صورة مريم عليهن السلام و رحمة الله
بإسم الله الراحم الرحمان ذِكْرُ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّاء . إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا . قَالَ رَبِّ إِن عظمي وَهَنَ وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَ لَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا . فَهَبْ لِي غلاما يَرِثُنِي وَ يَرِثُ آل يَعْقُوبَ وَ اجْعَلْهُ رَبِّ مرضِيًّا . يَا زَكَرِيَّاء إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ إسْمُهُ يَحْيَى . قَالَ رَبِّ أَيَكُونُ لِي غُلَامٌ وَ قَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا . قَالَ كَذَلِكَ و خَلَقْتُكَ وَ لَمْ تَكُن . قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا . فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا الله بُكْرَةً وَ عَشِيًّا . يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا . وَكَانَ تَقِيًّا وَ بَارًّا بِوَالِدَيْهِ . وَ السَلَام عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَ يَوْمَ يَمُوتُ وَ يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا . وَ اذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ أَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا . قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا . قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا . قَالَتْ أَيَكُونُ لِي غُلَامٌ وَ لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ . قَالَ كَذَلِكِ قَضى رَبُّكِ وَ لِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَ كَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا . فَحَمَلَتْ و لما جَاءَهَا الْمَخَاضُ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَ كُنْتُ مَنْسِيًّة . فَنَادَاهَا أَلَّا تَحْزَنِي فَكُلِي وَ اشْرَبِي وَ قَرِّي عَيْنًا . فَأَتَتْ بِهِ إلى قَوْمهَا قَالُوا يَا مَرْيَمُ مَا كَانَ أَبُوكِ سيئا وَ مَا كَانَتْ أُمُّكِ بَاغِيًّة . فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا . قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا . وَ جَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَمَا كُنْتُ وَ أَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا . وَ بَارًّا بِوَالِدَتِي وَ لَمْ يَجْعَلْنِي شَقِيًّا . وَ السَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا . مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدا إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ . وَ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا هو الصِرَاط المُسْتَقِيم . فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ بَيْنهمْ فَوَيْلٌ لِلكافرين مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ . وَ اذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا . إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَ لَا يُبْصِرُ وَ لَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا . يَا أَبَتِ قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي . يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الطاغوت إِنَّ الطاغوت كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا . يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَانِ فَتَكُونَ لِلطاغوت وَلِيًّا . قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ . قَالَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي وَ أَعْتَزِلُكُمْ وَ مَا تَعبدونَ دُون اللَّهِ وَ أَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا . فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَ مَا يَعْبُدُونَ وَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا إِسْحَاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ كُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا . وَ جَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا . وَ اذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ صديقا نَبِيًّا . وَ نَادَيْنَاهُ بجَانِبِ الطُّورِ وَ قَرَّبْنَاهُ إلينا . وَ وَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا . وَ اذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صديقا نَبِيًّا . وَ كَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ كَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا . وَ اذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا . وَرَفَعْنَاهُ إلينا . أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَ مِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْرَائِيلَ وَ مِمَّنْ هَدَيْنَا وَ اجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَانِ سجدوا لله و هم يبكون ( سجدة ) . فَخَلَفَ بَعْدهمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَ اتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا . إِلَّا مَنْ تَابَ وَ آمَنَ بالله وَ عَمِلَ عملا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ إِنَّ وَعْدُهُ كَانَ مَأْتِيًّا . لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا قيلا سَلَامًا سلاما وَ لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَ عَشِيًّا . تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مَنْ كَانَ تَقِيًّا . وَ مَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ وَ مَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا . رَبُّ السَّمَاء وَ الْأَرْضِ فَاعْبُدْهُ وَ اصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ . وَ يَقُولُ الْإِنْسَانُ فإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا . أَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ قَبْل ذلك وَ لَمْ يَكُن شَيْئًا . فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ . ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَانِ عِتِيًّا . ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا . وَ من كان وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا . ثُمَّ نُنَجِّي المتقين وَ نَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا . وَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا بالله لِلَّذِينَ آمَنُوا بالله أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَ أَحْسَنُ نَدِيًّا . وَ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَوم هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَ رِئْيًا . قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَانُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَ إِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ أَضْعَفُ جُنْدًا . وَ يَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا . أَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَ قَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا . أَطَّلَعَ على الْغَيْب أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَانِ عَهْدًا . كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَ نَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا . وَ نَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَ يَأْتِينَا فَرْدًا . وَ اتَّخَذُوا دُون اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا . كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَ يَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا . فَلَا تَعْجَلْ إِنَّمَا نُعِدُّ لَهُمْ عَدًّا . يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَانِ وَفْدًا . وَ نَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا . لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَانِ عَهْدًا . وَ قَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَانُ وَلَدًا . وَ مَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَانِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا . و كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاء وَ الْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا . لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَ عَدَّهُمْ عَدًّا . وَ كُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا . إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا بالله وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَانُ وُدًّا . فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ . وَ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَوم هَلْ تُحِسُّ بهم أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا .
بإسم الله الراحم الرحمان ذِكْرُ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّاء . إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا . قَالَ رَبِّ إِن عظمي وَهَنَ وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَ لَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا . فَهَبْ لِي غلاما يَرِثُنِي وَ يَرِثُ آل يَعْقُوبَ وَ اجْعَلْهُ رَبِّ مرضِيًّا . يَا زَكَرِيَّاء إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ إسْمُهُ يَحْيَى . قَالَ رَبِّ أَيَكُونُ لِي غُلَامٌ وَ قَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا . قَالَ كَذَلِكَ و خَلَقْتُكَ وَ لَمْ تَكُن . قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا . فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا الله بُكْرَةً وَ عَشِيًّا . يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا . وَكَانَ تَقِيًّا وَ بَارًّا بِوَالِدَيْهِ . وَ السَلَام عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَ يَوْمَ يَمُوتُ وَ يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا . وَ اذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ أَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا . قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا . قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا . قَالَتْ أَيَكُونُ لِي غُلَامٌ وَ لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ . قَالَ كَذَلِكِ قَضى رَبُّكِ وَ لِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَ كَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا . فَحَمَلَتْ و لما جَاءَهَا الْمَخَاضُ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَ كُنْتُ مَنْسِيًّة . فَنَادَاهَا أَلَّا تَحْزَنِي فَكُلِي وَ اشْرَبِي وَ قَرِّي عَيْنًا . فَأَتَتْ بِهِ إلى قَوْمهَا قَالُوا يَا مَرْيَمُ مَا كَانَ أَبُوكِ سيئا وَ مَا كَانَتْ أُمُّكِ بَاغِيًّة . فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا . قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا . وَ جَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَمَا كُنْتُ وَ أَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا . وَ بَارًّا بِوَالِدَتِي وَ لَمْ يَجْعَلْنِي شَقِيًّا . وَ السَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا . مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدا إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ . وَ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا هو الصِرَاط المُسْتَقِيم . فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ بَيْنهمْ فَوَيْلٌ لِلكافرين مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ . وَ اذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا . إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَ لَا يُبْصِرُ وَ لَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا . يَا أَبَتِ قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي . يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الطاغوت إِنَّ الطاغوت كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا . يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَانِ فَتَكُونَ لِلطاغوت وَلِيًّا . قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ . قَالَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي وَ أَعْتَزِلُكُمْ وَ مَا تَعبدونَ دُون اللَّهِ وَ أَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا . فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَ مَا يَعْبُدُونَ وَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا إِسْحَاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ كُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا . وَ جَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا . وَ اذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ صديقا نَبِيًّا . وَ نَادَيْنَاهُ بجَانِبِ الطُّورِ وَ قَرَّبْنَاهُ إلينا . وَ وَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا . وَ اذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صديقا نَبِيًّا . وَ كَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ كَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا . وَ اذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا . وَرَفَعْنَاهُ إلينا . أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَ مِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْرَائِيلَ وَ مِمَّنْ هَدَيْنَا وَ اجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَانِ سجدوا لله و هم يبكون ( سجدة ) . فَخَلَفَ بَعْدهمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَ اتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا . إِلَّا مَنْ تَابَ وَ آمَنَ بالله وَ عَمِلَ عملا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ إِنَّ وَعْدُهُ كَانَ مَأْتِيًّا . لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا قيلا سَلَامًا سلاما وَ لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَ عَشِيًّا . تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مَنْ كَانَ تَقِيًّا . وَ مَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ وَ مَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا . رَبُّ السَّمَاء وَ الْأَرْضِ فَاعْبُدْهُ وَ اصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ . وَ يَقُولُ الْإِنْسَانُ فإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا . أَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ قَبْل ذلك وَ لَمْ يَكُن شَيْئًا . فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ . ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَانِ عِتِيًّا . ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا . وَ من كان وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا . ثُمَّ نُنَجِّي المتقين وَ نَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا . وَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا بالله لِلَّذِينَ آمَنُوا بالله أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَ أَحْسَنُ نَدِيًّا . وَ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَوم هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَ رِئْيًا . قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَانُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَ إِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ أَضْعَفُ جُنْدًا . وَ يَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا . أَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَ قَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا . أَطَّلَعَ على الْغَيْب أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَانِ عَهْدًا . كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَ نَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا . وَ نَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَ يَأْتِينَا فَرْدًا . وَ اتَّخَذُوا دُون اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا . كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَ يَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا . فَلَا تَعْجَلْ إِنَّمَا نُعِدُّ لَهُمْ عَدًّا . يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَانِ وَفْدًا . وَ نَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا . لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَانِ عَهْدًا . وَ قَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَانُ وَلَدًا . وَ مَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَانِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا . و كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاء وَ الْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا . لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَ عَدَّهُمْ عَدًّا . وَ كُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا . إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا بالله وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَانُ وُدًّا . فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ . وَ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَوم هَلْ تُحِسُّ بهم أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا .