بإسم الله الرحمان الراحم السلام سلام قولا من رب راحم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حجة الله عليهم السلام و رحمة الله .


    من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 871
    تاريخ التسجيل : 04/09/2009
    العمر : 52

    من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه  Empty من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه

    مُساهمة  Admin الإثنين نوفمبر 15, 2021 8:24 am

    بإسم الله الراحم الرحمان السلام عليكم أيها النبي و رحمة الله
    الموت *** في روايات أهل البيت عليهم السلام و رحمة الله
    قيل لسيدنا عبد العلي ابن أبي طالب عليهم السلام ورحمة الله صف لنا الموت؟.
    فقال : (على الخبير سقطتم، هو أحد ثلاثة أمور يرد عليه:
    إما بشارة بنعيم الأبد، وإما بشارة بعذاب الأبد، وإما بتحزين وتهويل وأمر مبهم لا يدري من أي الفرق هو.
    أما المطيع لأمرنا فهو المبشر بنعيم الأبد.
    وأما عالمخالف لأمرنا، فهو المبشر بعذاب الأبد.
    وأما المبهم أمره الذي لا يدري ما حاله، فهو المؤمن المسرف على نفسه لا يدري ما يؤول حاله يأتيه الخبر مبهما مخوفا ثم لن يسويه الله بأعدائنا، ويخرجه من النار بشفاعتنا.
    فاعملوا وأطعيوا ولا تتكلوا ولا تستصغروا عقوبة الله، فإن من المسرفين من لا يلحقه شفاعتنا إلا بعد عذاب ثلاثمائة ألف سنة .
    وسئل إمامنا الأمين الحسن ابن عبد العلي عليهم السلام ورحمة الله ، ما الموت الذي جهلوه؟
    فقال : (أعظم سرور يرد على المؤمنين إذ نقلوا عن دار النكد إلى نعيم الأبد، وأعظم ثبور يرد على الكافرين إذ نقلوا عن جنتهم إلى نار لا تبيد ولا تنفد ).
    ولما اشتد الأمر بإمامنا الأمين الحسين ابن عبد العلي ابن أبي طالب عليهم السلام ورحمة الله : نظر إليه من كان معه فإذا هو بخلافهم، لأنهم إذا اشتد بهم الأمر تغيرت ألوانهم، وارتعدت فرائصهم، ووجلت قلوبهم، ووجبت جنوبهم. وكان سيدنا الحسين وبعض من معه من خواصه تشرق ألوانهم، وتهدأ جوارحهم، وتسكن نفوسهم.
    فقال بعضهم لبعض: أنظروا إليه لا يبالي بالموت.
    فقال لهم سيدنا الحسين : (صبرا بني الكرام، فما الموت إلا قنطرة تعبر بكم من البؤس والضر إلى الجنان الواسعة والنعم الدائمة، فأيكم يكره أن ينتقل من سجن إلى قصر، وهؤلاء أعداؤكم كمن ينتقل من قصر إلى سجن وعذاب أليم: إن أبي حدثني عن رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر .والموت جسر هؤلاء إلى جناتهم، وجسر هؤلاء إلى جحيمهم، ما كذبت ولا كذبت).
    وقيل لإمامنا الأمين زين العابدين ابن الحسين عليهم السلام و رحمة الله : ما الموت؟
    فقال : (للمؤمن كنزع ثياب وسخة قملة، وفك قيود وأغلال ثقيلة، والاستبدال بأفخر الثياب وأطيبها روائح، وأوطأ المراكب، وآنس المنازل. وللكافر كخلع ثياب فاخرة، والنقل عن منازل أنيسة، والاستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها، وأوحش المنازل، وأعظم العذاب ).
    وقيل لمحمد ابن عبد العلي عليهم السلام و رحمة الله : ما الموت؟
    فقال: (هو النوم الذي يأتيكم في كل ليلة، إلا أنه طويل مدته لا ينتبه منه إلا يوم القيامة. فمنهم من رأى في منامه من أصناف الفرح ما لا يقادر قدره، ومنهم من رأى في نومه من أصناف الأهوال ما لا يقادر قدره، فكيف حال من فرح في الموت ووجل فيه! هذا هو الموت فاستعدوا له).
    وقيل لإمامنا الأمين محمد الصادق عليهم السلام ورحمة الله : صف لنا الموت؟
    فقال: (هو للمؤمنين كأطيب ريح يشمه فينعس لطيبه فينقطع التعب والألم كله عنه. وللكافر كلسع الأفاعي وكلدغ العقارب وأشد).
    قيل: فإن قوما يقولون هو أشد من نشر بالمناشير، وقرض بالمقاريض،ورضخ بالحجارة، وتدوير قطب الأرحية في الأحداق؟
    فقال: (كذلك هو على بعض الكافرين والفاجرين، ألا ترون منهم من يعاين تلك الشدائد فذلك الذي هو أشد من هذا (إلا من عذاب الآخرة فإنه أشد) من عذاب الدنيا).
    قيل: فما لنا نرى كافرا يسهل عليه النزع فينطفئ، وهو يتحدث ويضحك ويتكلم، وفي المؤمنين من يكون أيضا كذلك، وفي المؤمنين والكافرين من يقاسي عند سكرات الموت هذه الشدائد؟
    قال : (ما كان من راحة هناك للمؤمنين فهو عاجل ثوابه، وما كان من شدة فهو تمحيصه من ذنوبه، ليرد إلى الآخرة نقيا نظيفا مستحقا لثواب الله ليس له مانع دونه. وما كان من سهولة هناك على الكافرين فليوفى أجر حسناته في الدنيا، ليرد الآخرة وليس له إلا ما يوجب عليه العذاب، وما كان من شدة على الكافر هناك فهو ابتداء عقاب الله عند نفاد حسناته، ذلك بأن الله عدل لا يجور).
    ودخل سيدنا موسى ابن جعفر عليهم السلام ورحمة الله على رجل قد غرق في سكرات الموت وهو لا يجيب داعيا، فقالوا له: يا ابن رسول الله، وددنا لو عرفنا كيف حال صاحبنا، وكيف يموت؟ فقال: (إن الموت هو المصفاة: يصفي المؤمنين من ذنوبهم، فيكون آخر ألم يصيبهم كفارة آخر وزر عليهم. ويصفي الكافرين من حسناتهم، فتكون آخر لذة تلحقهم هو آخر ثواب حسنة تكون لهم. أما صاحبكم فقد نخل من الذنوب نخلا وصفي من الآثام تصفية، وخلص حتى نقى كما ينقى ثوب من الوسخ، وصلح لمعاشرتنا أهل البيت في دارنا دار السلام ).
    وقيل لسيدنا محمد ابن عبد العلي ابن موسى عليهم السلام و رحمة الله : ما بال هؤلاء المسلمين يكرهون الموت؟.
    فقال: (لأنهم جهلوه فكرهوه، ولو عرفوه وكانوا من عباد الله حقا لأحبوه، ولعلموا أن الآخرة خير لهم من الدنيا).
    ثم قال: (يا عبد الله، ما بال الصبي والأحمق يمتنع من الدواء المنقي لبدنه والنافي للألم عنه؟). فقال: لجهلهم بنفع الدواء.
    فقال: (والذي بعث محمد بالحق نبيا، إن من قد استعد للموت حق الاستعداد فهو أنفع لهم من هذا الدواء لهذا المتعالج، أما إنهم لو علموا ما يؤدي إليه الموت من النعم، لاستدعوه وأحبوه أشد مما يستدعي العاقل الحازم الدواء، لدفع الآفات واجتلاب العافية ).
    ودخل سيدنا عبد العلي ابن محمد عليهم السلام ورحمة الله على مريض من أصحابه وهو يبكي ويجزع من الموت، فقال له: (يا عبد الله، تخاف من الموت لأنك لا تعرفه، أرأيت إذا اتسخت ثيابك وتقذرت، وتأذيت بما عليك من الوسخ والقذارة، وأصابك قروح وجرب، وعلمت أن الغسل في حمام يزيل عنك ذلك كله، أما تريد أن تدخله فتغسل فيزول ذلك عنك، أ ما تكره أن لا تدخله فيبقى ذلك عليك؟ قال: بلى يا ابن رسول الله.
    قال: (فذلك الموت هو ذلك الحمام، وهو آخر ما بقي عليك من تمحيص ذنوبك وتنقيتك من سيئاتك، فإذا أنت وردت عليه وجاوزته، فقد نجوت من كل غم وهم وأذى ووصلت إلى سرور وفرح). فسكن الرجل ونشط واستسلم وغمض عين نفسه ومضى لسبيله.
    وسئل سيدنا الحسن ابن عبد العلي عليهم السلام ورحمة الله عن الموت، ما هو؟ فقال: (إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن سيدنا محمد الصادق عليهم السلام و رحمة الله أنه قال: إن المؤمن إذا مات لم يكن ميتا، وإن الكافر هو الميت، إن الله عز وجل يقول: (يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي) يعني أن المؤمن حي و إن مات، والكافر ميت و إن بقي على قيد الحياة ).
    واخيرا قال رجل لأبي ذر رحمه الله : ما لنا نكره الموت ؟ فقال: لأنكم عمرتم الدنيا وخربتم الآخرة، فتكرهون أن تنقلوا من عمران إلى خراب.
    وقيل له: كيف ترى قدومنا على الله ؟ قال: أما المحسن فكالغائب يقدم على أهله، وأما المسئ فكالعبد الآبق يقدم على مولاه.
    قيل: فيكف ترى حالنا عند الله ؟ فقال: اعرضوا أعمالكم على كتاب الله، يقول الله تعالى ذكره : (إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم).
    قال الرجل: فأين رحمة الله؟ قال: (إن رحمة الله أقرب إلى المحسنين) .
    و سبحان الله الراحم الرحمان و السلام و رحمة الله على رسل الله و الحمد لله و الشكر لله رب العرش العظيم .

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين نوفمبر 25, 2024 7:19 am