فقالوا : لا , قال : فهل لكم حصون تتحصنون فيها ؟ فقالوا كذلك لا , فقال : هل لكم أسواق تتبايعون فيها ؟ فقالوا : لا , قال : فبكي عمر ابن الخطاب رضي الله عنه , فقال له جلساؤه وما يبكيك يا أمير المؤمنين ؟ قال عمر أبكاني حديث سمعته من رسول الله صلي الله عليه وسلم , يوم حنين , حين انهزم المسلمون فنظر إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم , أبكي فقال ما يبكيك يا عمر ؟ فقلت أبكاني قلة هذه العصابة من المسلمين , و اجتماع أمم الكفر عليها ,
فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم
لا تبك يا عمر , فإن الله عز و جل سيفتح للإسلام بابا من المغرب بقوم يعز بهم الإسلام ويذل بهم الكفر , أهل خشية وبصائر يموتون علي ما أبصروا , وليست لهم مدائن يسكنون فيها ولا حصون يتحصنون فيها , ولا أسواق يتبايعون فيها و فلذلك بكيت الساعة , حين ذكرت رسول الله صلي الله عليه وسلم , وما ذكر من الفضل عليهم فردهم إلي عمرو ابن الطايع وأمره أن يجعلهم في مقدمات العسكر , و أحسن إليهم عمر ابن الخطاب رضي الله عنه و أكرمهم , و أمر عمرو بن الطايع أن يحسن إليهم .
وبلغ أن رجلا من ذرية أبي بكر رضي الله عنه عن بعض الخلفاء أنه قال : يا أهل مكة و يا أهل المدينة
أوصيكم بالله و بالبربر خيرا , فأنهم سيأتونكم بدين الله من المغرب بعد أن تضيعوه , هم الذين ذكرهم الله عز و جل في كتابه بقوله (( بإسم الله الرحمان الرحيم يَا أَيُّهَا المؤمنون مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذو الفضل العظيم . إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا بالله و برسوله الذين يقيمون صلاة الجمعة و يؤتون الزكاة و هم راكعون . و من يتول الله و رسوله و الذين آمنوا بالله و برسوله فإن حزب الله الرحمان الرحم هم الغالبون )) ( سجدة الشكر ) . لا ينظرون حسب أمريء غير طاعة الله ,
قال البكري : فمن حين وقعت الفتنة إنما نقاتل نحن العرب علي الدينار و الدرهم و أما البربر فإنهم يقاتلون علي دين الله ليقيموه , قال وهو يرفع الحديث إلي ابن مسعود رضي الله عنه أن أخر حجة حججنا قام خطيبا فقال :
يا أهل مكة و يا أهل المدينة أوصيكم بتقوى الله وبالبربر فأنهم سيأتونكم بدين الله من المغرب , وهم الذين يستبدل الله بكم إذ يقول : (( وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ )) و الذي نفس ابن مسعود بيده لو أدركتهم لكنت لهم أطوع من إمائهم , و أقرب إليهم من دثارهم .
وبلغ عن أمنا عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهم و أرضاهم أنها أبصرت صبيا ذا جمال وهيبة فقالت من هذا الصبي السعيد ؟ قالوا من البربر , قالت عائشة البربر يقرون الضيف و يلجمون الطغاة لجام الخيل .
والله أعلم
و سبحان الله و سلام على المرسلين و الحمد لله و الشكر لله الرحمان الرحم
((ومن فضائل البربر ما بلغ عن أمنا عائشة رضي الله عنها , دخل عليها ذات مرة رجل من البربر وهي جالسة ومعها نفر من المهاجرين والأنصار , فقامت عائشة عن وسادتها فطرحتها للبربري دونهم , فانسل القوم واجلين بذلك فلما قضي البربري حاجته وخرج أرسلت إليهم عائشة , حتى اجتمعوا إليها , ما الذي أوجب خروجكم علي تلك الحال ؟ قالوا : لا يثارك علينا و علي نفسك رجلا كنا نزدريه , وننتقص قومه , فقالت إنما فعلت ذلك لما قال فيهم رسول الله صلي الله عليه وسلم , قالت أتعرفون فلان البربري ؟ قالو نعم ,
قالت كنت أنا و رسول الله صلي الله عليه وسلم , ذات مرة جالسين , إذ دخل علينا ذلك البربري , مصفر الوجه غائر العينين , فنظر إليه رسول الله صلي الله عليه وسلم , فقال ما دهاك ؟ أمرض ؟ فارقتني بالأمس ظاهر الدم , فجئتني الساعة كأنما انتشلت من قبر , فقال , يا رسول الله صلي الله عليه وسلم , بت في هم شديد , فقال ما همك ؟ قال : تردد بصرك في الأمس خفت أن يكون نزل في القران , فقال : لا يحزنك ذلك, فإنما ترديدي البصر فيك لأن جبريل عليه السلام جاءني , فقال : أوصيك بتقوى الله والبربر قلت : و أي بربر ؟ فقال : قوم هذا , و أشار إليك , فنظرت إليك , فقلت لجبريل
ما شأنهم ؟
قال : قوم يحيون دين الله بعد أن يموت و يجددونه بعد أن يبلى
ثم قال جبريل :
يا محمد دين الله خلق من خلق الله نشأ بالحجاز و أهله بالمدينة , خلقه ضعيفا ثم ينميه و ينشئه , حتى يعلو ويعظم , ويثمر كما تثمر الشجرة , ثم يقع و أنما يقع رأسه بالمغرب , والشيء إذا وقع لم يرفع من وسطه , ولا من أسفله , إنما يرفع من عند رأسه .
وعن عمر ابن خطاب رضي الله عنه انه قدم عليه وفد من البربر , أرسلهم إليه عمرو بن الطايع وهم محلقو الرؤوس و اللحا , فقال لهم عمر من أنتم ؟ قالوا من البربر من لواتة ؟ فنظر إليه عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فاستحضر ترجمانا يترجم كلامهم , فقال لهم مالكم محلقو الرؤوس و اللحا ؟ فقالوا شعر نبث في الكفر , فأحببنا أن نبدله بشعر ينبث في الإسلام , فقال هل لكم مدائن تسكنونها فقالوا : لا , قال : فهل لكم حصون تتحصنون فيها ؟ فقالوا كذلك لا , فقال : هل لكم أسواق تتبايعون فيها ؟ فقالوا : لا , قال : فبكي عمر ابن الخطاب رضي الله عنه , فقال له جلساؤه وما يبكيك يا أمير المؤمنين ؟ قال عمر أبكاني حديث سمعته من رسول الله صلي الله عليه وسلم , يوم حنين , حين انهزم المسلمون فنظر إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم , أبكي فقال ما يبكيك يا عمر ؟ فقلت أبكاني قلة هذه العصابة من المسلمين , و اجتماع أمم الكفر عليها ,
فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم
لا تبك يا عمر , فإن الله عز و جل سيفتح للإسلام بابا من المغرب بقوم يعز بهم الإسلام ويذل بهم الكفر , أهل خشية وبصائر يموتون علي ما أبصروا , وليست لهم مدائن يسكنون فيها ولا حصون يتحصنون فيها , ولا أسواق يتبايعون فيها و فلذلك بكيت الساعة , حين ذكرت رسول الله صلي الله عليه وسلم , وما ذكر من الفضل عليهم فردهم إلي عمرو ابن الطايع وأمره أن يجعلهم في مقدمات العسكر , و أحسن إليهم عمر ابن الخطاب رضي الله عنه و أكرمهم , و أمر عمرو بن الطايع أن يحسن إليهم .
وبلغ أن رجلا من ذرية أبي بكر رضي الله عنه عن بعض الخلفاء أنه قال : يا أهل مكة و يا أهل المدينة
أوصيكم بالله و بالبربر خيرا , فأنهم سيأتونكم بدين الله من المغرب بعد أن تضيعوه , هم الذين ذكرهم الله عز و جل في كتابه بقوله (( بإسم الله الرحمان الرحيم يَا أَيُّهَا المؤمنون مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذو الفضل العظيم . إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا بالله و برسوله الذين يقيمون صلاة الجمعة و يؤتون الزكاة و هم راكعون . و من يتول الله و رسوله و الذين آمنوا بالله و برسوله فإن حزب الله الرحمان الرحم هم الغالبون )) ( سجدة الشكر ) . لا ينظرون حسب أمريء غير طاعة الله ,
قال البكري : فمن حين وقعت الفتنة إنما نقاتل نحن العرب علي الدينار و الدرهم و أما البربر فإنهم يقاتلون علي دين الله ليقيموه , قال وهو يرفع الحديث إلي ابن مسعود رضي الله عنه أن أخر حجة حججنا قام خطيبا فقال :
يا أهل مكة و يا أهل المدينة أوصيكم بتقوى الله وبالبربر فأنهم سيأتونكم بدين الله من المغرب , وهم الذين يستبدل الله بكم إذ يقول : (( وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ )) و الذي نفس ابن مسعود بيده لو أدركتهم لكنت لهم أطوع من إمائهم , و أقرب إليهم من دثارهم .
وبلغ عن أمنا عائشة الصديقة بنت الصديق رضي الله عنهم و أرضاهم أنها أبصرت صبيا ذا جمال وهيبة فقالت من هذا الصبي السعيد ؟ قالوا من البربر , قالت عائشة البربر يقرون الضيف و يلجمون الطغاة لجام الخيل .
والله أعلم
و سبحان الله و سلام على المرسلين و الحمد لله و الشكر لله الرحمان الرحم