بإسم الله الرحمان الرحيم السلام عليكم أيها النبي و رحمة الله و بركته
قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم : يا عبد العلي أنين المؤمن المريض تسبيح، وصياحه تهليل، ونومه على الفراش عبادة، وتقلبه من جنب إلى جنب جهاد في سبيل الله، فإن عوفي يمشي في الناس وما عليه من ذنب.
وقال صلى الله عليه وسلم : عجبت للمؤمن وجزعه من السقم، ولو علم ماله في السقم لأحب أن لايزال سقيماً حتى يلقى ربّه عزّ وجلّ .
ومما قال صلى الله عليه وسلم أيضاً: للمريض أربع خصال: يرفع عنه القلم، ويأمر الله الملك فيكتب له كل فضل كان يعمله في صحته، ويتبع مرضه كل عضو في جسده فيستخرج ذنوبه منه، فإن مات مات مغفوراً له وإن عاش عاش مغفوراً له.
وعنه صلى الله عليه وسلم أيضاً: إذا مرض المسلم كتب الله له كأحسن ما كان يعمل في صحته وتساقطت ذنوبه كما يتساقط ورق الشجر.
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: إن الله إذا أحب عبداً نظر إليه، وإذا نظر إليه أتحفه بواحدة من ثلاث: إما حمّى أو وجع عين أو صداع.
وعنه عليه السلام قال: إن العبد إذا كثرت ذنوبه ولم يجد ما يكفرها به ابتلاه الله بالحزن في الدنيا ليكفرها به، فإن فعل ذلك به وإلا أسقم بدنه ليكفرها به، فإن فعل ذلك به وإلا شدّد عليه عند موته ليكفرها به، فإن فعل ذلك به، وإلا عذبه في قبره ليلقى الله عزّ وجل يوم يلقاه وليس شيء يشهد عليه بشيء من ذنوبه.
وعن الإمام الرضا عليه السلام قال: المرض للمؤمن تطهير ورحمة، وللكافر تعذيب ولعنة، وإن المرض لا يزال بالمؤمن حتى ما يكون عليه ذنب.
أهمية الطب الوقائي
والتأكيد على أن الوقاية خير من العلاج:
قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم : المعدة بيت الداء، والحمية رأس الدواء، واعط كل بدن ما عوّد به.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : إنا أهل بيت لا نحمى ولا نحتمي إلا من تمر، ونتداوى بالتفاح والماء البارد.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: من لم يصبر على مضض الحمية طال سقمه.
وقال عليه السلام : لا تنال الصحّة إلا بالحمية.
وقال عليه السلام : المعدة بيت الأدواء والحمية رأس الدواء، وعود كل بدن ما اعتاد، لا صحة مع النهم.
وعنه عليه السلام قال: لا تأكل ما قد عرفت مضرته، ولا تؤثر هواك على راحة بدنك، والحمية هو الاقتصاد في كل شيء.
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: ليست الحمية من الشيء تركه، إنما الحمية من الشيء الإقلال منه.
وعن الإمام الكاظم عليه السلام : الحمية رأس الدواء ،والمعدة بيت الداء عوّد بدناً ما تعوّد.
.
وعنه عليه السلام قال: رأس الحمية الرفق بالبدن.
وعن الإمام الرضا عليه السلام قال: لو أن الناس قصروا في الطعام لاستقامت أبدانهم.
وقال عليه السلام : ليس الحمية من الشيء تركه، إنما الحمية من الشيء الإقلال منه.
دور العامل النفسي في تخفيف حدّة المرض
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من يعرف البلاء يصبر، ومن لا يعرف ينكره.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: امش بدائك ما مشى بك.
وقال عليه السلام : لا تضطجع ما استطعت القيام مع العلة.
أي مهما وجد المريض سبيلاً إلى الصبر على المرض الذي يمكن أن يتحمّله جسمه عليه أن يحاول مصارعة المرض وعدم الاعتناء به، وأن يعيش حياته بصورتهاالطبيعية ما أمكن.
وعن الإمام الكاظم عليه السلام قال: لكل داءٍ دواء فسأل عن ذلك.
ضرورة التريث في استعمال الدواء
وعدم المسارعة لشرب الدواء ما لم تتشخّص العلة ويتضح المرض ويعرف الدواء الأنجع والعلاج الأمثل.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : تجنّب الدواء ما احتمل بدنك الداء، فإذا لم يحتمل الداء فالدواء.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : أربعة من كنوز الجنّة: كتمان الفاقة، وكتمان الصدقة، وكتمان المصيبة، وكتمان الوجع.
وعن الإمام علي عليه السلام قال: اجتنب الدواء ما لزمتك الصحّة، فإذا أحسست بحركة الداء فاحسمه بما يردعه قبل استعجاله.
وعن الامام الصادق عليه السلام قال: من ظهرت صحته على سقمه فيعالج نفسه بشيء فمات فأنا إلى الله منه بريء.
الحث على المسارعة للعــلاج
إذا استدعت الحاجة ،ودعت الضرورة حيث يحرم ترك العلاج إذا تفاقم المرض،وخيف منه على النفس والحياة.
قال صلى الله عليه وآله وسلم : لكل داء دواء.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : تداووا فإن الله عزّ وجلّ لم ينزل داءاً إلا وأنزل له شفاءاً.
وقيل له: "يا رسول الله نتداوى؟"، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : نعم، ما أنزل الله تعالى من داء إلا وقد أنزل معه دواءآً فتداووا، إلا السام فإنه لا دواء له.
وعن الامام الصادق عليه السلام قال: إن نبياً من الأنبياء مرض فقال: "لا أتداوى حتى يكون الذي أمرضني هو الذي يشفيني"، فأوحى الله عزّ وجل: "لا أشفيك حتى تتداوى، فإن الشفاء مني ،والدواء مني" فجعل يتداوى فأتى الشفاء.
وعنه عليه السلام قال: كان فيما مضى يسمّى الطبيب المعالج، فقال موسى بن عمران عليه السلام : "يا رب ممن الداء؟"، قال: "مني"، قال: "فممن الدواء؟" قال: "مني"، فقال: "فما يصنع الناس بالمعالج؟"، فقال: "يطيب بذلك أنفسهم"، فسمّي الطبيب طبيباً لذلك، وأصل الطبيب المداوي.
التداوي بالمحرمات
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لا شفاء في حرام.
وذلك لأن الله عزّ وجل لم يحرّم حراماً قط إلا لأجل مافيه من وجوه المفاسد والضرر على الإنسان،وإن خفيت عليه أو جهلها بحكم قصوره ومحدودية علمه وإدراكه .
أهمية الجلد والصبر على المـرض
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يكتب أنين المريض حسنات ما صبر، فإن جزع كتب هلوعاً لا أجر له.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: يقول الله عزّ وجل: إذا ابتليت عبدي فصبر ولم يشتك على عوّاده ثلاثاً أبدلته لحماً خيراً من لحمه ،وجلداً خيراً من جلده ،ودماً خيراً من دمه، وإن توفيته توفيته إلى رحمتي، وإن عافيته عافيته ولا ذنب عليه.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: من لم يحتمل مرارة الدواء دام ألمه.
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال: من اشتكى ليلة فقبلها بقبولها وأدّى إلى الله شكرها كانت له كفّارة ستين سنة، فقيل له: "وماقبلها بقبولها؟"، قال: صبر على ما كان فيها، وفي رواية قال: لا يشكو ما أصابه فيها إلى أحد.
وعنه عليه السلام قال: إنما الشكوى أن يقول الرجل: "لقد ابتليت بما لم يبتل به أحد"، أو يقول: "لقد أصابني ما لم يصب أحداً"، وليس الشكوى أن يقول: "سهرت البارحة وتحمّمت اليوم ونحو هذا.
قال القطب الراوندي: "إن المريض إذا احتمل المشقّة التي حملها الله عليه احتساباً كان له أجر الثواب على ذلك ، والعوض على المرض، فعلى فعل العبد إذا كان مشروعاً الثواب، وعلى فعل الله إذا كان ألماً على سبيل الاختيار العوض".
استحباب إعلام المريض لأقاربه وأصدقائه بمرضه لعيادته
روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال: ينبغي للمريض منكم أن يؤذن إخوانه بمرضه فيعودونه ، ويؤجر فيهم ويؤجرون فيه، فقيل له: "نعم، هم يؤجرون فيه لمشيهم إليه، وهو كيف يؤجر فيهم؟"، فقال: باكتسابه لهم الحسنات فيؤجر فيهم، فيكتب له بذلك عشر حسنات ، ويرفع له عشر درجات، ويحطّ عنه عشر سيئات.
فضل عيادة المريض
روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: يعيّر الله عزّ وجل عبداً من عباده يوم القيامة فيقول: { عبدي ما منعك إذا مرضت أن تعودني؟" فيقول: "سبحانك أنت رب العباد لا تألم ولا تمرض"، فيقول: "مرض أخوك المؤمن فلم تعده، وعزّتي وجلالي لو عدته لوجدتني عنده، ثم لتكفلت بحوائجك فقضيتها لك، وذلك من كرامة عبدي المؤمن وأنا الرحمن الرحيم".
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: من عاد مريضاً فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله سبعون ألف ألف حسنة، ويمحا عنه سبعون ألف ألف سيئة، ويرفع له سبعون ألف ألف درجة، ووكّل الله به سبعون ألف ألف ملك يعودونه في قبره ،ويستغفرون له إلى يوم القيامة.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: أيما مؤمن عاد مريضاً خاض في الرحمة فإذا قعد عنده استنقع فيها فإذا عاده غدوةً صلى عليه سبعون ألف ملك إلى أن يمسي، وإن عاده عشيةً صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: أجيبوا الداعي، وعودوا المريض واقبلوا الهدية ولا تظلموا المسلمين.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: إن على كل مسلم في كل يوم صدقة، قيل: "من يطيق ذلك"، قال صلى الله عليه وآله وسلم : إماطتك الأذى عن الطريق صدقة، وإرشادك الرجل إلى الطريق صدقة،، وعيادتك المريض صدقة، وأمرك بالمعروف صدقة، ، ونهيك عن المنكر صدقة، وردّك السلام صدقة.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: من عاد مريضاً نادى منادٍ من السماء باسمه: "يا فلان طبت وطاب ممشاك وتبوّأت من الجنة.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم فيما أوصى به الامام علي عليه السلام : يا علي سر سنتين بر والديك، سر سنة صل رحمك، سر ميلاً عد مريضاً، سر ميلين شيع جنازة، سر ثلاثة أميال أجب دعوة، سر أربعة أميال زر أخاً في الله، سر خمسة أميال أغث الملهوف، سر ستة أميال أنصر المظلوم وعليك بالاستغفار.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه قال: لا يكون الصديق صديقاً حتى يحفظ أخاه في ثلاث : في نكبته وغيبته ووفاته.
وعن الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: كان فيما ناجى به موسى عليه السلام ربّه أن قال: "يا رب ما بلغ من عيادة المريض من الأجر؟" فقال الله عزّ وجل: "أوكّل به ملكاً يعوده في قبره إلى محشره.
وعن الامام الصادق عليه السلام قال: أيما مؤمن عاد أخاه في مرضه فإن كان حين يصبح شيّعه سبعون ألف ملك، فإذا قعد عنده غمرته الرحمة واستغفروا له حتى يمسي، وإن كان مساءاً كان له مثل ذلك حتى يصبح.
وعنه عليه السلام قال: من عاد مريضاً في الله لم يسأل المريض للعائد شيئاً إلا استجاب الله له.
وقال عليه السلام ذات يوم لأحد أصحابه: أبلغ موالينا السلام وأوصهم بتقوى الله ، وأن يعود غنيهم فقيرهم، وقويهم ضعيفهم، وأن يعود صحيحهم مريضهم، وأن يشهد حيّهم جنازة ميتهم، وأن يتلاقوا في بيوتهم ، وإن لقاء بعضهم بعضاً حياة لأمرنا، رحم الله امرءاً أحيا أمرنا
زمان عيادة المريض
عيادة المريض وآدابها قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من حق المسلم على المسلم إذا لقيه أن يسلم عليه، وإذا مرض أن يعوده، وإن مات أن يشيّع جنازته.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: تمام عيادة المريض أن يضع أحدكم يده عليه ويسأله: كيف أنت؟، كيف أصبحت وكيف أمسيت؟، وتمام تحيتكم المصافحة.
وعن الامام الصادق عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ ، العبد إلى الله عزّ وجل فيحاسبه حساباً يسيراً، ويقول: يا مؤمن ما منعك أن تعودني حين مرضت؟، فيقول المؤمن: أنت ربي وأنا عبدك، أنت الحي الذي لا يصيبك ألم ولا نصب، فيقول عزّ وجل: من عاد مؤمناً فقد عادني، ثم يقول له: أتعرف فلان بن فلان؟ فيقول: نعم يارب، فيقول له: ما منعك أن تعوده حين مرض؟، أما إنك لو عدته لعدتني ثم لوجدتني به وعنده، ثم لوسألتني حاجة لقضيتها لك ولم أردّك عنها.
وعنه عليه السلام قال: عودوا مرضاكم واسألوهم الدعاء فإنه يعدل دعاء الملائكة.
وعنه عليه السلام قال: من تمام العيادة أن يضع العائد إحدى يديه على يدي المريض أو على جبهته.
وعنه عليه السلام قال: إذا دخل أحدكم على أخيه عائداً له فليدع له ، وليطلب منه الدعاء، فإن دعاءه مثل دعاء الملائكة.
وعنه عليه السلام قال: ثلاثة دعوتهم مستجابة -وعدّ منهم المريض ـ ، وقال: فلا تغيظوه ولا تضجروه.
مدّة الجلوس عند عيادة المريض
قال أمير المؤمنين عليه السلام : إن من أعظم العباد أجراً عند الله لمن إذا عاد أخاه خفّف الجلوس إلا أن يكون المريض يريد ذلك ويحبه ويسأله ذلك.
وعن الامام الصادق عليه السلام قال: تمام العيادة للمريض أن تضع يدك على ذراعيه ، وتعجّل القيام من عنده، فإن عيادة النوكى أشد على المريض من وجعه.
بيان : (النوكّى) جمع أنوك، وهو الأحمق العاجز الجاهل العيي في كلامه .
وعنه عليه السلام قال: أعظمكم أجراً في العيادة أخفكم جلوساً.
استحباب تقديم هدية للمريض
وإن قلت استقبل الإمام الصادق عليه السلام ذات يوم بعض اصحابه وكانو يمشون قاصدين الذهاب لعيادة أحد اصحابهم المرضى فسألهم عليه السلام بقوله: اين تريدون؟ فقلنا: نريد فلاناً نعوده ، قال: قفوا، فوقفنا قال: مع احدكم تفاحة او سفر جلة او أترجه أو لعقة من طيب او قطعة من عود بخور فقلنا: ما معنا من هذا شيء قال: اما علمتم أن المريض يستريح إلى كل ما أدخل به عليه.
إطعام المريض والأكل عنده
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: لا تكرهوا مرضاكم على الطعام فإن الله يطعمهم ويسقيهم.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : من أطعم مريضاً أطعمه الله من ثمار الجنة.
أي من أطعمه الطعام الذي يتفق مع مزاجه وحالته ويرغب فيه وتتوق نفسه إليه.
وعن الأمام الصادق عليه السلام قال: لا يضر المريض ما حميت عنه الطعام .
وقال عليه السلام : لو اقتصد الناس في المطعم لا ستقامت أبدانهم.
وعن الأمام الرضا عليه السلام : ان الصحة والعلة تقتتلان في الجسد، فإن غلبت العلة الصحةاستيقظ المريض، وإن غلبت الصحة العلة اشتهى الطعام، فاطعموه، فلربما كان فيه الشفاء.
وروى اذا كان الأنسان مريضاً فلا ينبغي له ان يكره على تناول الطعام والشراب بل يتلطف به في ذلك
فضل رعاية المريض وتمريضه ورعايته والقيام بخدمته
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من قام على مريض يوماً وليلة بعثه الله مع ابراهيم خليل الرحمن، فجاز على الصراط كالبرق اللامع.
قضاء حوائج المريض
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من قاد ضريراً أربعين خطوة على أرض سهلة لا يفى بقدر ابراة من جميعة طلاع الأرض ذهباً، فإن كان فيما قاده مهلكه جوّزه عنها وجد ذلك في ميزان حسناته يوم القيامة أوسع من الدينا مائه ألف مرّة ،ورجح لسيئاته كلها ومحقها، وأنزله في اعلا الجنان وغرفها.
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أيضا قال: كلّ معروف صدقة، والدال على الخير كفاعله، والله يحب اغاثة اللهفان .
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: من أعان ضعيفاً في بدنه على أمره اعانه الله على أمره، ونصب له في يوم القيامة ملائكة يعينونه على قطع تلك الأهوال، وعبور تلك الخنادق من النار، حتي لا يصيبه من دخانها وعلي سمومها ، وعلى عبور الصراط الى الجنة سالماً آمناً .
وقال صلى الله عليه وآله وسلم أيضاً: من سعى لمريض في حاجة قضاها اولم يقضها خرج من ذنونه كيوم ولدته أمه، فقال رجل من الأنصار:بأبي انت وأمي يارسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإذا كان المريض من أهل بيته ، او ليس ذلك اعظم اجراً اذا سعى في حاجة أهل بيته؟ قال: نعم، ألا ومن فرّج عن مؤمن كربة من كرب الدينا فرّج الله عنه اثنين وسبعين كربة من كرب الآخرة، واثنين وسبعين كربة من كرب الدنيا أهونها المغص.
وعن الأمام الصادق عليه السلام قال: من أغاث أخاه المؤمن اللهفان اللهثان عند جهده فنفّس كربته أو أعانه على نجاح حاجته، كانت له بذلك اثنتان وسبعون رحمة لأفزاع يوم القيامة وأهواله
{ونُنَزِّلُ من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً }{إنّه لكتابٌ عزيز لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولامن خلفه تنزيلٌ من حكيم حميد}.
اللّهم إنّي أسألك بحق القرآن العظيم الذي نزل به الروح الأمين وهو عندك في أم الكتاب عليّ حكيم أن تشفي هذا المريض بشفائك وتداويه بدوائك وتعافيه من بلائك.
ثمّ ضع يدك على موضع الألم وإقرأ ثلاثاً:
{وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن اللّه كتاباً مؤجلاً ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤتها منها وسنجزي الشاكرين }.
ثمّ إقرأ سبع مرّات:
{ لو أنزلنا هذا القرآنَ على جبلٍ لرأيته خاشعاً مُتصدعاً من خشية اللّه وتلك الأمثالُ نضربها للناس لعلّهم يتفكّرون ü هو الّلهُ الذي لا إلهَ إلا هو عالمُ الغيبِ والشهادةِ هو الرحمنُ الرحيمُ ü هو اللّه الذي لا إلهَ إلا هو الملكُ القدوسُ السلامُ المؤمنُ المهيمنُ العزيزُ الجبارُ المتكبّرُ سبحانَ اللّه عمّا يشركون ü هو اللّهُ الخالقُ البارئُ المصوّرُ له الأسماءُ الحسنى يسبّحُ له ما في السمواتِ والأرض وهو العزيزُ الحكيمُ}
الأيات الست وأجوبتها
وهي مروية عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم
تقرأ عند كلّ شدّة وهم وغم:
الأولى: (الذين إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ) جوابها
أولئك عليهم صلواتٌ من ربهم ورحمةٌ وأولئكَ هم المهتدون).
الثانية: (الذين قال لهم الناسُ إنَّ الناسَ قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل)جوابها: (فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوءٌ واتبعوا رضوانَ الله والله ذوفضل عظيم).
الثالثة
وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظنَّ لن نقدرَ عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) جوابها (فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين).
الرابعة: (وأيوبَ إذ نادي ربَّهُ أني مسني الضرُّ و أنت أرحم الرحمين) جوابها
فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضُرّ و آتيناه أهلَهُ ومِثلَهم معهم رحمةً من عندنا و ذكري للعابدين).
الخامسة: (وأفوض أمري إلي الله إن الله بصيرٌ بالعباد) جوابها ( فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعونَ سوءُ العذاب ).
السادسة
والذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا اللهَ فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوبَ إلا الله ولم يصروا علي ما فعلوا وهم يعلمون) جوابها (أولئك جزاؤهم مغفرةٌ من ربهم وجناتٌ تجري من تحتها الأنهارُ خالدين فيها ونعمَ أجرُ العاملين).
آيات الحفظ
وهي تسع آيات قرآنيّة مروية عن أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام تكفي حاملها وقارءها كلّ آفة وعاهة ومحنة وسوء: الأولى
قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلي الله فليتوكل المؤمنون).
الثانية
وإن يمسسكَ اللهُ بضرّ فلا كاشفَ له الا هو وان يردكَ بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاءُ من عباده وهو الغفور الرحيم ).
الثالثة: ( وما من دابة في الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرَّهَا ومستودعها كل في كتاب مبين ).
الرابعة: ( وكأين من دابةٍ لا تحمل رزقها اللهُ يرزقها واياكم وهو السميعُ العليم) الخامسة: ( ما يفتحُ اللهُ للناس من رحمة فلا ممسكَ لها وما يمسكُ فلا مرسل له من بعده وهو العزيز الحكيم).
السادسة: ( قل افريتم ما تدعون من دون الله ان ارادنيَ اللهُ بضرّ هل هن كاشفاتُ ضُرّه او أراد ني برحمة هل هن ممسكاتُ رحمته قل حسبي اللهُ عليه يتوكلُ المتوكلون) .
السابعة: ( حسبي الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم).
وامتنع بحول الله وقوته من حولهم وقوتهم واستشفع برب الفلق من شر ما خلق واعيذ بما شاء الله لا حول ولا قوة الا بالله.
الثامنة
الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فا خشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل ).
التاسعة: (اني توكلتُ على الله ربي وربكم ما من دابة الا هو آخذٌ بناصيتها إنَّ ربي على صراط مستقيم).
الإستشفاء بالصلاة
1 ـ صلاة المريض لنفسه:
عن الإمام الصادق عليه السلام قال:
إنّ أحدكم إذا مرض دعا الطبيب وأعطاه ،وإذا كانت له حاجة إلى سلطان رشا البواب وأعطاه ،ولو أنّ أحدكم إذا فدحه أمر فزع إلى اللّه تعالى فتطهر وتصدّق بصدقة قلّت أو كثرت ثمّ دخل المسجد فصلّى ركعتين فحمد اللّه وأثى عليه وصلّى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته & ثمّ قال : { اللّهم إن عافيتني من مرضي أو رددتني من سفري أو عافيتني مما أخاف من كذا وكذا .
.
} إلا آتاه اللّه ذلك ،وهي اليمين الواجبة ،وما جعل اللّه تبارك وتعالى عليه من الشكر.
2 ـ صلاة أم المريض لولدها:
يستحب لأم المريض الإغتسال والصعود فوق البيت وتبرز إلى السماء وتصلّي ركعتين فإذا سلّمت قالت :{ اللّهم إنّك وهبته لي ولم يك شيئاً اللّهم إني أستوهبكه مبتدءاً فأعرنيه، يامن وهبه لي ولم يك شيئاً جدد هبته لي }.
الإستشفاء بالدعاء
قال الإمام علي عليه السلام : ادفعوا أمواج البلاء عنكم بالدعاء قبل ورود البلاء.
وقال الإمام الصادق عليه السلام : عليك بالدعاء فإنّه شفاء من كلّ داء.
1 ـ دعاء المريض لنفسه:
يستحب للمريض أن يقوله ويكرره:
لا اله الا الله يحيي ويميت، وهو حي لا يموت ،سبحان الله رب العباد والبلاد، والحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه على كل حال، والله اكبر كبيراً كبرياءَ ربنا وجلاله وقدرته بكل مكان.
اللهم إن كنتَ أمرضتني لقبض روحي في مرضي هذا فاجعل روحي في أرواح من سبقتْ له منكَ الحسني ،وباعدني من النار كما باعدتَ او لياءكَ الذين سبقتْ لهم منكَ الحسنى.
وروي أيضاً يقول ثلاث مرات:
بِسْمِ الله الرحمن الرحيم
سبحان القادر القاهر القوي العزيز الجبار المتكبر الحي القيوم بلا معين ولا ظهير،اللهم إنك قلت:{ادعوني استجب لكم وأنك لا تخلف المعياد}، اللهم فرّج همي ،واكشف غمي ،وأهلك عدوي، واقض حاجتي برحمتك يا أرحم الراحمين، لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله حقاً حقاً اللهم تفضل عليّ،وأحسن إليّ،وكن لي أنيساً،ولا تكن عليّ.
اللهم يالطيف اغثنا وأدركنا بحق لطفك الخفي ،إلهي كفي علمك عن المقال،وكفي كرمك عن السؤال، ياإلهَ العالمين ،ويا خيرَ الناصرين، برحمتك أستغيث، وعليك أتوكل.
اللهم بحق سرّ هذه الاسرار،وبحق كرمك الخفي،وبحق اسمك الاعظم،أسالك أن تقضي حاجتي و تهلك عدوي وتصلني إلى مرادى،وتدفع عني شر جميع عبادك يا أرحم الراحمين اللهم صلّ على محمد وآله.
2 ـ دعاء الغير على المريض:
جمعناه من عدّة إحاديث يقول:
بسم اللّه الرحمن الرحيم
اللّهم إنّك عيّرت أقواماً فقلت : {قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلاً} فيامن لا يملك كشف ضرّ هذا المريض ولا تحويله عنه أحد غيرك صلّ على محمّد وآل محمّد واكشف ضرّه وحوّله إلى من يدعو معك إلهاً آخر لا إله غيرك، اللّهم إنّي أسألك بحق القرآن العظيم، الذي نزل به الروح الأمين ،وهو عندك في أم الكتاب عليّ حكيم، أن تشفي هذا المريض بشفائك، وتداويه بدوائك ،وتعافيه من بلائك.
ياعلي يا عظيم يا رحمن يارحيم، يا سامع الدعوات، يا معطي الخيرات، صلّ على محمّد وآل محمّد ،واعطِ هذا المريض من خير الدنيا والآخرة ما أنت أهله، واصرف عنه من شر الدنيا والآخرة ما أنت أهله ،واذهب عنه شرّ ما يجد وما ألمّ به من وجع و داء ولأواء وشدّة وبلاء.
اللّهم فّرج عنه كربته،وعجّل عافيته،واكشف ضرّه ،اللّهم أنت لهاولكلّ عظيمة،ففرجها عنه.
اللّهم إنّي أعيذه بعزتك،وأعيذه بقدرتك،وأعيذه بقوتك التي سكن لها ما في البر والبحر وما في السموات والأرض، وأعيذه بجلالك،وأعيذه بعظمتك،وأعيذه بجمالك،وأعيذه ببهائك،وأعيذه برسولك خير خلقك وخاتم رسلك وبأهل بيته الطاهرين المصطفين الأخيار ،وأعيذه بعفوك ،وأعيذه بأسمائك التي لا يضر معها سمّ ولا داء من شر ما يحذر ومن شر مايخاف على نفسه، فإنّه لا حول ولا قوّة إلا بك، يا علي يا عظيم يا رؤوف يارحيم ، ياربّ الأرباب، ويا إله الآلهة ،ويا ملك الملوك ،ويا سيّد السادة، اشفه بشفائك من كلّ داء وسقم، فإنّه عبدك يتقلّب في قبضتك ،يامنزل الشفاء ومذهب الداء أنزل على ما بهذا المريض من داء شفاءاً يشفيه، يا شافي لا شافي لا شفاءَ إلا شفاؤك، شفاءًا لا يغادر سقماً شفاءاً من كل داء وسقم.
يا أجود من أعطى ويا خير من سئل ويا أرحم من استرحم إرحم ضعف هذا المريض وقلّة حيلته وعافهِ من وجعه.
ثمّ قل سبع مرات:{أعيذك باللّه العظيم ربِّ العرش العظيم من شرّ كلِّ عرقٍ نفَّارٍ، ومن شرّ حرِّ النارِ}.
وقل ثلاث أو سبع مرات بعد وضع يدك على موضع الداء:
{أيّها الوجع اسكن بسكينة اللّه، وقِر بوقار اللّه ،وانحجز بحاجز اللّه ،واهدأ بهداء اللّه ،أعيذك أيّها الإنسان بما أعاذ اللّه عزّ وجل به عرشه وملائكته يوم الرجفة والزلازل} وتمسك بعضد المريض الأيمن وتقرأ الحمد سبعاً وتدعو بهذا الدعاء:
{ اللّه أزل عنه العلل والداء ،وأعده إلى الصحة والشفاء ،وأمدّه بحسن الوَقاية ،وردّه إلى حسن العافية ،واجعل ماناله في مرضه هذا مادّةً لحياته ،وكفارةً لسيآته، اللّهم وصلّ على محمّد وآل محمّد} فإن لم ينجع وإلا كرر الحمد سبعين مرّة فإنّه ينجع إن شاء اللّه تبارك وتعالى.
الإستشفاء بالصدقة
قال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم : إن اللّه لا إله إلا هو ليدفع بالصدقة الداء والدبيلة والحرق والغرق والهدم والجنون .
.
.
وعدّ صلى الله عليه وآله وسلم سبعين باباً من السوء .
وقال صلى الله عليه وآله وسلم :داووا مرضاكم بالصدقة.
وقال صلى الله عليه وآله وسلم :الصدقة تدفع ميتة السوء عن صاحبها.
الإستشفاء بالرقي
عوذة مروية عن الإمام الباقر عليه السلام توضع في لباس المريض أو تعلق عليه بسم اللّه الرحمن الرحيم
اللّه أكبر، اللّه أكبر، اللّه أكبر، أشهد أنه لا إله إلا اللّه ،أشهد أنّ محمّد رسول اللّه ،اللّه أكبر اللّه أكبر لا إله إلا اللّه ولا ربّ لي إلا اللّه ،له الملك وله الحمد ،لا شريك له ، سبحان اللّه ،ما شاء اللّه كان وما لم يشأ لم يكن ، اللّهم ذا الجلال والإكرام ،ربّ موسى وعيسى وابراهيم الذي وفى، إله إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط ، لا إله إلا أنت سبحانك مع ما عددت من آياتك ،وبعظمتك وبما سألك به النبيّون ،وبأنّك ربّ الناس ،كنت قبل كلّ شيء ،وأنت بعد كلّ شيء ، أسألك بإسمك الذي تمسك به السموات أن تقع على الأرض إلا بإذنك وبكلمـاتك الـتامـات التي تحيي بها الموتى أن تجـير عـبدك (فـــــــلان بن فــــــلان ـ وتذكر إسمه) من شر ما ينزل من السماء ،وما يعرج إليها وما يخرج من الأرض وما يلج فيها ، و سبحان الله وسلام على المرسلين ،والحمد للّه و الشكر لله الرحمان الرحم .
بإسم اللّه وباللّه وإلى اللّه وكما شاء اللّه ، وأعيه بعزّة اللّه وجبروت اللّه وقدرة اللّه وملكوت اللّه هذا الكتاب من اللّه شفاء لـ (فـــــــلان بن فــــــلان ـ وتذكر إسمه) و صلى اللّه و صلّى اللّه على سيدنا محمّد و على آله و صحبه و سلم .
و سبحان الله و سلام على المرسلين و الحمد لله و الشكر لله الرحمان الرحم .