بإسم الله الرحمان الراحم السلام سلام قولا من رب راحم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى حجة الله عليهم السلام و رحمة الله .


    بإسم الله الراحم الرحمان .. الجزء السادس .

    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 871
    تاريخ التسجيل : 04/09/2009
    العمر : 52

    بإسم الله الراحم الرحمان .. الجزء السادس . Empty بإسم الله الراحم الرحمان .. الجزء السادس .

    مُساهمة  Admin الجمعة مارس 19, 2021 9:21 am

    صورة مريم عليهن السلام و رحمة الله
    بإسم الله الراحم الرحمان ذِكْرُ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّاء . إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا . قَالَ رَبِّ إِن عظمي وَهَنَ  وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَ لَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا .  فَهَبْ لِي غلاما يَرِثُنِي وَ يَرِثُ آل يَعْقُوبَ وَ اجْعَلْهُ رَبِّ مرضِيًّا . يَا زَكَرِيَّاء إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ إسْمُهُ يَحْيَى . قَالَ رَبِّ أَيَكُونُ لِي غُلَامٌ  وَ قَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا . قَالَ كَذَلِكَ و خَلَقْتُكَ وَ لَمْ تَكُن . قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّا . فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ  فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا الله بُكْرَةً وَ عَشِيًّا . يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَ آتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا . وَكَانَ تَقِيًّا وَ بَارًّا بِوَالِدَيْهِ . وَ السَلَام عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَ يَوْمَ يَمُوتُ وَ يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا . وَ اذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ أَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا . قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا . قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا . قَالَتْ أَيَكُونُ لِي غُلَامٌ وَ لَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ . قَالَ كَذَلِكِ قَضى رَبُّكِ وَ لِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَ كَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا . فَحَمَلَتْ و لما جَاءَهَا الْمَخَاضُ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَ كُنْتُ مَنْسِيًّة . فَنَادَاهَا  أَلَّا تَحْزَنِي فَكُلِي وَ اشْرَبِي وَ قَرِّي عَيْنًا . فَأَتَتْ بِهِ إلى قَوْمهَا  قَالُوا يَا مَرْيَمُ  مَا كَانَ أَبُوكِ سيئا وَ مَا كَانَتْ أُمُّكِ بَاغِيًّة . فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا . قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَ جَعَلَنِي نَبِيًّا . وَ جَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَمَا كُنْتُ وَ أَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا . وَ بَارًّا بِوَالِدَتِي وَ لَمْ يَجْعَلْنِي شَقِيًّا . وَ السَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَ يَوْمَ أَمُوتُ وَ يَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا . مَا كَانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدا  إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ . وَ إِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا هو الصِرَاط المُسْتَقِيم . فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ  بَيْنهمْ فَوَيْلٌ لِلكافرين مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ . وَ اذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا . إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَ لَا يُبْصِرُ وَ لَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا . يَا أَبَتِ  قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي . يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الطاغوت إِنَّ الطاغوت كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا . يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَانِ فَتَكُونَ لِلطاغوت وَلِيًّا . قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ . قَالَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي وَ أَعْتَزِلُكُمْ وَ مَا تَعبدونَ  دُون اللَّهِ وَ أَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا . فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَ مَا يَعْبُدُونَ وَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا إِسْحَاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ كُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا . وَ جَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا . وَ اذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَى إِنَّهُ كَانَ صديقا نَبِيًّا . وَ نَادَيْنَاهُ بجَانِبِ الطُّورِ وَ قَرَّبْنَاهُ إلينا . وَ وَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا . وَ اذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صديقا نَبِيًّا . وَ كَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ كَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا . وَ اذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا . وَرَفَعْنَاهُ إلينا . أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَ مِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَ مِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْرَائِيلَ وَ مِمَّنْ هَدَيْنَا وَ اجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَانِ سجدوا لله و هم يبكون ( سجدة ) .  فَخَلَفَ بَعْدهمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَ اتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا . إِلَّا مَنْ تَابَ وَ آمَنَ بالله وَ عَمِلَ عملا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ  الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ  إِنَّ  وَعْدُهُ كَانَ مَأْتِيًّا . لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلَّا قيلا سَلَامًا سلاما وَ لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَ عَشِيًّا . تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ  مَنْ كَانَ تَقِيًّا . وَ مَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ وَ مَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا . رَبُّ السَّمَاء وَ الْأَرْضِ فَاعْبُدْهُ وَ اصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ . وَ يَقُولُ الْإِنْسَانُ فإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا . أَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ  قَبْل ذلك وَ لَمْ يَكُن شَيْئًا . فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ  حَوْلَ جَهَنَّمَ . ثُمَّ لَنَنْزِعَنَّ مِنْ كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَانِ عِتِيًّا . ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَى بِهَا صِلِيًّا . وَ من كان وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا . ثُمَّ نُنَجِّي المتقين وَ نَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا . وَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا  قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا بالله لِلَّذِينَ آمَنُوا بالله أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَ أَحْسَنُ نَدِيًّا . وَ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَوم هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَ رِئْيًا . قُلْ مَنْ كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَانُ مَدًّا حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إِمَّا الْعَذَابَ وَ إِمَّا السَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ أَضْعَفُ جُنْدًا . وَ يَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى وَ الْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ مَرَدًّا . أَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَ قَالَ لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا . أَطَّلَعَ على الْغَيْب أَمِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَانِ عَهْدًا . كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَ نَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا . وَ نَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَ يَأْتِينَا فَرْدًا . وَ اتَّخَذُوا دُون اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا . كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَ يَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا . فَلَا تَعْجَلْ إِنَّمَا نُعِدُّ لَهُمْ عَدًّا . يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَانِ وَفْدًا . وَ نَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا . لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَانِ عَهْدًا . وَ قَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَانُ وَلَدًا . وَ مَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَانِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا . و كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاء وَ الْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا . لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَ عَدَّهُمْ عَدًّا . وَ كُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا . إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا بالله وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَانُ وُدًّا . فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ . وَ كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَوم هَلْ تُحِسُّ بهم أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزًا .
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 871
    تاريخ التسجيل : 04/09/2009
    العمر : 52

    بإسم الله الراحم الرحمان .. الجزء السادس . Empty بإسم الله الراحم الرحمان .. صورة طه صلى الله عليه و سلم

    مُساهمة  Admin السبت مارس 20, 2021 7:05 am

    بإسم الله الراحم الرحمان طه . مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى . وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفَى . اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى . وَ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى . إِذْ رَأَى نورًا فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نورًا لَعَلِّي آتِيكُمْ منه بِخبر أَوْ أَجِدُ عَلَى النورِ هُدًى . فَلَمَّا أَتَى نُودِيَ يَا مُوسَى إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَ أَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي . إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى . فَلَا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لَا يُؤْمِنُ بِهَا وَ اتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى . وَ مَا بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى . قَالَ عَصَايَ . قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى . فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى . قَالَ خُذْهَا وَ لَا تَخَافْ سَنُعِيدُ لهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى . اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى . قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي . وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي . وَ احْلُلْ عُقْدَة لِسَانِي . لكي يَفْقَهُوا قَوْلِي . وَ اجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي . هَارُونَ أَخِي . شُدْ بِهِ ظهرِي . وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي . كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا . وَ نَذْكُرَكَ كَثِيرًا . إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا . قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى . وَ لَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى . إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى . أَنِ ضعيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَ لِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي . إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَ لَا تَحْزَنَ وَ لَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى. وَ اصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي . اذْهَبْ أَنْتَ وَ أَخُوكَ بِآيَاتِي إِلَى فِرْعَوْنَ . فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى . قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى . قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَ أَرَى . فَأْتِيَاهُ فَقُولَا قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَ لَا تُعَذِّبْهُمْ  وَ السَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى . إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَ تَوَلَّى . قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى . قَالَ رَبُّنَا الَّذِي خلق كُلَّ شَيْءٍ  ثُمَّ هَدَى . قَالَ فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى . قَالَ عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يَضِلُّ رَبِّي وَ لَا يَنْسَى . الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتٍ شَتَّى . كُلُوا وَ ارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ . مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَ فِيهَا نُعِيدُكُمْ وَ مِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى . وَ لَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَ أَبَى . قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى . فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَ بَيْنَكَ مَوْعِدًا لَا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَ لَا أَنْتَ . قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَ أَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى . فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ فَجَمَعَ كَيْدَهُ ثُمَّ أَتَى . قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لَا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ شيئا  وَ قَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى . فقَالُوا ما هَذَانِ إلَا سَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجوكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَ يَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى . فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَ قَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى . قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى . قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى . قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى . وَ أَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَ لَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى . فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا لله و قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى ( سجدة ) . قَالَ لهم فرعون آمَنْتُمْ به قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ  وَ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَ لَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَ أَبْقَى . قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى الَّذِي فَطَرَنَا بعدمَا جَاءَتنَا الْبَيِّنَة  فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا . إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَ مَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَ اللَّهُ خَيْرٌ وَ أَبْقَى . إِنَّ مَنْ أتى رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَ لَا يَحْيَى . وَ مَنْ أتاه مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى . جَنَّات  تَجْرِي  تَحْتهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَ ذَلِكَ هو جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى . وَ لَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي  فِي الْبَحْرِ  لَا تَخَافُ دركا . فَتبعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ . وَ أَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَ مَا هَدَى . يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَ نَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَ السَّلْوَى . كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَ لَا تَطْغَوْا  فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَ مَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى . وَ إِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَ آمَنَ بالله وَ عَمِلَ عملا صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى . وَ مَا أَعْجَلَكَ عَنْ قَوْمِكَ يَا مُوسَى . قَالَ عَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى . قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ  بَعْدكَ وَ أَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ . فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ  و قَالَ يَا قَوْمِي أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي . قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ وَ لَكِنَّ السَّامِرِيُّ استغوانا . فَأَخْرَجَ لَهُمْ صنما لَهُ خُوَارٌ فَقَال هَذَا إِلَهُكُمْ وَ إِلَهُ مُوسَى . أَفَلَا يَرَوْنَ أَنه لا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَ لَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَ لَا نَفْعًا . وَ لَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ يَا قَوْمِي إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَ إِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَانُ فَاتَّبِعُونِي وَ أَطِيعُوا أَمْرِي . قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى . قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلَّا تَتَّبِعَنِي أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي . قَالَ يَا ابْنَ أمي لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَ لَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَ لَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي . قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ قال كَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي . قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ  لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَ انْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا . إِنَّمَا إلهنا و إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا . كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَ قَدْ آتَيْنَاكَ  ذِكْرًا . مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُه يَوْمَ الْقِيَامَةِ . وَ سَاءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِمْلًا . يَوْمَ يُنْفَخُ فِي النارِ وَ نَحْشُرُ الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ  يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ ما لَبِثْتُمْ إِلَّا عَشْرًا . نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ  ما لَبِثْتُمْ إِلَّا يَوْمًا . وَ خَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَانِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا . يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَانُ وَ رَضِيَ لَهُ قَوْلًا . وَ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ وَ قَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا . وَ مَنْ عمل عملا صالحا  وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَ لَا هَضْمًا . وَ كَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَ صَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا . فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَ لَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ قَبْل أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَ قُلْ رَبِّي زِدْنِي عِلْمًا . يا بني آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَ لَا يَشْقَى . وَ مَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي نَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى . قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَ قَدْ كُنْتُ بَصِيرًا . قَالَ  أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَ كَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى . وَ كَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَ لَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِنا وَ لَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى . أَفَلَمْ يَروا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ قوم يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُولِي النُّهَى . وَ لَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَ أَجَلٌ مُسَمًّى . فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ غُرُوبِهَا وَ مِنْ  اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَ أَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى .  وَ لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَاهم بِهِ  مِنْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ رِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَ أَبْقَى . وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَ الْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى . وَ قَالُوا لَوْلَا يَأْتِينَا بِآيَةٍ  أَلَمْ تَأْتِهِمْ بَيِّنَةُ مَا فِي الصُّحُفِ الْأُولَى . وَ لَوْ أَهْلَكْنَاهُمْ  قَبْلك لَقَالُوا رَبَّنَا لَوْلَا أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا نبيك فَنَتَّبِعَ آيَاتِكَ  قَبْل أَنْ نَذِلَّ وَ نَخْزَى . قُلْ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هم أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَ مَنِ اهْتَدَى .
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 871
    تاريخ التسجيل : 04/09/2009
    العمر : 52

    بإسم الله الراحم الرحمان .. الجزء السادس . Empty صورة الأنبياء عليهم السلام و رحمة الله

    مُساهمة  Admin الأحد مارس 21, 2021 6:08 am

    بإسم الله الراحم الرحمان اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ . مَا يَأْتِيهِمْ  ذِكْر مُحْدَثٍ مِنْ رَبِّهِمْ  إِلَّا اسْتَمَعُوا إليه وَ هُمْ يَلْعَبُونَ . لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَ أَسَرُّوا النَّجْوَى ما هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَ أَنْتُمْ تُبْصِرُونَ . بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ فَلْيَأْتِنَا بِآيَةٍ كَمَا أُرْسِلَ الْأَوَّلُونَ . وَ مَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ . كانوا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَ مَا كَانُوا خَالِدِينَ . ثُمَّ صَدَقْنَاهُمُ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَ مَنْ نَشَاءُ وَ أَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ . لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ . وَ كَمْ أهلكنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَ أَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ . فَلَمَّا أَحَسُّوا ببَأْسنَا  قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ .  وَ مَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَ الْأَرْضَ لَاعِبِينَ . بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَوَيْلُ لكم مِمَّا تَصِفُونَ . وَ لله يسجد مَا فِي السَّمَاء وَ الْأَرْضِ وَ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَ لَا يَسْتَحْسِرُونَ ( سجدة ) يُسَبِّحُونَ الله باللَّيْل وَ النَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ . أَمِ اتَّخَذُوا آلِهَةً  هُمْ يُنْشِرُونَ . لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ غير اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ . لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَ هُمْ يُسْأَلُونَ . وَ مَا أَرْسَلْنَا قَبْلكَ مِنْ نبي إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِي . وَ قَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَانُ وَلَدًا  بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ . لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ . يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مَا خَلْفَهُمْ وَ لَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى الله له دينه وَ هُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ .  أَلَمْ يَرَوا  أَنَّا جَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ . وَ جَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ حتى لا تَمِيل بِهِمْ وَ جَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ . وَ جَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَ هُمْ عَنْ آيَاتِنا مُعْرِضُونَ . وَهُوَ الَّذِي جعل اللَّيْلَ وَ النَّهَارَ وَ خَلَقَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ فِي الفَلَك يَسْبَحُونَ . وَ مَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ  الْخُلْدَ فَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ . كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ . وَإِذَا رَآكَ الكافرون قالوا أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ بسوء وَ هُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمَانِ  كَافِرُونَ . وَ يَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ . لَوْ يَعْلَمُ الكافرون حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَ لَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَ لَا هُمْ يُنْصَرُونَ . بَلْ تَأْتِيهِمْ الساعة بَغْتَةً  فَلَا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَ لَا هُمْ يُنْظَرُونَ . أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنَا بل لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهم و لا نصر أَنْفُسِهِمْ  . أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ . وَ لَئِنْ مَسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ . وَ نَضَعُ الْمَوَازِينَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَ إِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَ كَفَى بِنَا حَاسِبِينَ .  وَ لَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ وَ كُنَّا بِهِ عَالِمِينَ . إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَ قَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ علَيهَا عَاكِفُونَ . قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ . قَالَ لَقَدْ كُنْتُمْ أَنْتُمْ وَ آبَاؤُكُمْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ . قَالُوا أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ . قَالَ بَلْ رَبُّكُمْ رَبُّ السَّمَاء وَ الْأَرْضِ الَّذِي فَطَرَهُنَّ وَ أَنَا عَلَى ذَلِك مِنَ الشَّاهِدِينَ . تَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ . قَالُوا مَنْ فَعَلَ هَذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ . قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ . قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ . قَالُوا أفَعَلْتَ هَذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ . قَالَ بل اسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ . قَالُوا لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلَاءِ يَنْطِقُونَ . قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا لَا يَنْفَعُكُمْ وَ لَا يَضُرُّكُمْ  أَفَلَا تَعْقِلُونَ . قَالُوا حَرِّقُوهُ وَ انْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ . قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي سَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ . وَ نَجَّيْنَاهُ  إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا . وَ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ أَدْخَلْنَاهُم فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُم مِنَ عبادنا الصَّالِحِينَ . وَ أَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَ إِقَامَة الصَّلَاةِ وَ إِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَ كَانُوا لَنَا عَابِدِينَ . وَ نُوحًا إِذْ نَادَنا قبل ذلك  فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَ أَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ .  وَ دَاوُودَ وَ سُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إذ فشت فيه غَنَمُ الْقَوْمِ وَ كُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ . وَ سَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ و الطيور يُسَبِّحْنَ بحمد الله . وَ عَلَّمْنَاهُ صنْعَ اللباس  فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ . وَ سخرنا لِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ . وَ أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ . فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ . وَ إِسْمَاعِيلَ وَ إِدْرِيسَ وَ ذَا الْكِفْلِ أَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنَ عبادنا الصَّالِحِينَ . وَ ذَا النُّونِ إِذْ نَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنه لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ . فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَ نَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَ كَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ . وَ زَكَرِيَّاء إِذْ نَادَى رَبَّهُ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَ أَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ . فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَ وَهَبْنَا لَهُ يَحْيَى وَ أَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَ يَدْعُونَنَا رَغَبًا وَ رَهَبًا وَ كَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ . وَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيه رُوحِنَا وَ جَعَلْنَاهَا وَ ابْنَهَا آيَةً لِلْمؤمِنينَ . إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِي . حتى إذا اقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الكافرين و قالوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا  ظَالِمِينَ . إِنَّكُمْ وَ مَا تَعْبُدُونَ  دُون اللَّهِ  لجَهَنَّمَ وَارِدُونَ . لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَ هم فِيهَا خَالِدُونَ . إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ . لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَ هُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ . لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَ تَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي تُوعَدُونَ . يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ الكتاب كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ . وَ لَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ  بَعْد الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ . إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِقَوْمٍ عَابِدِينَ . وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْمؤمِنينَ . قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّ إلهنا و إِلَهُكُمْ الله فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ . فَإِنْ تَوَلَّيتم فَقُلْ لا أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ مَا تُوعَدُونَ . إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ مِنَ الْقَوْلِ وَ مَا تَكْتُمُونَ . قل رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِّ وَ رَبُّنَا الرَّحْمَانُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ .
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 871
    تاريخ التسجيل : 04/09/2009
    العمر : 52

    بإسم الله الراحم الرحمان .. الجزء السادس . Empty صورة الحج

    مُساهمة  Admin الإثنين مارس 22, 2021 10:17 am

    بإسم الله الراحم الرحمان يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتقوا الله إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ . يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَ تَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا لأن عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ . وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ يَتَّبِعُ كُلَّ  مستكبر عنيد . كُتِبَ عَلَى مَنْ تَوَلَّاهُ أَنَّهُ يُضِلُّهُ وَ يَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ . يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ  فِي الْأَرْحَامِ ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا رشدكُمْ وَ مِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى قبل ذلك وَ مِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ وَ تَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ أَنْبَتَتْ . لأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَ أَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَ أَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ . وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَ لَا هُدًى وَ لَا كِتَابٍ مُنِيرٍ لِيُضِلَّ الناس عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ . سنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ . ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ يَدَاكَ وَ أَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ . وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَ إِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ . يَدْعُو  دُون اللَّهِ مَا  يَضُرُّهُ وَ لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ . يَدْعُو مَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ لَبِئْسَ الْمَوْلَى وَ لَبِئْسَ الْعَشِيرُ . إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ المؤمنين الَّذِينَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتهَا الْأَنْهَارُ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ . مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ  فَلْيَنْظُرْ . وَ كَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَ أَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ أراد .  أَلَمْ تَرَ أَنَّ للَّه يَسْجُدُ ما فِي السَّمَاء وَ ما فِي الْأَرْضِ وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَ النُّجُومُ وَ الْجِبَالُ وَ الشَّجَرُ وَ الدَّوَابُّ  وَ مَنْ يُهِنه اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ( سجدة ) . هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا في رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا بالله قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ النَار و تصَبُّ  فَوْق رُءُوسِهِمُ الْحممُ . يُصْهَرُ بِها جُلُودُهم . وَ لَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا  أُعِيدُوا فِيهَا ليذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ . أما المؤمنين الَّذِينَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فندخلهم جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتهَا الْأَنْهَارُ و يُحَلَّوْنَ فِيهَا أَسَاوِرَ مِن الذَهَب وَ اللُؤْلُؤ وَ لِبَاسُهُمْ  الحَرِير . وَهُدُوا إِلَى الْقَوْلِ الطَّيِّبِ  وَ إِلَى صِرَاطِ العزيز الْحَمِيدِ . وَ إِذْ جعلنا  بَيْتك قبلة للناس فلَا تُشْرِكْ بِي وَ طَهِّرْ بَيْتِيَ للْقَائِمِينَ وَ للراكعين و للسُّاجدِين لله  ( سجدة ) . وَ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ . لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَ يَذْكُرُوا اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَ أَطْعِمُوا الْفقراء . ثُمَّ لْيَقْضُوا مناسكهُمْ وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَ لْيَطوفُوا بِالْبَيْتِ . ذَلِكَ وَ مَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ  فَاجْتَنِبُوا الْأَوْثَانِ وَ اجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ . وَ لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اللَّه عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ الْأَنْعَامِ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا فو كُلُوا مِنْهَا وَ أَطْعِمُوا الفقراء .  لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَ لَا دِمَاؤُهَا إنما يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ . الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ الصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَ الْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ . إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ المؤمنين إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ . أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ . الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ قالوا رَبُّنَا اللَّهُ وَ لَوْلَا دَفْعُ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بَعْضا لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَ بِيَعٌ  وَ مَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اللَّه كَثِيرًا وَ لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ نصرهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَ آتَوُا الزَّكَاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ . وَإِنْ كَذبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَ عَادٌ وَ ثَمُودُ وَ قَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَ أَصْحَابُ مَدْيَنَ وَ كُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ . فَكَم مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَ هِيَ ظَالِمَةٌ  أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَ لَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ . وَ يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَ لَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَ إِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ . وَ كَم مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَ هِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ . قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ . فَالَّذِينَ آمَنُوا بالله وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ  جَنَّة النَّعِيمِ  . وَ الَّذِينَ كذبوا بآيَاتِنَا  أُولَئِكَ هم أَصْحَابُ الْجَحِيمِ . وَ لَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا بالله فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ . وَ الَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَ إِنَّ اللَّهَ هُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ . لَيُدْخِلَنَّهُمْ مدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَ إِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ . ذَلِكَ وَ مَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ . ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَ يُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَ أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ . ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ . أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأحيا به الْأَرْضُ بعد موتها إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ . و لله يسجد مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَ مَا فِي الْأَرْضِ وَ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ( سجدة ) . هو الذي سَخَّرَ لَكُمْ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَ يُمْسِكُ السَّمَاءَ حتى لا تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَاحمٌ . وَ هُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ . فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُو إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ . وَ إِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ . و اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ مختلفين . وَ يَعْبُدُونَ  دُون اللَّهِ مَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ وَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَاصِرٍ . وَ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا  تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهم الْمُنْكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِك النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الكافرين وَ بِئْسَ الْمَصِيرُ . يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ دُون اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَ لَوِ اجْتَمَعُوا علَيه وَ إِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ . مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . اصطفى مِنَ النَّاسِ رُسُلًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ . و يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مَا خَلْفَهُمْ وَ إِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ . يَا أَيُّهَا المؤمنون  اعْبُدُوا رَبَّكُمْ و ارْكَعُوا وَ اسْجُدُوا له وَ افْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ  وَ جَاهِدُوا فِي سبيل اللَّهِ حَقَّ الجِهَادِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَ مَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ حرج فِي الدِّينِ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ  لِيَكُونَ رسول الله شَاهِدًا عَلَيْكُمْ وَ تَكُونُوا شُهودا عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَ آتُوا الزَّكَاةَ وَ اعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ وليكُمْ فَنِعْمَ الْولي وَ نِعْمَ النَّاصِرُ  ( سجدة ) .


    عدل سابقا من قبل Admin في الجمعة مايو 14, 2021 9:00 am عدل 1 مرات
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 871
    تاريخ التسجيل : 04/09/2009
    العمر : 52

    بإسم الله الراحم الرحمان .. الجزء السادس . Empty صورة المؤمنين عليهم السلام و رحمة الله .

    مُساهمة  Admin الثلاثاء مارس 23, 2021 12:22 pm

    بإسم الله الراحم الرحمان قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ . وَ الَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ . وَ الَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ . وَ الَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَتِهِمْ وَ عَهْدِهِمْ رَاعُونَ . وَ الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ . أُولَئِكَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . وَ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَة  ثُمَّ جعلنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً ثم جعلنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً ثم جعلنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ . ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ . ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ . وَ أَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَ إِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ . فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِن النَخِيل وَ العنب  و الفَوَاكِه مِنْهَا تَأْكُلُونَ . وَ إِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهَا وَ عَلَيْهَا وَ عَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ . وَ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِي اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ . فَقَالَ  الَّذِينَ كَفَرُوا بالله مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا رجل مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ  مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي آبَائِنَا الْأَوَّلِينَ  فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ . قَالَ رَبِّي انْصُرْنِي لمَا كَذَّبُونِي . فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَ وَحْيِنَا وَ لَا تُخَاطِبْنِي فِي الظالمين إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ . و إِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَ مَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ  الظَّالِمِينَ . وَ قُلْ رَبِّي أَنْزِلْنِي منْزَلًا مُبَارَكًا وَ أَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ . إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَة للمؤمنين . ثُمَّ أَنْشَأْنَا  بَعْدهمْ قَوما آخَرِينَ . فَأَرْسَلْنَا إليهم نبيا مِنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ . فقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا بالله مِنْ قَوْمِهِ  وَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَ أَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ وَ يَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ . وَ لَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذن لَخَاسِرُونَ . أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَ كُنْتُمْ تُرَابًا وَ عِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ . ما هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَ نَحْيَا وَ مَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ . و ما هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ  وَ مَا نَحْنُ به بِمُؤْمِنِينَ . قَالَ رَبِّي انْصُرْنِي لمَا كَذَّبُونِي . قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ . فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَأهلكناهم فَبُعْدًا للظَّالِمِينَ . ثُمَّ أَنْشَأْنَا بَعْدهمْ قوما آخَرِينَ . مَا تَسْبِقُ أُمَّة أَجَلَهَا وَ مَا يَسْتَأْخِرُونَ . كُلَّمَا جَاءَ أُمَّةً رَسُولُنا كَذَّبُوهُ فَأهلكناهم وَ جَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ . ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَ أَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَ سُلْطَانٍ مُبِينٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَ قومه فَاسْتَكْبَرُوا وَ قَالُوا أَنُؤْمِنُ بهما وَ قَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ . فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ . وَ لَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ . وَ أتينا عيسى ابْنَ مَرْيَمَ الإنجيل فكُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَ اعْمَلُوا عملا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ . وَ إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَ أَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِي . فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ  كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ . فَدعههُمْ فِي غَفلتِهِمْ حَتَّى حِينٍ . أَيَحْسبُونَ أَنَّ مَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَ بَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ . إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ . وَ الَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ . وَ الَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ . وَ الَّذِينَ يُؤْتُونَ الزكاة وَ يعلمون أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ . أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَ هُمْ لَهَا سَابِقُونَ . وَ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَ لَدَيْنَا كِتَابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِّ وَ هُمْ لَا يُظْلَمُونَ . بَلْ الذين كفروا بالله قُلُوبُهُمْ فِي غَفلةٍ مِنْ هَذَا وَ لَهُمْ أَعْمَالٌ  دُون ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ . أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ . أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَ الله  فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ . أَمْ يَقُولُونَ افترى على الله بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَ إن أَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ . وَ لَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاء وَ الْأَرْضُ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ . أَمْ تَسْأَلُهُمْ أجرا فَأجر رَبِّكَ خَيْرٌ وَ هُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ . وَ إِنَّكَ لَتَدْعُوهُمْ إِلَى الصِرَاط المُسْتَقِيم . وَ لَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَ كَشَفْنَا مَا بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَزادوا فِي طُغْيَانِهِمْ . وَ لَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَ مَا تَضَرَّعُوا . حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَابًا ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ . هُوَ الَّذِي جعل لَكُمُ السَّمْعَ وَ البصَرَ وَ الْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ . وَ هُوَ الَّذِي جعلكُمْ خلفاءه فِي الْأَرْضِ وَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ . وَ هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ لَهُ اخْتِلَافُ اللَّيْلِ وَ النَّهَارِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ . بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الْأَوَّلُونَ . قَالُوا إِذَا مِتْنَا وَ كُنَّا تُرَابًا وَ عِظَامًا إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ . هَذَا وُعِدْنَا نَحْنُ وَ آبَاؤُنَا ما هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ . قُلْ مَن خلق الْأَرْض وَ مَا فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ . سَيَقُولُونَ الله قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ . قُلْ مَنْ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ . سَيَقُولُونَ الله قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ . قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَ هُوَ يُجِيرُ وَ لَا يُجَارُ . سَيَقُولُونَ الله قُلْ أفلا تعقلون  . بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ . مَا اتَّخَذَ اللَّهُ  وَلَدا وَ مَا كَانَ مَعَهُ آلهة أخرى إِذن لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَ لَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ  فَتَعَالَى الله عَمَّا يُشْرِكُونَ . قُلْ رَبِّي إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ فَلَا تَجْعَلْنِي مع الظَّالِمِينَ . وَ إِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ . ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقولونَ . وَ قُلْ رَبِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ المجرمينِ وَ أَعُوذُ بِكَ رَبِّي أَنْ يَحْضُرُوا .  حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّي ارْجِعنِي لَعَلِّي أَعْمَلُ عملا صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ . فَإِذَا نُفِخَ فِي النارِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَ لَا يَتَسَاءَلُونَ . فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . وَ مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ  فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ . أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ . قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَ كُنَّا  ضَالِّينَ . رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ . قَالَ اخْرسوا  وَ لَا تُكَلِّمُونِي . إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَ ارْحَمْنَا وَ أَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ وَ كُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ . إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ . قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ . قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ . قَالَ ما لَبِثْتُمْ  قَلِيلًا لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ . أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ . فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ . وَ قُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَ أَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ


    عدل سابقا من قبل Admin في الخميس مارس 25, 2021 11:25 am عدل 1 مرات
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 871
    تاريخ التسجيل : 04/09/2009
    العمر : 52

    بإسم الله الراحم الرحمان .. الجزء السادس . Empty صورة النور

    مُساهمة  Admin الأربعاء مارس 24, 2021 5:04 am

    بإسم الله الراحم الرحمان قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ أن يَغُضُّوا أَبْصَارهمْ وَ يَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ . وَ قُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ أن يَغْضُضْنَ أَبْصَارهنَّ وَ يَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَ لَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا  وَ لَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ .  وَ لْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ إن الله سميع عليم . اللَّهُ نُورُ السَّمَاء وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ شَاء إن اللَّه بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ . فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ يُذْكَرَ بأسمائه الحسنى رِجَالٌ لَا يلهون عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَ انتظار الصَّلَاةِ وَ إِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ من يَوْم تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أجرا حسنا عمَا عَمِلُوا وَ يَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إن اللَّه يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ . وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بالله أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْ شَيْئًا وَ وَجَدَ اللَّهَ  فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَ اللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ . أَوْ كَظُلُمَاتٍ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ . أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاء وَ الْأَرْضِ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَ تَسْبِيحَهُ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ . وَ لِلَّهِ يسجد ما في السَّمَاء وَ الْأَرْضِ وَ إِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ( سجدة ) . أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ . و خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ  فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ و يَخْلُقُ اللَّهُ مَا شَاء إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَة وَ اللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطه المُسْتَقِيم . وَ يَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِه و سمعنا وَ أَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ  بَعْد ذَلِكَ وَ مَا أُولَئِكَ بِمُؤْمِنِينَ . وَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ . وَ إِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا مُذْعِنِينَ . أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ  بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ . إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ربنا سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا وَ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . وَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ  لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لَا تُقْسِمُوا إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ . قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَ رسوله  وَ إِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَ مَا عَلَى رسولنا إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ . وَعَدَ اللَّهُ المؤمنين الَّذِينَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ آمنوا بالله قَبْلهمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ  بَعْد خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي و لَا يُشْرِكُونَ بِي . فأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَ آتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الله و رسُولَه لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ . يَا أَيُّهَا المؤمنون لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ حِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَ إِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَ اللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ . وَ الْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّواتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ حرج أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَ أَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَ اللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ . لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ وَ لَا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَ لَا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَ لَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أهلها تَحِيَّةً مُبَارَكَةً طَيِّبَةً مِن اللَّهِ الواحد القهار كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ آيَاتِه لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ . إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ راحم غَفُورٌ . لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ رَسُولِ الله  كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ  فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ أَمْره أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . أَلَا إِنَّ لِلَّهِ يسجد مَا فِي السَّمَاء وَ الْأَرْضِ وَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ( سجدة ) .
    avatar
    Admin
    Admin


    المساهمات : 871
    تاريخ التسجيل : 04/09/2009
    العمر : 52

    بإسم الله الراحم الرحمان .. الجزء السادس . Empty صورة الفرقان

    مُساهمة  Admin الخميس مارس 25, 2021 11:17 am

    بإسم الله الراحم الرحمان تَبَارَكَ الله الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْمؤمِنينَ نَذِيرًا . الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاء وَ الْأَرْضِ وَ لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ . وَ اتَّخَذ الكافرون  آلِهَةً لَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَ لَا حَيَاةً وَ لَا نُشُورًا . وَ قَالوا ما هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَ أَعَانَهُ  قَوْمٌ آخَرُونَ . وَ قَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَ أَصِيلًا . وَ قَالُوا مَالِ هَذَا النبي يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَ يَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْ أُنْزِلَ  مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا . أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا . تَبَارَكَ الَّذِي أعد لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي  تَحْتهَا الْأَنْهَارُ وَ جعل لَكَ فيها قُصُورًا . بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَ أَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ جهنم . قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ الجَنَّةُ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ . لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْدًا مَسْئُولًا . وَ يَوْمَ نحْشُرُهُمْ وَ مَا يَعْبُدُونَ فَنقُولُ  أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ . قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ إلها دُونكَ . وَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا نَرَى الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا . يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ فلَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ . أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَ أَحْسَنُ مَقِيلًا . يَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ رَسُولِ الله سَبِيلًا . يَا لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا . لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَما جَاءَنِي .  وَ كَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَاصِرًا . وَ قَالوا لَوْلَا أنزِلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَ رَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا . وَ لَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ . الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُولَئِكَ  هم أَضَلُّ سَبِيلًا . وَ لَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَ جَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا . فَقُلْنَا لهما اذْهَبَا إِلَى الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيرًا . وَ قَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا رسلي أَغْرَقْنَاهُمْ وَ جَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا . وَعَادًا وَ ثَمُودَ وَ أَصْحَابَ الرَّسِّ وَ قُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ . وَ إِذَا رَأَوْكَ قالوا أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ إلينا . لقد كَادَ أن يُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَنْ صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَ سَيَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ هو أَضَلُّ سَبِيلًا . أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ هَوَاهُ إِلَهَهُ  أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا . أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ بل هُمْ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا . أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَ لَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا . ثُمَّ قَبَضْنَاهُ قَبْضًا يَسِيرًا . وَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرى بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَ أَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا . وَ لَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلَّا كُفرًا . وَ لَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا . فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَ جَاهِدْهُمْ جِهَادًا كَبِيرًا . وَ هُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَ هَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَ جَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا . وَ مَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَ نَذِيرًا .  قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ أجرا إِلَّا مَنْ شَاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا . وَ تَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَ كَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا . هو الَّذِي خَلَقَ السَّمَاء وَ الْأَرْضَ  فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ فاسْجُدُوا لِلرَّحْمَانِ إنه كان بما تعملون بصيرا ( سجدة ) . تَبَارَكَ الله الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَ جَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَ قَمَرًا مُنِيرًا . وَ هُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَ النَّهَارَ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا . وَعِبَادُ الرَّحْمَانِ إِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا صوابا .  وَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا  جَهَنَّمَ  إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مقَامًا . وَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا . وَ لَا يَعبدونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَ لَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ  وَ لَا يَزْنُونَ وَ مَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ يَخْلُدْ فِيهِ . إِلَّا مَنْ تَابَ وَ آمَنَ بالله وَ عَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَ كَانَ اللَّهُ راحما غَفُورًا . وَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَ إِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا . وَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَعرضوا عنها . وَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّتِنَا قُرَّةَ أَعْيُننا وَ اجْعَلْنَا و ذريتنا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا أمينا . أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَ يُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَ سَلَامًا . خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَ مقَامًا .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة نوفمبر 22, 2024 3:16 am